/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

تقرير هبّة أهلية في وجه سلطة رام الله: العدو ينقل الغارات إلى نابلس

2024/07/29 الساعة 09:34 ص
مخيم بلاطة
مخيم بلاطة

أحمد العبد

وسط إضراب شامل عمّ المحافظة، شيّعت جماهير غفيرة في مدينة نابلس، الشهيدين المشتبكين، لؤي مشة وعلي حشاش، اللذين ارتقيا جرّاء عدوان "إسرائيلي" على مخيم بلاطة شرقي المدينة، أول من أمس. وكان المخيم تعرّض، خلال 24 ساعة (السبت)، لأربعة اقتحامات، تخلّلتها اشتباكات مسلحة عنيفة مع المقاومين، وخلّفت إصابات في صفوف الشبان والفتية (22 جريحاً، حالة ثلاثة منهم خطيرة)، ودماراً هائلاً في البنية التحتية والمرافق في المخيم.

ومنذ بدء العملية العسكرية، صباح السبت، تعرّض المخيم لحصار مشدّد، دفع خلاله جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة، كما نشر قناصته على أسطح المباني. واستهدف بمُسيّرة موقعاً وسط مخيم بلاطة، ما تسبّب بدمار كبير، وبيّن مجدداً اعتماد الاحتلال استراتيجية القصف الجوي في كل عملياته العسكرية في مخيمات الضفة الغربية، على غرار ما جرى في كل من جنين ونور شمس وطولكرم. كذلك، طبّقت قواته خطّة "طنجرة الضغط" في المخيم، بعدما حاصرت منزلاً داخله واستهدفته بقذائف الـ"أنيرغا".

ومن جهتها، ردّت المقاومة، صباح السبت، بعدة عمليات إطلاق نار وتفجير عبوات ناسفة، أبرزها كانت عملية إطلاق نار استهدفت قوات الاحتلال عند حاجز الجلمة قرب جنين، والثانية تجاه حاجز بيت فوريك شرقي نابلس، ما أدى إلى إصابة جندي بجروح، بينما قام مقاومون باستهداف آليات العدو بعبوات محلية الصنع خلال اقتحام ضاحية ذنابة شرقي طولكرم.

ولا يزال المشهد الميداني في الضفة في تصاعد مستمر، مع تحوّل عمليات القصف الجوي إلى روتين "إسرائيلي"، وتطوّر العبوات الناسفة التي تعدّها المقاومة، إلى جانب تجرّؤ الأجهزة الأمنية على ملاحقة المقاومين بصورة أكبر من ذي قبل، وهو الحدث الذي عاشت الضفة على وقعه، خلال اليومَين الماضيَين، وتحديداً في مدينتَي طولكرم وطوباس.

ففي الأولى، ألقى مشهد الاشتباك بين المقاومة وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، الجمعة، بثقله على السلم الأهلي، إذ كان مفتوحاً على تداعيات خطيرة، ليعود ويتكرّر بشكل أكثر خطورة في مدينة طوباس. وكانت الأجهزة الأمنية حاصرت مستشفى "ثابت ثابت" الحكومي بعد دقائق من وصول قائد "كتيبة طولكرم"، أبو شجاع، إليه، بسبب إصابته بانفجار عبوة محلية الصنع، الأمر الذي دفع "الكتيبة" والأجنحة العسكرية إلى استنفار الأهالي لمنع محاولة اعتقاله، فنشبت مواجهات على إثر ذلك، قبل أن تنسحب القوات من المكان، وينجح الأهالي في إخراج "أبو شجاع".

ودفع ما جرى في طولكرم إلى استنفار العديد من المقاومين في الضفة، والذين خرجوا في مدينة جنين وأطلقوا النار على مقر المقاطعة، احتجاجاً على ما جرى لـ"أبو شجاع"، كما وجّهوا تحذيراً شديد اللهجة إلى أجهزة السلطة، قائلين: "نوجّه رسالتنا إلى أفراد الأجهزة الأمنية، وبعدما تمادوا في الإساءة، وبعدما نفد صبرنا، إنّنا نشهد الله، ونشهد الناس أجمعين، أنهم كما العدو لا يفهمون إلا لغة الرصاص والقوة، فمَن سيعتدي علينا فسنعتدي عليه بمثل ما اعتدى، ومَن يسيء ويستبيح دماء المجاهدين وأمهات الشهداء، فسيلقى منا ما سيلقاه".

أمّا مدينة طوباس، فقد شهدت حدثاً مشابهاً، مساء الجمعة، حين اندلعت اشتباكات مسلّحة عنيفة، بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وعناصر يتبعون لـ"كتيبة طوباس"، عقب محاولة الأولى اعتقال أحد قادة "الكتيبة"، والذي تمكن من الانسحاب، فيما اعتُقِل شقيقه، قبل أن يُفرج عنه لاحقاً.

وبحسب روايات شهود عيان، فقد اقتحم الأمن الفلسطيني المنطقة الجنوبية لمدينة طوباس، وداهم تجمّعاً لشبّان اعتقل من بينهم الشاب حامد مسلماني، شقيق المطارَد عمران مسلماني أحد قادة "كتيبة طوباس"، المطلوب للاحتلال، ثمّ أطلق النار مباشرةً صوب الشبان، من دون أن تقع إصابات، وهو ما اعتبرته "الكتيبة" محاولة اغتيال بحقّ أفرادها وذويهم والمقرّبين منهم.

وكما في طولكرم، أقدم عشرات الشبان على إغلاق مداخل وطرق رئيسية في طوباس، حيث أشعلوا الإطارات المطاطية، فيما اندلعت مواجهات بالحجارة بين الشبّان وعناصر الأجهزة الأمنية الذين استمروا في إطلاق النار والقنابل المُسيّلة للدموع، كما جابوا شوارع طوباس بمركبات مدنية، في سياق ملاحقة الشبّان الرافضين تسليم المطارد مسلماني.

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207315

اقرأ أيضا