قائمة الموقع

تحليل: مخاطر المعركة الحالية في لحظة الحسم

2012-11-20T09:53:41+02:00

اشرنا في تقديرات سابقة  إلى ان هدف "إسرائيل" الدائم من وراء سلسلة الاعتداءات على غزة هو اجبار المقاومة على فك الاشتباك بشكل دائم والتسليم بالأمر الواقع الذي تريده "إسرائيل" وهو غزة جزء منفصل وقائم بذاته بدون صلة بفلسطين، وإلى هذا المح وزير خارجية الاحتلال مؤخرا بمطالبته  بمعاقبة محمود عباس على ارسال وزير خارجيته إلى غزة.
انه لأمر بالغ الدلالة ان نرى ان "إسرائيل" لا تمانع كل زعماء العالم من الوصول إلى غزة وتعترض فقط على زيارة مسئول من رام الله.
مخاطر سياسية
"إسرائيل" ترغب في تعزيز غزة سياسيا واضعافها امنيا وعسكريا،  في المقابل فإنها- "إسرائيل"- تسعى إلى اضعاف رام الله سياسيا وتقويتها امنيا.
وهذا يتم عبر الاتي:
1-هدنة متجددة او طويلة الامد
وهذا يعني خروج غزة من دائرة الكفاح الوطني فيما تستمر "إسرائيل" في مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية. ويعني كذلك خطوة في تحقيق المشروع الصهيوني الذي يرى في وجود كيان سياسي فلسطيني في غزة وجزء من اراضي سيناء مخرج وحيد للمأزق السياسي الصهيوني  الغير القادر على تقديم إجابة للعالم حول  حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة.
فـ"إسرائيل" لا تقبل مشروع دولة على أراضي 67, ولا تقبل بمشروع الدولة الواحدة, وإنما تقبل بدولة فلسطينية في قطاع غزة والحاق ادارة المناطق ذات الكثافة السكانية في الضفة للحكم الاردني حتى لو جرى استبدال النظام. وبالتالي فكلما طالت مدة الهدنة فإن هذا  يعطي مزيد من الوقت والفرصة للمشروع الصهيوني لإلتهام المزيد من أراضي الضفة الغربية وتهويد القدس، بينما تنهمك غزة في مشاريعها الإقتصادية والإجتماعية مقابل خروجها من ساحة الصراع وفقدان حركات المقاومة فيها مبرر وجودها الوطني والأخلاقي والديني. وعليه فلن يكون لحركات المقاومة في حال الهدنة طويلة الامد, ان تكون قادرة على ممارسة دورها في مواجهة المشروع الصهيوني الذي سيسير  بخطى مكثفة في الضفة الغربية والقدس واستهداف الاسرى في سجون الاحتلال؟
 2رفع الحصار عن قطاع غزة بإتجاه مصر
إن رفع الحصار بإتجاه مصر وفتح معبر رفح هو مطلب (إسرائيلي) , فرفع الحصار الذي يخدم المشروع الوطني الفلسطيني يجب أن  يعني فتح المنافذ بشكل كامل مع الضفة الغربية والتبادل التجاري مع الضفة.
توصيات لإحباط المشروع الصهيوني:
1-    تقصير مدة الهدنة.
2-    ربط الهدنة بما يجري في الضفة الغربية وقف الإستيطان
 3-    ربطها بقضية الأسرى إطلاق سراح وتحسين ظروف الحياة
 4-    إيقاف الاجتياحات اليومية للجيش في الضفة الغربية
 5-    فتح المعابر من خلال السماح بالتبادل التجاري بين الضفة الغربية وغزة.
ومن أجل تحقيق الشروط السابقة كلها فإنه نطالب بضرورة التعالي على الجراح من كلا الجانبين في غزة والضفة؛ لان القضية اكبر من غزة ومن الضفة، فهي قضية وطن وقضية شعب ومستقبل امه وهنا يجب إشراك الرئيس محمود عباس كخطوة رمزية في المفاوضات الجارية الأن والإتفاق النهائي على التهدئة وذلك لكي يفهم (الإسرائيليون) أن غزة هي جزء من المشروع الفلسطيني وليست جزءً مستقلا ( ونذكر  هنا أن حزب الله لم يوقع أي اتفاقية مع الاحتلال ولكن كان يترك الشكل الرسمي النهائي للرئيس اللبناني ولرئيس الحكومة اللبنانية).
