/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير ضاربة بالقوانين الدولية عرض الحائط.. إدارة بايدن تختبر أسلحتها الجديدة في غزة ولبنان

2024/10/21 الساعة 12:26 م

أسماء بزيع*

من ترومان إلى بايدن، تاريخ دعم أميركي لـ"إسرائيل" غير مشروط أثّر بشكل فاضح لظهور وحشية الاحتلال في المنطقة، فبعد أكثر من عام على اندلاع حرب الإبادة على القطاع المحاصر وصولًا إلى التصعيد في لبنان بات من الواضح لأي شخص يراقب الأحداث، أن أمريكا احتضنت منذ فترة طويلة ظهور أسوأ نسخة ممكنة لطفلها المدلل "إسرائيل"، وذلك في سبيل مساعي أميركا لتشكيل واقع جيوسياسي جديد للشرق الأوسط. وبدون هذا الدعم، لكان لزامًا عليها أن تحارب بالحجارة والسيف.

ومنذ أن شرعت الآلة الحربية "الإسرائيلية" بدكّ الأحياء السكنية في غزة ردًا على عملية "طوفان الأقصى" وحتى اليوم، حظيت "تل أبيب" بدعم من دول غربية عدة، ووصف زعماء هذه الدول الدعم العسكري بـ"الثابت والموحّد". أمّا أميركا والأولى في رأس القائمة فقد قدمت دعمًا عسكريًا يتجاوز 17.9 مليار دولار، وهو أكبر دعم عسكري تمنحه الولايات المتحدة لأي دولة منذ الحرب العالمية الثانية. إلى جانب نشر حاملتي الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" و"دوايت أيزنهاور" مع آلاف الجنود والسفن المرافقة في البحر المتوسط، وصولًا إلى شحنات ضخمة من الأسلحة والذخائر.

حاملات الطائرات:

التحرك الأخير لإرسال حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد ر. فورد" لترسو شرق البحر الأبيض المتوسط، ليس الأول من نوعه الذى تتخذه الإدارة الأمريكية لدعم ‏العدو الإسرائيلي عسكريًا، فقد وصلت منذ شهرين حاملة الطائرات "يو إس إسم إبراهام لينكولن" والمدمرات المرافقة بمقاتلات "إف-35 سي" و"إف/إيه-18 بلوك 3″، إلى الشرق الأوسط لتحل مكان حاملة الطائرات "يو إس إس ثيودور روزفلت"، وجاء ذلك بعد أن أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بتسريع انتقال هذه المجموعة البحرية الضاربة إلى المنطقة. وبذلك يرتفع إلى اثنتين عدد حاملات الطائرات الأميركية الموجودة حاليا في الشرق الأوسط. وتعد "لينكولن" السفينة الرئيسية في مجموعة حاملة الطائرات الضاربة الثالثة، ويرافقها أسطول المدمّرات (ديسرون) 21 وجناح حامل الطائرات (سي في دبليو) التاسع.

قصف بالفوسفور ومتفجرات "غير اعتيادية"

في وقت سابق، كشفت وكالة "رويترز" عن تحميل 14 ألف قنبلة من النوع الثقيل من الولايات المتحدة إلى "إسرائيل" قبل وبعد 7 أكتوبر 2023. وفي المرحلة الأخيرة، رصدت الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية، "استخدامًا واسع النطاق للفوسفور الأبيض في الجنوب والبقاع بكميات هائلة"، في ظل اعتراف "إسرائيل" استخدامها لقنابل مضادة للتحصينات. كما كشفت الهيئة عن أخذها عينات من موقعين تعرضا للقصف الجوي "الإسرائيلي"، لكنها فضلت "التريث" قبل إصدار حكم نهائي.

والتريث الرسمي، يأتي بعد أيام من اعتبار نقابة الكيميائيين في لبنان أن "حجم الدمار واختراق المباني والأرض لعشرات الأمتار دليل على استخدام القنابل التي تحتوي على اليورانيوم المُنضَّب Depleted Uranium الذي يتمتَّع بقوة اختراق هائلة" وهو ما أكده خبيرين غربيين استندا فيهما إلى نوع الأسلحة المستخدمة، مثل BLU137/B التي تحتوي على خليط من المتفجرات واليورانيوم المنضّب في استهداف مناطق الضاحية الجنوبية.

قنابل جيدام

قنابل "جدام":

أكّدت صحيفة "الغارديان" البريطانية مؤخرًا العثور على جزءٍ من ذخيرة أميركية الصنع، بين أنقاض السوق المُدمَّرة بفعل الغارات الإسرائيلية في النبطية، جنوبي لبنان، الأربعاء الماضي. وأسفرت الغارة، في حصيلةٍ نهائية، عن ارتقاء 16 شهيدًا، بينهم رئيس بلدية النبطية، بينما أُصيب 52 جريحًا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة. وفي تحقيق للصحيفة، كُشفت زعنفة الذيل الخاصة بالذخيرة الهجومية (JDAM)، وهي مجموعة التوجيه التي تحوّل القنابل غير الموجهة، والتي يتراوح وزنها بين 500 و2000 رطل، إلى قنابل موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

وفي حدثٍ مشابه في وقت سابق، قامت صحيفة "ذا غارديان" بتحليل شظايا صاروخٍ  عثرت عليها من موقع ارتكاب المجزرة "الإسرائيلية" في منطقة النويري في العاصمة اللبنانية بيروت، والتي ارتقى فيها 22 شخصًا وأصيب 117 آخرين، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.  وتبيّن أنّها تعود لأنظمة التحكّم "جي-دام" (Jdam)أميركية الصنع، والتي تُرفَق بـ"القنابل الغبية" التي تصل زنتها إلى 2,000 رطل (900 كيلوغرام). وهذه القنابل أميركية الصنع بدورها، وتعود لسلسلة "أم كي 80"، بحسب ما أكّد للصحيفة خبير عسكري أميركي ومنظّمة هيومن رايتس ووتش.

