وكالة القدس للأنباء
مع قدوم فصل الشتاء وما يحمله من أمطار وصقيع، تزداد معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطرتهم الاعتداءات الصهيونية اليومية، في جنوب لبنان، إلى مغادرة منازلهم، لأنهم لا يملكون ما يواجهون به المصاعب الحياتية من جهة، وقد خرجوا من بيوتهم على وجه السرعة بثياب صيفية، ولم يتمكنوا من حمل أغطية وحرامات وملابس شتوية، وباتوا يفتقدون لأدنى مستلزمات مواجهة البرد، ما يعرِّض حياتهم، وبخاصة الأطفال والشيوخ، إلى أمراضٍ شتى من جهة أخرى.
ماذا تنتظر الأونروا؟..
وفي هذا السياق، تحدث أبو أدهم، وهو نازح من مدينة صور، لـ"وكالة القدس للأنباء"، قائلاً: "نعيش أوقاتاً صعبة، فنحن بدأنا نشعر ببرودة الطقس، والقادم أعظم، وأوضاعنا الاقتصادية سيئة جداً، فلا يمكنني تلبية احتياجات أولادي الأربعة من الثياب الشتوية"، مضيفا، "خسرت عملي في صور، والحمدلله الآن أعمل في محل سكاكر جملة في مدينة صيدا، لكن راتبي لا يكفي حتى لتلبية الطعام والشراب والحفاضات والحليب لإبني الصغير"، قائلاً: "نحن نأمل أن يكون هناك دعم إنساني لنا في هذه الظروف، وأن تقوم وكالة "الأونروا" بواجبها اتجاهنا، فحتى الآن لم يتم صرف ال50$ لكل ولد، ماذا ينتظرون؟".
لا أثاث ولا وسائل للتدفئة..
أما أحمد أبو الفضل، فقال: "أقطن وعائلتي في منزل صديق لي وهو خارج البلد، لكن البيت لا يوجد به أثاث، تدبرت أموري واستطعنا تأمين فراش ومخدات وحرامات من فاعلي الخير ومن الجيران، لكننا بحاجة لثياب شتوية وتدفئة"، مضيفاً: "وضعنا مأساوي، وابنتي تبلغ من العمر سنة ونصف، بحاجة إلى حليب وحفاضات، والوضع لا يعلم به إلا الله"، مبيناً أن "معظم المساعدات الفردية تأتي للنازحين في المدارس، لكن لا أحد يهتم بنا، وعلى "الأونروا" أن تتحمل مسؤولتها كاملة اتجاهنا، فهي وجدت لهذا السبب".
من جانبها، قالت سمية جبر لوكالتنا: "أقطن مع عائلتي عند أقارب لي، في مدينة بيروت، ولم أرد أن أكون عبئاً على أحد، لكن لا مكان آخر يأوينا، خاصة وأننا في البداية قمنا باستئجار منزل فارغ، واتفقت أنا وزوجي أن نقوم بتأمين المستلزمات الضرورية من فراش وغير ذلك، لكن المنزل قريب من الضاحية، ولم نتحمل أصوات القصف، وبسبب تغير الطقس، وعدم امتلاكنا أي وسيلة للتدفئة، ولا حتى ثياب شتوية، أصابني رشح مزمن أنا وابنتي، واضطررت إلى دخول المستشفى كوني حامل، فتركت المنزل واستقريت حالياً عند أقاربي، ولا أعلم ما الذي ينتظرنا، أسأل الله الفرج القريب".