ألاء الغزي
يأتي فصل الشتاء محملا بالبشائر والخيرات، بإستثناء أهل غزة فهو فصل اخر من فصول الموت والمعاناة، فترى في الشتاء كابوس يؤرق مضاجع الغزيين، وضيفاً ثقيلاً عليهم. فالشتاء في غزة يختلف عن جميع العالم فهو حكاية مغموسة بالآلام .
الشتاء في غزة ليس مجرد برد ومطر بل هو بداية حلقة جديدة من سلسلة المآسي وفصل يحمل معه تحديات إضافية للنازحين الذين فقدوا منازلهم بين ليلة وضحاها ..
العائلات التي اعتادت العيش في منازل دافئة، تجد نفسها منذ نحو 400 يوم تعيش في ظروف غير إنسانية في مراكز إيواء او خيام متهالكة مع عشرات الأشخاص الآخرين دون اعتبار لخصوصية او توفير مساحة كافية .
يخشى النازحون في غزة من شتاء قاسٍ ثان، فها هم اليوم يستعدون لمواجهة موسم جديد من الألم والمعاناة. حيث تزداد أحوالهم سوءا يوما بعد يوم وسط غياب ابسط مقومات المعيشة، فأصبحت الخيمة حلما في مشهد يزيده الصمت الدولي قسوة .
هذه الظروف تجعل من الصعب عليهم مواجهة فصل الشتاء، ما يجعل الحياة في الخيام امر بالغ الصعوبة لانها ليست مصممة لتحمل الظروف الجوية، اذ يصبح البرد القارس تهديدا اضافيا لأهالي القطاع الذين يقاومون للبقاء على قيد الحياة بسبب النقص الحاد في مستلزمات الشتاء والحماية من البرد والمطر فلا يوجد شي يحمي اجسادهم سوى قطعة شادر بسيطة، وحرامات صغير التي وزعت في المساعدات لا تقي البرد ولا تقدم ولا تؤخر، مع العلم ان الكثير من العائلات تنازلوا عن اغطيتهم الشتوية لصالح تكفين ذويهم لنقص الاكفان في غزة فالوضع المعيشي كارثي. فنحن الكبار في بيوتنا نمرض ونتعب من شدة البرد فكيف لهؤلاء النازحين وخاصة الأطفال القدرة على تحمل هذا الشتاء القاسي .
إضافة إلى ذلك هطول الأمطار ستغرق خيام النازحين بالمياه، فتبدأ مصارعة الازمات التي تخلفها الأمطار من فيضانات وتمزق الخيم في ظل غياب ودمار البنية التحتية المتهالكة ونقص معدات الصرف الصحي، ما تعني أن الشوارع والأحياء غالبًا ما تغمرها المياه، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض وخطر الموت .
فالحرب قد اثقلت عليهم، ومأساة أهل غزة تتجاوز حدود الكلمات، وتعكس معاناة أهل القطاع العميقة والمستمرة .. إنهم يمثلون رمزا حقيقيا للصمود والأمل بمواجهة محتل مجرم قاتل، وعالم لا مكان للرحمة في قلوب حكامة، شركاء الابادة الجماعية...
الوضع في غزة يتطلب تضامنًا عربيًا وإسلاميا والعالم الحر، يتجاوز الأقوال الى الأفعال..