كما خلص تحقيق سابق أجرته أيضًا صحيفة "الغارديان" إلى أنه تم استخدام سلاح الجدام في هجوم أسفر عن استشهاد سبعة من العاملين في مجال الرعاية الصحية بالعدوان الصهيوني المباشر في مستشفى مرجعيون الحكومي في بلدة مرجعيون، وهو ما اعتبرته هيومن رايتس ووتش انتهاكًا للقانون الدولي.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا النوع من القنابل الأميركية استُخدم بكثافة في الإبادة "الإسرائيلية" في غزة، وتحديدًا في مناطق ذات كثافة سكانية عالية، بخلاف "شروط" استخدام هذا السلاح. ومنها في العدوان الإسرائيلي المجرم يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول على غزة، واحدة من أبشع المجازر في القطاع المحاصر، إذ استهدفت بالقصف مستشفى المعمداني، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال الذين اتخذوا من المستشفى ملجأ آمنا من الغارات "الإسرائيلية".

6jKS3-1717060026

القنبلة "جي بي يو 39":

قنبلة SDB) Small Diameter Bomb) هي من نوع قنبلة (GBU- 39) الموجهة بدقة، وزنها يصل إلى حوالي الـ 250 بوند، وتصنّف بأنها عمقية إرتجاجية مثلها مثل أي قنابل أخرى، إلا أنها من الحجم الصغير، ويتم ضربها من طائرات طراز F-16 وF-35 القوية. وهي من القنابل التي تكون عادة موجّهة، حيث تمّ تطويرها وتحسينها وفق تسميات مثل MK2 - MK3 - MK4، وتم تزويدها بأجهزة توجيه إلى الهدف.

أما عن كيفية استخدامها، فإن وزنها يحدد نوع الطائرات التي تطلقها، وهي عميقة وارتجاجية وهناك عدة أنواع GBU 10 أو GBU 11 أو GBU14 وهذه الأنواع تصنّف على أنها صغيرة وتستخدم من الطائرات كمجنّحة. وتسمّى بالعميقة، لأنها تخرق وفق وزنها ونوعها من 5 أمتار إلى حوالي الـ 18 مترًا، قبل أن تنفجر، ومن هذا المنطلق تتسبّب بدمار كبير وإرتجاج بما يشبه الزلزال.

كانت شبكة "سي إن إن" الأميركية قد ذكرت استخدام "إسرائيل" قنبلة أميركية الصنع في قصف مدرسة "التابعين" بحي الدرج، مشيرة إلى أنها من طراز "جي بي يو-39" (GBU-39)، التي تصنعها شركة بوينغ. وهي مجزرة نفذها العدو الإسرائيلي  بحلول الساعة الرابعة و50 دقيقة من فجر السبت العاشر من أغسطس/آب، على مدرسة شرق مدينة غزة، أثناء تأدية نازحين صلاة الفجر، مخلفةً أكثر من 100 شهيد وإصابة العشرات، فضلًا عن عشرات المفقودين، ناهيك عن حجم الدمار الكبير والمخيف والذي لم يراعِ أدنى الاعتبارات الإنسانية.

قنابل ام كي 8

القنبلة "إم كيه 8"

في 27 سبتمبر/أيلول 2024، وفي ضربة "إسرائيلية" ضخمة استهدفت قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، اغتيل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وسرعان ما تناقلت وسائل إعلام عبرية أن الغارات على الضاحية الجنوبية تمت باستخدام قنابل تزن 2000 رطل خارقة للتحصينات، ألقتها طائرات "إف-35". وفي وقت لاحق كشف مارك كيلي رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ خلال مقابلة مع شبكة "إن بي سي" أن القنابل التي استخدمها العدو الفاشي بالغارات على ضاحية بيروت الجنوبية كانت قنابل موجهة أمريكية الصنع من طراز "مارك 84" زنة ألفي رطل (900 كيلوغرام).

يذكر أن القنبلة "إم كيه 84" (MK84) وتعرف أيضًا بـ"مارك 84"، قد سميت بـ"المطرقة" للضرر الشديد الذي تلحقه إثر انفجارها. وهي قنبلة موجهة لها رأس حربية متفجرة، قادرة على إحداث حفرة عرضها 15 مترًا وعمقها 11 مترًا، وتخترق حتى 38 سم من المعدن أو 3.3 مترًا من الخرسانة. ويرجح أنها القنبلة التي ألقتها "إسرائيل" على المدنيين في مجزرة مخيم جباليا، إذ يرى خبراء عسكريون أن تأثير الغارات الإسرائيلية وضررها في المكان المذكور يتطابق مع الآثار التي تحدثها قنبلة "المطرقة". *(وكالة القدس للأنباء)

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/209785

اقرأ أيضا