يتعرض قطاع غزة منذ أكثر من شهر، لعملية إبادة جماعية من قِبَل جيش العدو الصهيوني، هي الأعنف منذ 17 عاماً، بدعم سياسي وعسكري أمريكي - غربي شامل، وسط صمت عربي ودولي مخزٍ لم يسبق له مثيل.. وقد استهدف العدوان المدنيين، مركزاً على المستشفيات، والمدارس، ودور العبادة الإسلامية والمسيحية، ووسائل الإعلام، والطواقم الطبية، والمخابز، وقطع المياه والمحروقات والدواء ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول، وقد ارتكب أكثر من 1100 مجزرة، تسببت باستشهاد 11078 شهيداً حتى الآن، بينهم 4506 طفلاً.
وفي هذا السياق، بيّن الكاتب والروائي، سعيد الشيخ، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "الكلام يعجز عن وصف مأثرة غزة المستمرة منذ شهر، وفي كل يوم جديد تقدم للعالم معجزة كفاحية وإنسانية جديدة، سيذكرها التاريخ بكثير من الفخر وهي في طريقها لأن تصبح مدرسة، يتعلم منها أحرار العالم كأمثولة في الصمود والتحدي".
وأشار إلى أن "غزة ليست دولة عظمى، لتحشد لها الولايات المتحدة الأمريكية أساطيلها وبوارجها لمؤازرة "دولة" الاحتلال "الإسرائيلية" في الحرب القذرة ضد قطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة، ويبدع المقاتلون الفلسطينيون في دفاعهم عن أرض الوطن، برغم وحشية العدو المدجج بأحدث آلات القتل ويزجها كلها في معركة غير متكافئة".
وحشية غير مسبوقة مدعومة أمريكياً
وأضاف الكاتب والروائي: "لم يذكر تاريخ الحروب وحشية مثل هذه الوحشية التي يستعملها الجيش الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة، حيث ما يجري من مجازر ترقى إلى جرائم حرب على مرأى ومسمع كل العالم، وهي حرب إبادة ممنهجة طالت الحجر والبشر والشجر، وقد طالت كل معالم الحضارة ومقومات الحياة. واللافت للمراقب أنهم يستهدفون الأطفال والنساء الذين بلغت نسبتهم إلى 60% من مجموع الشهداء الذين فاقوا العشرة آلاف".
وقال: إن "وصف ما يجري من وحشية بالبربرية والنازية فهذا من الماضي، فالإبادة الجارية الآن في غزة تحت بصر كلّ العالم بفضل أحدث تكنولوجيا البصريات هي من الحداثة الصهيونية في حروب الإبادة التي ستأخذ مواصفاتها المتعددة لدى المؤرخين المستقبليين عند وصف الوحشية التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغربيين".
وأوضح أنه "على الإنسانية أنْ ترتاع من فظاعة المشاهد التي يصنعها الجيش الفاشي "الإسرائيلي"، أمّا الذين يجدون أنفسهم على مشاعر من التشفي والشماتة والمباهاة بالموت الفلسطيني، عليهم أنْ يسارعوا بأنفسهم إلى أقرب مصحة نفسية"، وهذا ما نقوله أيضاً للمثقفين الفلسطينيين والعرب الذين صمتوا أمام هول المجازر، حيث للأسف أنّ هؤلاء المثقفين لم يكونوا على المستوى المطلوب، وقد ابتلعوا ألسنتهم وكأنّ ما يجري على كوكب آخر لا يعنيهم، مع أنّ الثقافة الوطنية والإنسانية يجب أنْ تكون مواكبة وجنباً إلى جنب مع بنادق الثوار في رسم فجر جديد لشعبنا الفلسطيني الذي يتطلع إلى الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".