قائمة الموقع

صبرا وشاتيلا مجزرة صامتة تنزف اليوم بغزة

2024-09-16T07:57:00+03:00
وكالة القدس للأنباء - متابعة

أجبر الفلسطيني عام 48 على مغادرة وطنه تحت وطأة مجازر عصابات "البالماخ" و"الإرغون" و"الهاغاناه" و"شتيرن" وغيرها، وظن ان لجوءه الى بلد عربي يشابهه بالعرق والهوية واللغة والدين، وسيكون اكثر أماناً، من الاحتلال وعصاباته...

الواقع الذي عاشه ويعيشه الفلسطيني في لبنان هو الأشد فمن لم يقتل على يد "الهاغاناة" في عكا ويافا وحيفا قتل في 16 و18 أيلول 1982 وسط العاصمة بيروت وبالتحديد في حي صبرا ومخيم شاتيلا على يد الجيش "الإسرائيلي" وجيش لبنان الجنوبي والقوات اللبنانية .

ومنذ 42 عاماً يستذكر الناجون من المجزرة الصامتة أحداثها.. عن "كواتم الصوت المرمية قرب الجثث هنا وهناك" و"الاسلحة البيضاء" المتناثرة في مسرح الجريمة، والمغمسة بدماء الأطفال والشيوخ والنساء، من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وبعض العرب، الذين جمعهم البؤس والفقر والحرمان. كما جمعتهم المجزرة، والذين استشهد منهم بين 4,000 و 4,500 مواطنة ومواطن!..

والمشهد اليوم في غزة مطابق تماما، لما جرى في صبرا وشاتيلا، مع فارق أساسي، هو أن الإبادة الجماعية المستمرة منذ نحو 12 شهراً، يشاهد فصولها العالم أجمع بالصوت والصورة..

هي أبادة جماعية تحدث من قبل العدو "الاسرائيلي" ذاته، وبدعم وتغطية ورعاية اميركية اوروبية وأنظمة التطبيع العربية.

ولكن العدو استبدل السلاح الأبيض، بأحدث أسلحة القتل والدمار الأميركية والأوروبية، منها المدافع البحرية عيار "76"  قذيفة هاون "اللدغة الفولاذية" والقنبلة "إم كيه 84″ وطائرة "أف 35 " التي زرعت القطاع بأكثر من 80 طن من المتفجرات، التي لم تبق مكانا صالحا للحياة، واودت بحياة 41,118 شهيدًا و95,125 جريحاً .

في صبرا وشاتيلا، القوات الدولية، التي أنيط بها مهمة حماية مخيمات الفلسطينيين بعد انسحاب المقاتلين منها، أخلت المكان ووفرت للمجرمين القتلة "الإسرائيليين" وعملائهم من الفاشيين، الأجواء لارتكاب جريمتهم تحت أضواء "القنابل المضيئة" التي وفرها جيش الاحتلال... مجزرة مرت بدون تحقيق وبدون عقاب!..

أما في غزة اليوم فالمجرمون القتلة لم يخفوا مشاركتهم بالإبادة الجماعية، التي ينفذها الصهاينة بأحدث أسلحة الدمار والقتل الأميركية والأوروبية، وبتغطية وحماية من أي مساءلة أو عقاب..

ان عدم معاقبة الكيان "الاسرائيلي" على مجازره سواء في فلسطين ولبنان وسوريا ومصر وتونس، سوف ترتد على جميع المشاركين في هذه المذبحة المفتوحة، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)!

وها هي قوى المقاومة الفلسطينية والمساندة تواجه العدو الصهيوني في أكثر من ساحة وميدان، وتلحق به الهزائم، وقادة العدو يعترفون أن هزيمة المقاومة مستحيلة.. وما النصر إلا صبر ساعة!.

اخبار ذات صلة