بقلم: المحامي عمر زين*
"طوفان الأقصى" جاء ردة فعل من المقاومة البطلة على الاعتداءات الصهيونية المتكررة منذ احتلالها لأرض فلسطين الطاهرة حتى الساعة... "طوفان الأقصى" أكّد على معانٍ كثيرة ذكرها السياسيون والكُتّاب والإعلاميون العرب والأجانب، وعبَّر عنها الأساتذة الجامعيون والطلاب في أكثر دول العالم.. وشملت فيما شملت عن تأثيرها على الكيان الصهيوني المحتل عسكرياً ونفسياً واقتصادياً وأمنياً ووجودياً، وسوى ذلك. وما زالت أرض المعركة والمقاومة البطلة وإسنادها، لديهم القوة لتحقيق أهدافهم، على الرغم من كل ما جرى الأسبوع الماضي من اعتداءات صهيونية، على سيادة لبنان والمدنيين من أطفال ونساء وشباب ورجال وكهول.
وننبّه بمناسبة مرور السنة الأولى على "طوفان الأقصى" بأن نيّة العدو في بناء كنيس في المسجد الأقصى المبارك، ما زالت هي من أهدافه الرئيسية، مما يستدعي من هذا العدو عدواناً جديداً على الأقصى المبارك، سيكون متزامناً مع موسم الأعياد التوراتية خلال الثلث الأخير من شهر تشرين الأول المقبل. ويرافق ذلك محاولة إنهاء مقاومة قطاع غزة بإبادته، وإنهاء مقاومة الضفة الغربية بتهجير سكانها، وإنهاء المقاومة اللبنانية بالدفع باتجاه حرب واسعة بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وعلى جبهة اللاجئين تتجلّى أهدافه بتصفية حق العودة، ومقدمتها تصفية الأونروا، ويعني ذلك تشبّث الاحتلال أكثر باستراتيجية التصفية الشاملة عنواناً لحربه على جميع الجبهات.
ومن المحتمل أن يخطط أيضاً لهجوم متعدد الجبهات في العشر الأخير من تشرين الأول المقبل كما أشرنا.. كل ذلك يتطلب من قادة الرأي ومن الحركات الشعبية الفاعلة والمؤسسات أن تبادر وعلى الفور إلى إطلاق أكبر وأوسع حملة توعية وتعبئة مع القضية الفلسطينية عامة، والمسجد الأقصى خاصة.
وهنا يُطرح السؤال التالي: كيف يكون ذلك؟
أولاً: العمل لعدول الأمم المتحدة عن إلغاء القرار رقم 3379 القاضي باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري.
ثانياً: تحريك الدول لتقف لصالح غزة والقضية الفلسطينية، أي تقف مع العدالة.
ثالثاً: فضح الوحشية الصهيونية أمام المنظمات والهيئات والاتحادات الدولية.
رابعاً: التشبيك مع الحركات الطلابية والعمّاليّة المساندة لفلسطين في العالم، وخصوصاً في أميركا وأوروبا.
خامساً: تحريك الدول لتأخذ موقف لصالح غزة والقضية الفلسطينية، وتنشيط العلاقات في المجالات كافة، مع هذه الدول، وتطوير العلاقة وتوسيعها خاصة مع تلك الدول التي
طردت السفير "الإسرائيلي" لديها، وسحبت سفيرها من "إسرائيل".
سادساً: التشبيك ودعم رؤساء وعمداء وأساتذة الجامعات في العالم الأميركي والأوروبي، الذين طردوا وأجبروا على الاستقالة من مناصبهم.
سابعاً: تفعيل عمل الجاليات العربية وبالأخص الفلسطينية في العالم لتنفيذ أوسع تحرك لصالح القضية.
ثامناً: تشكيل مقاومة قانونية، ووضع برنامج عملها للتنفيذ الفوري، وذلك لمحاكمة الكيان الصهيوني والمجرمين مُصدّري الأوامر، والمنفّذين للقتل والتدمير، في فلسطين ولبنان.
تاسعاً: دعم المفكرين والكُتّاب وأساتذة الجامعات المساندين للقضية الفلسطينية لتقديم الدراسات التي تميّز بين الصهيونية واليهودية، وشرح ما يُرتكب من جرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية.
عاشراً: إنشاء منظمة عالمية غير حكومية، لتنظيم مؤتمرات دولية ضد العنصرية والصهيونية العالمية، وتوضيح معنى الساميّة وغير الساميّة.
حادي عشر: التشبيك بين التنسيقية الشعبية العربية لمقاومة التطبيع، وحركات المقاطعة في العالم، وتنشيط هذه المقاطعة على كل المستويات، خاصة بعد أن تكون التنسيقية شاملة لكل منظمات المقاطعة العربية.
ثاني عشر: وضع الوسائل والأليات، التي يقتضي تنفيذها للضغط على الفصائل الفلسطينية لإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
كل ما تقدم هو لمواكبة المجتمع المدني العربي للعمل المقاوم على كل أرض فلسطين ولبنان والعراق واليمن، ودعمه من أجل الانتصار على هذا العدو الغاشم، ولا بدّ أن نرفع الشعار التالي:
"يا أحرار العالم اتحدوا، لتحقيق العدالة الدولية، والوقوف ضد العنصرية والصهيونية العالمية"
* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 21/9/2024