وكالة القدس للأنباء - متابعة
طاقم المفاوضات "الإسرائيلي" بتركيبته الكاملة (رئيس الموساد، ورئيس “الشاباك”، واللواء نيتسان ألون) يتجه إلى الدوحة فيما أن أياً من عموم المشاركين في القمة لا يمكنه أن يراهن على فرص نجاح الحدث.
الأمريكيون يفعلون ما هم جيدون فيه: يمارسون ضغطاً هائلاً على كل طرف بكل طريقة ممكنة. يصدرون دعوة للوصول إلى توافقات، ويعملون من خلف الكواليس، ويوظفون مسؤولين عن التسريبات عندما يفترض بكل شيء أن يخدم الهدف المركزي. اختراق نحو عقد صفقة.
في "إسرائيل" يفترضون بأن الإدارة الأمريكية هي التي تقف من خلف المنشورات القائلة إن الإيرانيين معنيون بنجاح المفاوضات التي هم مستعدون للجم نزعة الثأر الوطني وتأجيل هجومهم على "إسرائيل" في حالة خرجت الصفقة بالفعل إلى حيز التنفيذ.
اليوم، بخلاف الماضي، طهران بالفعل معنية بالصفقة. بضعة أشهر، عمل النظام الإيراني على منعها عندما رأى أن التوصل إلى صفقة المخطوفين ووقف الحرب في غزة سيشق الطريق نحو تسوية إقليمية أكثر تهديداً على وحدة المحور الشيعي الذي تطوره إيران في الشرق الأوسط. أما اليوم، فلم تعد هناك علاقة عملية وفورية بين الصفقة والنظام الإقليمي.
تنشغل أمريكا اليوم في السباق إلى البيت الأبيض، وأوضح الجمهوريون أنهم لن يعطوا الديمقراطيين جائزة في شكل تسوية إقليمية في الشرق الأوسط. أما الديمقراطيون فقد أهملوا هذه المسألة حتى الانتخابات على الأقل. وعليه، لم تعد إيران ترى المخاطر الكامنة في اتفاق وقف القتال في قطاع غزة – بل فضائل وأرباح صافية فقط.
يصعب توقع المستقبل في حالة الصفقة. لكن يمكن تشخيص مصلحة الطرفين. لكن نتنياهو يرى أن صفقة كهذه لا تمنع "إسرائيل" من العودة إلى القتال، وهي إنجاز هائل من عدة نواح.
حاولوا أن تتصوروا تحرير نحو 30 مخطوفاً أحياء لتتلقوا جواباً على مسألة الشرعية الجماهيرية للصفقة. تعول "إسرائيل" على تعهد الرئيس بايدن لإعطاء "إسرائيل" ضمانة حتى يتمكن الجيش من العودة إلى القتال إذا ما تفجرت المفاوضات بعد المرحلة الأولى من الصفقة أو وصلت إلى طريق مسدود.
من الجهة الأخرى، ستبقي الصفقة على حماس في غزة وعلى السنوار على قيد الحياة.
حتى لو اتضحت الصفقة كجزئية ومؤقتة وتفجرت بعد ستة أسابيع من وقف النار، فليس لحماس وسيدها في إيران أسباب وجيهة كافية للتخلي عن شهر ونصف من الهدوء تتيح لهم تعزيز قوتهم وإعادة تنظيم أنفسهم.
كي يتمكن كل طرف من التعايش مع الصفقة التي أغلب الظن ستتفجر بعد المرحلة الأولى، فإن صيغة الاتفاق يجب أن تكون غامضة قدر الإمكان، قابلة للتفسيرات وتسمح لكل طرف بحرية العمل.
إذا كان هذا ما سيحصل، ومرة أخرى – ليس مؤكداً حصوله، فسيتلقى نتنياهو كل الشرعية التي في العالم ليتساءل أمام شريكيه الصقريين، بن غفير وسموتريتش، عما تغير منذ الصفقة الأولى؟ في حينه لم يجرِ الحديث عن إنهاء الحرب، بل العكس.
عملياً، الأمر الممكن والايجابي الوحيد الذي قد يخرج عن القمة في الدوحة هو الوصول إلى صفقة هدنة مع العلم بأن القتال سيستمر.
-------------------
الكاتبة: آنا برسكي
المصدر: معاريف
التاريخ: 15/8/2024