قائمة الموقع

خاص / لاجئو المخيمات الجنوبية: خطة "الأونروا" بالتعلم عن بُعد لا تناسبنا

2024-11-18T12:11:00+02:00
وكالة القدس للأنباء - متابعة

أعلنت "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -الأونروا" في بيان لها، مؤخراً، عن خطة لبدء مرحلة التعليم عن بعد "أونلاين"، لاقى هذا البيان استنكاراً عند اللاجئين، خاصة وأن الظروف بشكل عام لا تسمح بذلك، في ظل الحرب، والاعتداءات التي يشنها العدو الصهيوني على مختلف المناطق اللبنانية، ما أدى إلى نزوح أهالي المخيمات الجنوبية إلى مراكز الإيواء، مبينين أنه حتى لو تم العمل بالتعلم عن بعد فهناك صعوبات كثيرة فالكهرباء غير متوافرة بشكل كامل ودائم، وجودة الانترنت غير جيدة، ناهيك عن أجواء الحرب التي تؤثر بدورها على الطلاب والأهل والأساتذة، مؤكدين أن تجربة التعلم أونلاين أثناء جائحة كورونا، كانت فاشلة، ولم تحقق نتائج مرضية.

 وفي هذا السياق، قال الأستاذ رشيد، ل"وكالة القدس للأنباء"، وهو نازح من مخيم الرشيدية، "لدي ثلاثة أولاد مسجلين في مدارس "الأونروا"، ونحن يعز علينا أن يبقى أولادنا دون تعلم، لكن الأوضاع الراهنة لا تسمح بذلك، فوضعنا صعب جداً، فنحن متواجدين عند أقارب لنا، ونسكن حالياً أربع عوائل في منزل واحد، فكيف سيكون هناك أجواء هادئة للدراسة؟"، مبيناً أن "أولادي يعيشون في خوف دائم، خاصة عند سماع خرق جدار الصوت والقصف أحياناً، فأي بيئة ستكون مناسبة للبدء بالتعليم؟".

لا إمكانات للتعلم عن بُعد

أما السيدة سهام ح.، فقد استنكرت فكرة التعليم عن بعد، قائلة: "نحن نزحنا في ظروف صعبة واستثنائية، فنحن نعيش في حربً حقيقية، متسائلة: "من لديه أعصاب لكي يجلس على الأونلاين؟"، مشيرة إلى أنها "حتى نحن لا نملك أي إمكانيات للتعليم، فلا كهرباء، والانترنت ضعيف جداً، لذلك هذا القرار غير صائب، فنحن جربنا أثناء فترة كورونا التعليم عن بعد، وكانت نتائجه كارثية، وهذه الفترة مختلفة كلياً عن فترة كورونا، نحن نازحين خارج بيوتنا ولا نفكر إلا في كيفية تأمين طعامنا وشرابنا بعد أن خسرنا وظائفنا بسبب الحرب، ونعيش كل لحظة برعب ولا نعلم إن كنا سنبقى أحياء لليوم التالي".

بدورها، أكدت إيمان، أنه "كان على وكالة الأونروا تأمين مستلزمات التعلم عن بعد قبل اتخاذ هذا القرار، ما فائدة الخطط التي وضعتها ونحن لا نملك أي إمكانيات، ولو فرضنا أن العملية سارت كما يجب، من الممكن أن امرأة لديها ولد واحد أن تتدبر أمورها من خلال هاتفها مثلاً، أما من لديه ولدان وأكثر ماذا يفعل؟ من أين سأحصل أنا على 4 هواتف أو "تابلات" لأولادي"، موضحة أنه "على الجميع أن يعلم أننا خرجنا ولم نحمل معنا حتى ثياب لنا، ونزحنا قسراً، ونحن نعيش في متاعب، ونصارع من أجل البقاء".

يذكر أن قرار وكالة "الأونروا" جاء في وقت عصيب، فلا توفر أوضاع النزوح سواء في البيوت أو في مراكز الإيواء، لأطفال اللاجئين الفلسطينيين متطلبات التعليم الأساسية، فضلاً عن التعليم عن بعد، فالأشخاص الذين نزحوا تحت وطأة التهديد والخوف لم يحملوا معهم حتى ملابسهم، والتعليم عن بعد يحتاج إلى هواتف، بالإضافة إلى توفر الكهرباء والانترنت بشكل جيد، وجميعها غير متوفرة، فلا بيئة مناسبة للتعلم خاصة في مراكز الإيواء. فكيف سينفز هذا القرار؟

اخبار ذات صلة