/مقالات/ عرض الخبر

كيف دعمت واشنطن حلم نتنياهو في “حربه الأبدية”؟

2024/10/14 الساعة 10:20 م

وكالة القدس للأنباء - متابعة

المثير للاهتمام أن الولايات المتحدة لا تضغط في الوقت الحالي على إسرائيل للإسراع في إنهاء المعركة في لبنان. الإدارة الأمريكية، التي حاولت فرض وقف فوري لإطلاق النار على الطرفين إلى حين اغتيال (السيد) حسن نصر الله، يبدو أنها استنتجت الآن بأنه من الصعب إملاء خطوة مشابهة الآن. يبدو أن واشنطن تلاحظ إمكانية هز المنظومة السياسية في لبنان بشكل يقلص مكانة لحزب الله الثابتة، التي حظي بها في العقد الأخير في قوة ذراعه العسكرية.

كل ذلك يخدم حلم نتنياهو في الحرب الأبدية. بعد شهر على هجوم البيجرات في لبنان، يبدو أن وسائل الإعلام في إسرائيل طبعت تماماً وضعاً فيه يتم استهداف ثلث أراضي الدولة يومياً بالصواريخ والقذائف والنيران، ولا أحد ينبس ببنت شفة أو يحتج. المفتش العام للشرطة، داني ليفي، قال الأسبوع الماضي بعد عملية دموية في الخضيرة، بأن هذه الهجمات أمر محتم. والحكومة تنوي أن يتعود الجمهور على إطلاق الصواريخ، الذي لم يعد أحد يتساءل متى سينتهي.

وهناك تسليم مشابه يحدث أيضاً في موضوع المخطوفين وكأنه بات أمراً واقعياً. نتنياهو تعمد خلق أزمات خلال أشهر الشتاء والربيع في كل مرة ظهر فيها تقدم محتمل في الاتصالات لعقد الصفقة. بعد ذلك، عادت حماس ووضعت صعوبات. الآن حيث يحتل لبنان معظم الاهتمام الجماهيري والسياسي، وإسرائيل تعد بالانتقام من إيران بسبب هجوم الصواريخ البالستية في 1 تشرين الأول، باتت قضية المخطوفين تحت الأجندة. لم يعد هناك حتى أي تظاهر بأن العملية شمالي القطاع، التي تركزت في جباليا، تهدف إلى تحرير المزيد من الرهائن. وبعد قتل المخطوفين الستة على يد حراسهم في رفح، بات واضحاً أن حماس ستنفذ أمر إعدام المخطوفين كلما كشف عن محاولة إنقاذ إسرائيلية.

في المقابل، حسب التقارير من القطاع، يُجري الجيش الإسرائيلي حملة لتدمير جباليا، حيث خطط لطرد السكان الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه. حتى الآن، يرفض الغزيون العمل وفقاً للضغوط الإسرائيلية، ويبدو أنه لا توجد حركة نحو الجنوب إلى خلف ممر نتساريم. ولكن العملية العسكرية مستمرة وتحصل على اهتمام ضئيل على خلفية الأحداث الأخيرة في الساحة اللبنانية والإيرانية. الجناح اليميني المتطرف في الحكومة لن يتراجع عن خطة السيطرة على المساعدات الإنسانية للقطاع ونقلها من المؤسسات الدولية إلى جهات أخرى. الجيش الإسرائيلي غير معني كلياً بتحمل هذه المهمة الصعبة. الآن، وافق نتنياهو بعد شهر ونصف تقريباً على فحص “مشروع ريادي”، يدفع به وزراء “الصهيونية الدينية”، لنقل إرساليات المساعدات إلى يد مقاول فرعي، شركة أمريكية.

توسيع الائتلاف بعد انضمام ساعر وقائمته والتحالف الوثيق مع أحزاب اليمين المتطرف، يعطي نتنياهو استقراراً سياسياً، ويدفع قدماً بمزيد من الأفكار الخطيرة، التي ستعمق غرق إسرائيل في الحرب، وربما تورطها في مشكلات أخرى. في الساحة السياسية، يحاول الائتلاف الآن الدفع قدماً بقانون يضمن السيطرة على لجنة التحقيق التي ستفحص إخفاقات الحرب وإبعاد ممثلي المحكمة العليا منها. وحتى بخصوص ما يحدث في الجيش الإسرائيلي، فإن نتنياهو ومحيطه، واليمين المتدين، عادوا إلى التنقيب في تعيين وترقية جنرالات. هذا يحدث مع الاهتمام المتزايد بتعيين رئيس الأركان القادم في محاولة لتشديد القبضة السياسية على هيئة الأركان وضمان نمو جيل جديد من الضباط الذين سيعرضون بأنهم شجعان، وعملياً يتميزون بالخضوع لتوجيهات جامحة من الحكومة.

------------------ 

الكاتب: عاموس هرئيل

المصدر: هآرتس

التاريخ: 14/10/2024

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/209597

اقرأ أيضا