سمية قاسم
يعتبر معبر رفح بوابة الغزيين الوحيدة، الذي يشكل الشريان الرئيسي لسكان القطاع مع العالم الخارجي، في ظل الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا، اي قبل اندلاع الحرب بسنوات..
يعمل المعبر وفق اتفاقية المعابر بالشراكة بين الإدارتين الفلسطينية والمصرية تحت رقابة الإتحاد الأوروبي.
ويعتبر المنفذ الوحيد للسفر من والى غزة ويعد ممرًا حيويًا لدخول السلع وحاجات أهل القطاع، كما يسمح المعبر بإدخال البضائع والمساعدات الانسانية والطبية للقطاع، ويساهم في تنشيط حركة التجارة بين غزة ومصر وعملية الاستيراد والتصدير.
ومع اندلاع الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الاحتلال بحرب الإبادة والتهجير، وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد قام بعملية عسكرية في مايو (أيار) الماضي، في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وأعلن سيطرته على المعبر من الجانب الفلسطيني. ونشر قواته على كامل ما يسمى بمحور فيلادلفيا، على طول الحدود بين غزة ومصر.
وتفاقمت الأوضاع الإنسانية في القطاع منذ سيطرة الاحتلال على المعبر، جراء منع دخول المساعدات وتوقف مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج بالخارج بعد خروج معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة.
ويعد محور فيلادلفيا حجر تعثر أمام أي اتفاق مقترح لوقف العدوان على قطاع غزة الذي يحتاج لعملية إعمار كبيرة، بالإضافة إلى علاج المرضى في الخارج.
فيلادلفيا
ويصر رئيس حكومة العدو "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب وعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، وتمسكه ببقاء جيش الاحتلال في المحور الفلسطيني بزعم أن هذه المنطقة تشكل "أنبوب أوكسجين" لفصائل المقاومة الفلسطينية تستخدمه لتهريب الأسلحة من مصر الى قطاع غزة، مما أثار توترًا بين مصر والاحتلال الصهيوني في الأيام الماضية.
ويؤكد مصدر رسمي مصري أن تصريحات نتنياهو بشأن تهريب السلاح عبر الحدود المصرية "تفتقد إلى الواقعية ويسعى من خلالها لتحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية".
ويسعى نتنياهو الى ترويج صورة للنصر من خلال سيطرته على محور فيلادلفيا.
وأكدت بعض المصادر أنه وعلى الرغم من رفض نتنياهو فكرة التنازل عن السيطرة على محور فيلادلفيا، فإن مسؤولون صهاينة يجرون محادثات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول اقتراح نقل السيطرة على محور فيلادلفيا ومعبر رفح الى الاتحاد الاوروبي والفلسطينيين، فيما دعت جهات دولية وعربية عدة، الاحتلال "الإسرائيلي" إلى الانسحاب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح وفتحه أمام المصابين وإدخال المساعدات إلى القطاع.
في الجانب الآخر، تؤكد فصائل المقاومة على فلسطينية المحور الجغرافي ومعبر رفح وترفض وجود الاحتلال عليه من منطلق أن هذا المحور وهذا المعبر هو أرض فلسطينية لا يمكن التنازل عنها.
وتعتبر أوساط فلسطينية أن الاحتلال مسؤول عن المعاناة الإنسانية في القطاع، وعليه وقف الحرب والانسحاب من كامل قطاع غزة وتسليم معبر رفح للقوى الفلسطينية، كمقدمة ضرورية ولازمة لتسهيل إبرام اتفاق التبادل. (وكالة القدس للأنباء)