/مقالات/ عرض الخبر

سبعون شركة عربية تصدر الغذاء للكيان الصهيوني.. الثراء الحرام يتحول الى ركام

2024/07/27 الساعة 03:02 م

عدنان نصار*

أكثر من (70) شركة عربية من عدة دول عربية، اخذت على عاتقها مهمة تزويد الكيان الصهيوني بالمتنجات الغذائية والزراعية، وتسابقت هذه الشركات لنيل “شرف” المشاركة بإثم لا يعلو عليه إثم سوى الشرك بالله..، وسارعت شركات قدر عددها بـ(77) شركة عربية إلى الدخول في سجل الداعمين للإحتلال الذي “حلل” كل أنواع القتل والدمار والتشريد والاعتقال بحق أهلنا في قطاع غزة ..

فمنذ ما بعد السابع من أكتوبر الماضي، وعند بدء العدوان الوحشي على قطاع غزة ونزوح المستوطنين من غلاف غزة، تسارعت وتيرة العدوان "الاسرائيلي" الهمجي بشكل غير مسبوق، وتمكنت المقاومة الفلسطينية في القطاع وما زالت، من الصمود والنزال مع العدو في أشرس عدوان منذ نشوء الكيان.

الرهان على استخدام الحصار الغذائي للإحتلال، كان من الأوراق المطروحة على طاولة المقاومة، لو أستجابت دول عربية لهذا النداء، واستخدمت على أقل تعديل هذا السلاح.. سلاح منع تصدير الغذاء والمنتجات الزراعية إلى كيان العدو، الذي توقفت عنده مظاهر الحياة والإنتاج وخاصة المجال الزراعي والغذائي، ونزوح الأيدي العاملة في الكيان من جحيم الحرب، وعزوف الشركات عندهم عن العمل والإنتاج..

هذه المعادلة، كانت كفيلة بخلخلة الكيان وزلزلته أكثر مما هو عليه الآن، وكان هذا السلاح أكثر فاعلية لتعميق فكرة الخروج من “اسرائيل” وتفعيل الهجرة المعاكسة للمستوطنين ..

غير أن إنقاذ موقف الاحتلال من هذا السلاح، لم تتعهد به دول غربية ولا أمريكا بقدر ما تعهدت به نحو (77) شركة عربية من دول عربية، لتطعم الذين يجوعون اهل غزة، وتشد من أزر الذين يفتلون أطفال غزة.. وتجدد الدم في عروق الذين أراقوا شلالات الدم على عتبات مدن قطاع غزة..

ولولا تلك الوقفة المعيبة التي ارتقت إلى حجم المصيبة للشركات المساهمة في نقل الغذاء والخضروات إلى الاحتلال، لكان الكيان في وضع مختلف تماما الان بعد مضي (10) شهور على العدوان الهمجي..

كان الرهان على أقل تعديل وقف إمداد العدو بهذه المنتجات كنوع من المساندة العربية للمقاومة الفلسطينية التي تخوض النزال مع الكيان الصهيوني بالإنابة عن العرب والمسلمين، الذين لن يسلموا من أذى الصهيونية الطامعة والطامحة بالمزيد من احتلال اراضي العرب .!

لقد خسرنا الرهان على موقف تلك الشركات، الداعمة للكيان، وخسرت هي شرف الموقف الذي سيكتبه التاريخ، ويدون أسماء الشركات بالبنط العريض على القوائم السوداء.. وخسرنا الرهان على تسجيل موقف في حده الأدنى من حرب غير متكافئة..

فالإحتلال الذي يستند على سلاحه الجوي ودباباته ودعمه المطلق من لدن أمريكا صاحبة العصمة في هندسة النظام العالمي ورسم إحداثياته السياسية، وبرمجة مساراته؛ تدعم “امريكا” هذا الكيان الذي تواجهه قوى الحق والنضال والتحرر والتحرير على يد المقاومة الفلسطينية التي تقاتل وتنازل العدو بكل آلياته الثقيلة وأسلحته الفتاكة، بما تيسر من سلاح قوامه الإيمان بالقضية والارادة على طريق التحرير .

مساهمة تلك الشركات، اصابتنا بالصدمة منذ الإعلان عنها، وفي بداية العدوان كان المكون العربي الشعبي بين مصدق ومكذب لهذه الرواية.. رواية مساهمة شركات عربية في إنقاذ الكيان من حافة الجوع..

وكان المكون الشعبي العربي يراهن على الضمير المحرك لهذه الشركات، إلى أن جاءت الصدمة .. صدمة المشاركة الفعلية لشركات عربية تساهم بشكل فعال في إنقاذ الكيان من أخطر سلاح يمكن أن يستخدم في ظل غياب الدعم العسكري للمقاومة الفلسطينية.. على أقل تعديل كان من المفترض والواجب الوطني والاخلاقي العربي لهذه الشركات ان تمتنع عن المشاركة بهذه الجريمة،  لكن يبدو أن ضمير تلك الشركات والمحرك لها أصر على دخول دائرة الشرك الوطني والقومي، وهو إثم غير قابل للمغفرة،  حتى لو استغفر لهم سبعين الف مرة، فأن الله لن يغفر لهم ..!

ليس كل أصابع اليد واحدة، فهي تتفاوت من الخنصر إلى الإبهام وبينهما السبابة ..  فعلى ما يبدو أن ثمة “ضمائر عربية” رأسمالية، يستهويها الثراء والمال على شرف الموقف.. ولا يدر في خلد شركات من هذا القبيل للحظة واحدة ما معنى (شرف الموقف) .. وعلى ما يبدو شرف الموقف عند بعض الشركات من هذا القبيل الرديء لا يبنى الا بالمال الرديء والثراء الملطخ بالدم ..

دم الابرياء والنساء والاطفال من أبناء جلدتنا/غزة/ وهو دم له قداسة .. قداسة الشهداء تجاور قداسة الأنبياء.. وقداسة أشلاء الأطفال تجاور حمام الجنة .. والأمهات المكلومات يجاورن خولة بنت الازور، ويجلسن على شرفات الجنة قبالة (آل ياسر).. لسنا بصدد إحصاء أجر الصابرين، ولا محاسن الشاكرين .. غير أن التاريخ الإنساني سيسجل حكمة الحامدين والصامدين في وجه الباطل.. الباطل بكل تفرعاته، وتلك الشركات التي نقصدها تعيش في ثراء في مستنقع الباطل ..

التاريخ سيكتب كل شيء، ولعل اقل ما سيكتبه التاريخ هي “اللعنة” التي ستطارد الأجساد المتخمة وهي مستلقية فوق ضفاف ماء مسابحهم المصبوغة بلون الشهداء والابرياء .. اللعنة ستطاردهم، فكم من اللعنات أحرقت وحولت الثراء الحرام إلى رماد وركام.. والله المستعان.

*كاتب وصحفي اردني..

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/207281

اقرأ أيضا