وكالة القدس للأنباء – خاص

ترجل اليوم الأربعاء، الباحث والشاعر والمثقف المعرفي الفلسطيني الكبير، زكريا محمد، الذي اعتقلته سلطة التنسيق الأمني في شهر آب/أغسطس 2021 على خلفية موقفه السياسي منها، وانحيازه الثابت لنهج المقاومة، ودعمه للمجاهدين وكتائب المقاومة، التي تتصدى لقوات الاحتلال. وبقي حتى آخر يوم في حياته، ناقدا ثوريا لوجود السلطة، التي قال عنها بعد إطلاق سراحه من معتقلاتها "السلطة الفلسطينيّة تحولت إلى نظام قمعي يعمل لمصلحة الاحتلال".

وكتب الشاعر والكاتب والراوي زكريا محمد عقب الإفراج عنه: "اعتقال الأجهزة الأمنية لنا بلا سبب وخارج القانون ويحمل رسالة للجميع بأن ليس هناك كبير في البلد، ومستعدون للدوس على أكبر رأس فيكم، وإذا كنتم تشكون في ذلك فانظروا ها هو حتى خضر عدنان أسطورة الفلسطينيين كلهم وكاسر إرادة "الإسرائليين" ، في القفص!..

ونحن نرد بأنكم لن ترعبونا، وسنتصدى للقمع والفساد والاستسلام أمام العدو، وتحيا فلسطين".

وكان الشاعر الثوري قد وقف وحيدا في ساحة رام الله تضامنا مع المجاهد الكبير، الأسير المحرر القائد خضر عدنان... كما سجل موقفا مؤيدا لمعركة وحدة الساحات التي خاضتها بكل فخر واعتزاز سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وآخر ما سجله قلمه موقفه الرافض لاجتماع الأمناء العامين في مدينة العلمين المصرية، داعيا لعدم حضور اللقاء، لكونه يهدف إلى إظهار أبو مازن كما لو أنه ما زال مسيطرا على الأوضاع، وأنه ليس خارج السياق، خاصة بعد أن تراجعت شعبيته إلى حدود الصفر.

وقال في تغريدته، فوق ذلك، فإن حضور الاجتماع في الوقت الذي تعتقل فيه أجهزة السلطة الأمنية الذين دافعوا عن جنين ومخيمها يعتبر مخزيا بشكل خاص.

إضافة لهذا، ففي الوقت الذي بدأت فتح نفسها تتساءل عن المشاكل التي سببها لها الرجل، تأتي حماس وبعض الفصائل الأخرى لتمنحة شرعية ما.

وتساءل: ما الذي يجعل حماس بالذات تتحمس لاجتماع القاهرة؟ أنا لا أفهم هؤلاء الناس، وهم في العادة ليسوا مهتمين بتوضيح سبب تكتيكاتهم الذي يظل سرا عندهم.

نبذة عن مسيرته

ولد الشاعر زكريا محمد في الزاوية بمحافظة نابلس عام 1950، هو شاعر وكاتب وباحث فلسطيني. درس الأدب العربي في جامعة بغداد بالعراق، وبعد تخرجه في عام 1975 انتقل إلى بيروت، وعمل في منابر إعلامية وثقافية فلسطينية مختلفة في بيروت وعمّان ودمشق، أهمها مجلات "الحرية"، و"الفكر الديمقراطي". وتولَّى منصب نائب رئيس تحرير مجلة "الكرمل" التي ترأسها محمود درويش بعد عودته إلى الضفة عام 1994.

له عدَّة كتب في الشعر والرواية والميثولوجيا وأدب الأطفال، وهو عضو مؤسس وعضو مجلس الأمناء لمركز مسارات. نال الشاعر الراحل زكريا محمد جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع عام 2020 في دورتها الحادية عشرة.

اعتقلته أجهزة أمن السلطة في رام الله، في أغسطس/ آب 2021، خلال قمع وقفة مندّدة بحملات الاعتقال السياسي على ميدان المنارة وسط رام الله. أكد بعد الإفراج عنه أن السلطة الفلسطينية تحوَّلت إلى نظام قمعي يعمل لمصلحة الاحتلال.

وفي حينه استنكر أدباء وشعراء وصحفيون الاعتقال كاتبين: "هو أكبر من سجونكم فأين ستضعونه".

عرف الشاعر زكريا محمد بمواقفة الوطنية الداعمة لنهج المقاومة ودعمه لانتفاضات الأسرى، وإدانته لممارسات السلطة وأجهزتها الأمنية، تعرض بسببها للاعتقال من قبل تلك الأجهزة.