/منوعات/ عرض الخبر

خاص/الخطاط الفلسطيني عادل عودة: زخرفة المساجد الإسلامية حفاظاً على إرث الجذور

2023/05/11 الساعة 12:17 م

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

استطاع الخطاط الفلسطيني عادل فوزي أحمد عودة (45 عاماً)، الذي تعود أصوله إلى قرية حوارة، قضاء نابلس، تحويل مسجد قرية "رنتيس" غربي مدينة رام الله، إلى لوحة فنية، بعد أن قام بإضفاء لمساته على جدران المسجد، وتزيينه بآيات قرآنية وزخارف إسلامية، مازجاً بين الخط العربي والرسم العثماني، مستخدماً اللون الأخضر الغامق، والكموني والذهبي والأزرق التركوازي. ويرجع اهتمامه بالخط العربي لكونه إرثاً حضارياً إسلامياً، وفناً يجب إحياؤه، وهو يعمل حالياً في تعليم الخط العربي، وكتابة المساجد وزخرفتها من الداخل والخارج.

وفي هذا السياق، تحدث عودة لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن الهدف من تزيين المساجد، قائلاً: إن "الزخرفة موضوع قديم، واجتهد المسلمون كثيراً في تزيين المساجد، لما تضفيه الزخرفة من روحانية على شكل المساجد من الداخل والخارج، وإعطاء القدسية لهذا المكان"، مبيناً أن "الزخرفة الإسلامية والخط العربي فن، والفن يعطي صورة حضارية عن المكان الذي تقيم به، ويضفي فضلاً عن الروحانيات، نوعاً من الخشوع وإعطاء المكان أهمية وإهتماما. فلذلك تم زخرفة المساجد في القدم على أيام المسلمين الأوائل، ونحن نسير على هذا النهج وفق قواعد وأساليب معينة ضاربة جذورها في التاريخ".

وأشار عودة في حديثه لوكالة القدس للأنباء، إلى بداية اهتمامه بهذا النوع من الفن، قائلا: "كانت البداية عندما رأيت في أحد المساجد كتاباً، وكان كل مواضعه مكتوبة بخط الرقعة، في ذلك الحين أعجبني موضوع الخط ودخل في أعماقي، كان عمري 10 سنوات. أخذت الكتاب وبدأت أتمرن عليه. وبعدها بدأت بأخذ عناوين الكتب الدينية، لأنها كانت تكتب بيد كبار الخطاطين، كما وصلت إلى كتب تعنى بالخط العربي في بداية التسعينيات، وعندما حصلت على كراسة الخطاط هاشم محمد البغدادي، التي تحتوي قواعد الخط العربي، كانت نقلة نوعية لي، بعدها سافرت إلى بغداد وعرفت أن هناك أشياء كثيرة عن أدوات الخط العربي، وطرق التمرين، واللوحات، وتعلمت بالمراسلة على يد خطاطين كبار".

بصمات في المساجد والمعارض

وأضاف، كانت "لي العديد من اللوحات الخطية الورقية التي قمت بكتابتها وزخرفتها، وهي الآن موجودة في بعض المتاحف بالكويت والسعودية واسطنبول والإمارات، وشاركت بعضها في عدة معارض منها، مركز اسعاف النشاشي في القدس، ومعرض جامعة النجاح الوطنية، ومعرض قصر الثقافة في الجزائر، وملتقى الكويت للفنون الإسلامية، ومعرض دبي الدولي، ومعرض القدس في العيون برام الله، ومعرض أبو ظبي عاصمة الثقافة الإسلامية، وملتقى الشارقة للخط العربي بالإمارات، وملتقيات الأردن، بالإضافة إلى مشاركتي في عدة مسابقات منها عالمية، كمسابقة "أرسيكا" التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، في اسطنبول، حصلت على الجائزة الثانية عام 2001 والجائزة الأولى في عام 2003، وشاركت بالعديد من معارض الخط العربي داخل فلسطين وخارجها منها: مسابقة ملتقى رمضان لخط القرآن، حصلت فيها على الجائزة الثانية في خط الثلث، والمحقق، والنسخ، في هذا اللقاء".

وعن الصعوبات التي تواجهه، قال عودة: إن "الصعوبات قليلة مقارنة بقدم العمر بهذا العمل، فتتمثل بعض المشاكل على مستوى المساجد بالارتفاعات، خاصة داخل القباب، وعندما تكون الأسطح غير معالجة بطريقة جيدة، بالإضافة إلى الصعود والنزول إلى المكان بواسطة السلالم أو الخشب "السقالة". أما بالنسبة للعمل فقد يواجه الإنسان صعوبة في التصميم وإختراع شكل جديد للرسومات يكون غير وارد مسبقاً، والتجديد الدائم في الأفكار، خاصة بعد دخول التقنيات التكنولوجية الحديثة التي نازعت الخطاط والفنان في فنه".

278a794e-f55b-4d1e-9804-796cffa59a17
 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/193213

اقرأ أيضا