/مقالات/ عرض الخبر

محاولات الاحتلال فاشلة.. لن تتوقّف جبهةُ إسنادِ غزّة!

2024/09/26 الساعة 05:05 م

هبة دهيني*

 في سياق التصعيد الأخير الذي أعلنه العدوّ "الإسرائيليّ" باستهدافِ جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وصولًا لجبل لبنان وجبيل وغيرها من البلدات اللبنانية الّتي كانت هي نفسُها تستقبل النّازحين مُذ فُتحَت جبهة الإسناد في الثامن من أكتوبر العامَ الماضي، في حماقةٍ تجاوز فيها الاحتلال كل الخطوط الحمر، محاولًا بذلك أن يطبع مشهديّة غزّة بتفاصيلها -من نزوحٍ وقتلٍ وتدمير- في لبنان، وأن يحقّقَ هَدَفَينِ فشل في الوصول إليهما حتّى اللحظة، وسيفشل فيما تبقّى له من عُمرٍ في الحرب: فَصل جبهة جنوب لبنان عن جبهة غزّة، وإعادة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلّة.

مُذ أعلن حزب الله انخراطه في الحرب مُعاضدةً لإخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومتهم الشّريفة -قبل أن يزيد قبل يومين على بياناته: ودفاعًا عن لبنان وشعبه- كان مصرًّا في شروطه على وقف عدوان الاحتلال على غزّة كي تتوقّف جبهة جنوب لبنان عن المساندة، وما زال. أمّا استمرار الاحتلال بعدوانه الهمجيّ على القطاع والضفة، فالمقاومة في لبنان مستمرّةٌ في فتح جبهتها، ومع ذلك، فإنّ العدوّ ما زال يسعى لدكّ إسفينٍ بينَ المقاومة وجبهة الإسناد، أيّ لمحاولة التفريق بينهما، وإيقاف أيّ صاروخٍ يدكّ العدوّ دعمًا لغزّة.

من هنا، فقد برهنتِ المقاومة كيف أنّها -إن أرادت- تستطيع أن تصل إلى عمق الكيان، وإلى قلبِ تلّ أبيب، وأنّ كلّ مجازر العدوّ واستهدافاته لن تعيقَ مهمّة المقاومةِ الأساسيّة في الإسناد، فبعد أن باشر العدوّ بعدوانه الهمجيّ على الأراضي اللبنانيّة، أكملت المقاومةُ مهمّتها في التصدي للعدوان وفي دكّ قواعد العدوّ، إذ استهدفت يوم الثلاثاء قاعدة نيمر 1 التي تعدّ من المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية لجيش العدوّ، ودكّت قاعدة نفتالي التي تحتوي على المخازن اللوجستية للفرقة 146، أضف إلى معسكر إلياكيم في جنوب حيفا، ووحدة نخبة البحرية "الإسرائيلية" في قاعدة عتليت، ولم تكتفِ يومها بذلك، بل واستهدفت قاعدة "دادو"، وفيها يكمن مقرّ قيادة المنطقة الشمالية في "جيش" العدوّ، أضف إلى قاعدة "شمشون"، وفيها مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية لجيش العدوّ كما واستهدفت قاعدة "إيلانيا" العسكرية الكامنة في شمال فلسطين المحتلّة، وختَمَت استهدافاتها في اليوم نفسه بدكّ مقرّ قيادة الموساد الذي يقع في ضواحي "تلّ أبيب"، وهو المقر المسؤول عن اغتيال القادة وعن تفجير البايجرز وأجهزة اللاسلكي.

ومن بعدِ اليوم الحافل بالعمليات التي لم تتوقّف، تُكمل المقاومةُ اليوم استهدافاتها للمحتلّ، ما يُعطيه جوابًا واضحًا بأنّ حزب الله لن يرضخ، وبأنّه مستمرٌّ في هدفه الأساسيّ الّذي بدأه منذ بدء الحرب، وبأنّ المقاومة هي من تفرض شروطها في ساحة القتال، إذ ما زالت مجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل شمال حيفا، ومستعمرات العدوّ وثكناته، ومقرات تجهيزاته العسكرية، ومصانع مواده المتفجرة، وتلّ أبيب نفسُها، كلّ هذا وأكثر، ما زال هدفًا مشروعًا للمقاومةِ في كلّ جبهات الإسناد، خاصّةً في جنوب لبنانَ إذ دخل كلٌّ من فادي -1 و2- و-3 وقادر إلى ساحة القتال، ولن يخرجا منها بطلقاتهم.. سوى منتصرين!

إنّ العدوّ يراهن على أن "نصالح وننسى"، ومراهنتهُ اتّكاءٌ على هراءٍ وأساليب واهية، ونحن نراهن على مقاومتنا، ومراهنتنا اتّكاءٌ على صواريخ يمدّها الله بالقوّة والعزّة والنّصر، وما النّصرُ إلا من عنده سبحانه.

ونحنُ اليوم، بما نعانيه من نزوحٍ وتهجيرٍ وقصفٍ وطيرانٍ يلازم سماء لبنان، فإنّنا راضون، ومع المقاومة اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وندرك جيّدًا أنّ النّصر حليفنا وإن طال القتال، وأنّ "إسرائيل" هذه جرثومةٌ وجبَ اقتلاعها، وأنّ تخطّيها للحدود الحُمر، سيلاقيه قتالٌ مشروعٌ لم تشهدهُ من قبل، اليوم، وما بعد اليوم، إلى حيفا، وما بعدَ حيفا!

*(وكالة القدس للأنباء)

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/209124

اقرأ أيضا