فقار فاضل
أعلنت «المقاومة الإسلامية في العراق» جاهزيتها لأي حرب شاملة، بعدما نفذت أكثر من 44 عملية عسكرية نوعية خلال الأسبوعين الماضيين ضد مواقع في الداخل "الإسرائيلي"، محقّقة إصابات مباشرة أدت إلى إصابة وتدمير بنى تحتية. وأكد الأمين العام لـ«كتائب سيد الشهداء»، أبو آلاء الولائي، بدوره، أن «دولة الإمارات، الموقع المتقدم للكيان الصهيوني في الخليج، ستكون خط الاستهداف الأول لنيران المقاومة في حال اندلاع الحرب».
وقال الولائي، في بيان، إن «صواريخ المقاومة الإسلامية في العراق وطائراتها المسيّرة، التي باتت تصل إلى عمق الكيان الصهيوني، سيكون من السهل عليها جداً بلوغ المواقع البديلة للكيان الغاصب في المنطقة»، في إشارة إلى دول المنطقة المطبّعة مع "إسرائيل"، ولا سيما الإمارات.
وفي السياق نفسه، أكد القيادي في المقاومة العراقية، علي المهدي، أن «الفصائل المسلحة لديها القدرة الكاملة والجاهزية من ناحية المقاتلين والسلاح والطائرات المسيّرة لخوض حرب طويلة وعلى مستوى إقليمي.
ولذا، فإن أيّ تطوّر في حرب حزب الله مع الكيان سيُدخل الفصائل مباشرة في حرب مفتوحة من دون خطوط حمر». وقال، في تصريح إلى «الأخبار»، إنه «طوال الفترة السابقة، ومن خلال تنسيقية محور المقاومة، تجرى تدريبات ويتم وضع خطط لسيناريوات قد تحدث، ومنها الحرب المفتوحة في لبنان.
ولدى المقاومة الاستعداد الكامل في حال تطلّب الأمر الذهاب إلى لبنان، أو الاستمرار في تنفيذ ضربات في العمق "الإسرائيلي" بصواريخ بعيدة المدى». وتابع أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يعلن بشكل دقيق نتائج الأضرار الناجمة عن العمليات العراقية، بل يكذب باستمرار أو حتى يحاول حجبها عن الإعلام، على رغم تأكُّدنا من أنها استهدفت جنود العدو، وكذلك مقارّ تابعة للموساد أو منشآت حساسة ومهمة".
وقد جاء في بيانات منفصلة صادرة عن «المقاومة الإسلامية في العراق»، أن «مجاهديها شنّوا هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة شمشون، وهي مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية». واستهدف الهجوم أماكن تموضع واستقرار ضباط وجنود "إسرائيليين"، فضلاً عن أهداف أخرى في الجولان وإيلات وشمال فلسطين المحتلة.
من جانبه، قال مصدر مقرّب من «كتائب حزب الله في العراق»، إن «هناك إمكانية لدى المقاومة العراقية لفتح جبهات أخرى إضافية في حال صعّدت "إسرائيل" من هجماتها في لبنان أو هاجمت العراق». وأشار المصدر، في حديث إلى «الأخبار»، إلى أن «كتائب حزب الله لديها معلومات عن أن طيراناً مسيّراً أميركياً وإسرائيلياً يحلّق في سماء العراق في طلعات استكشافية. وقد يعمد إلى تنفيذ ضربات ضد مواقع تابعة لنا أو استهداف قادتنا، وفي الحالتين سنقوم برد ضد المواقع التابعة للعدوان، فضلاً عن القواعد الأميركية".
أما الباحث السياسي العراقي، وائل الركابي، فرأى أن «كلام المرجعية الدينية العليا في النجف لم يقتصر فقط على المساعدات الإنسانية، بل يشمل كل الأمور بما فيها عمل المقاومة ضد الكيان الصهيوني، وهذا أضفى شرعية على العمليات التي تنفذها المقاومة ضد الاحتلال». وأكد أن «الضربات الحالية مهمة وحقّقت أهدافها بشكل جيد، وهي تعكس إمكانات المقاومة التي لا يستهان بها»، لافتاً إلى أن «جيش الاحتلال الصهيوني يتحسّب لتلك الإمكانات ويتخوّف منها. والدليل أنه بدأ يتوعّد بردود ضد العراق ومصالحه".
وتوقّع الركابي أن يردّ الكيان داخل العراق باستهداف مقارّ لـ«الحشد الشعبي» أو المقاومة، و"هذه ليست المرة الأولى، بل إن الجهات الرسمية في إسرائيل اعترفت بتنفيذ هجمات ضد سيادة العراق، وبالتالي فإن الموقف العراقي أصبح موحداً حكومة وشعباً ومقاومة".
كما توقّع الخبير الأمني، مخلد حازم، أن «يتصاعد عمل المقاومة ونشاطها بهجمات تخترق الجدار الإسرائيلي وتحقّق هدفها بشكل مباشر، ما قد يدفع تل أبيب إلى استهداف العراق». وأشار إلى أن "مبدأ وحدة الساحات بات واقعاً لدى محور المقاومة. فعندما تضرّر لبنان من هجمات إسرائيل، كثّفت المقاومة العراقية عملياتها ضد الاحتلال، فضلاً عن دعمها المفتوح على كلّ الصعد للبنان عموماً ولحزب الله خصوصاً".
وفي الإطار عينه، أعلنت حركة «الجهاد والبناء»، تشكيل لواء «جهاديون» في العراق لخوض المعارك ضد الجيش "الإسرائيلي" في لبنان. وكشفت، في بيان مقتضب، أنه «تم فتح باب التطوع في اللواء لمساندة المقاومة الإسلامية في لبنان».
وعلى مستوى المساعدات الإنسانية، يعمل العراق منذ أسبوع تقريباً على تفويج شاحنات محمّلة بالمواد الغذائية والإغاثية والعلاجية براً إلى لبنان، فضلاً عن إرسال طائرات على متنها أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية. واستقبلت العتبتان الحسينية والعباسية عشرات الجرحى اللبنانيين في مستشفيات كربلاء، امتثالاً لدعوة المرجعية الدينية العليا التي طالبت بمساعدة لبنان بكل الأشكال. وتجرى في العراق حملات جمع تبرعات ضخمة عبر فرق تطوعية جوالة في مختلف المحافظات لإرسالها إلى العائلات اللبنانية المتضرّرة والنازحة من مناطقها إلى بلدات أخرى، إلى جانب الدعم الحكومي.