مخاطر عسكرية
"إسرائيل" خططت لضربة  جوية خاطفة لردع المقاومة وشلها ومنعها من تنفيذ هجمات خارج حدود قطاع غزة، وعندما فشلت خطتها و فوجئت بصمود المقاومة وقدرتها على تجاوز الصدمة الجوية بهذه السرعة، عندها لوحت "إسرائيل" بخيار الحرب البرية، واستدعاء 75 الف جندي لتخويف المقاومة واجبارها على وقف صواريخها بما يعطي الجيش "الإسرائيلي" الفرصة  للانسحاب مع حفظ ماء الوجه.
وفي تقديرنا أن دولة الاحتلال لن تنجر لحرب برية للمعضلات التالية:
المحيط الدولي: الامريكان والاوربيون غير داعمين لهذه الخطوة الان.
الوضع العربي الحالي لا يحتمل
المقاومة الفلسطينية استخلصت الدروس  من الحرب السابقة وبالتالي ستكون الخسائر بين الجنود "الإسرائيليين" اعلى بأضعاف عما كانت عليه في الحرب السابقة
القلق من اشتعال انتفاضة ثالثة في الضفة تأكل الاخضر واليابس
الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين ستكون كبيرة جدا.
شبح تقرير جولدستون  مازال يلاحق اصحاب القرار في "إسرائيل" في المستوى السياسي والعسكري.
غالبية المجتمع "الإسرائيلي" لا يدعم الحرب لإدراكه لثمنها الباهض وعدم جدوى  العملية نتيجة تجارب سابقة.
قلق نتنياهو وباراك على مستقبلهم السياسي
الجيش "الإسرائيلي" يعتبر انه قد استوفى اهداف المعركة.
العقل ثم العقل ثم العقل
ومع ذلك محظور الاستخفاف بقوة "إسرائيل"، فـ"إسرائيل" في هذه المعركة بالذات وفي هذه اللحظة بالذات وعينها على حزب الله وسوريا وايران،  لا يمكن ان تقبل ان تخرج من هذه المعركة بهزيمة – صفر اليدين.
فـ"إسرائيل" قد تجد نفسها مضطرة لان تقوم بخطوة جنونية تدميريه – حملة برية او شيء اخر يضمن لها صورة انتصار تنهي بها المعركة وتحقق قدرة ردع:  كتدمير جزء من قطاع غزة، احتلال محور فيلادلفيا و تقسيم القطاع إلى اجزاء. عندها لا سمح الله سنقع في مشكلة وورطة كبيرة، وسنغرق في كيفية حل هذه المشكلة وستبدأ "إسرائيل" في مقايضتنا من جديد.
ليس لدينا مشكلة في الموافقة على  ان نترك لنتنياهو ان يحقق بعض المطالب التي يريدها لاجتياز الانتخابات، في مقابل ان نحقق نحن هدف الاستراتيجي يتمثل في استعادة الوحدة الفلسطينية،  فالوحدة الفلسطينية من منظور استراتيجي اخطر على "إسرائيل"  بشكل يفوق   الصواريخ التي تسقط على "تل أبيب"
من الضروري التروي والحكمة وعدم استفزاز الخصم، وعدم اعطائه فرصة لإخراج مخبوء الشر الكامن في صدره  تجاه شعبنا واطفالنا ونساءنا.
في هذه المرحلة الدقيقة من عمر المواجهة المشتعلة الان مطلوب  خفيض مستوى النشاط المقاوم إلى حده الادنى مع المحافظة على المفاوضات الدبلوماسية.
كلمة أخيرة ونداء
ونختم تقريرنا للموقف بنداء حار جدا لكل حكومات الربيع العربي والثوار والمخلصين للامة وللإسلام ولفلسطين، ان اخطر ما يواجه القضية الفلسطينية هو الانقسام الذي اساء به الفلسطينيون لأنفسهم وقضيتهم.
وعلى حكومات الربيع العربي ان تنهي هذا الانقسام واخذ الحذر في التعامل مع طرفي الانقسام، وان لا تسمح لطرف من اطراف الانقسام بتطويع الربيع العربي لصالحها نكاية بالأخر.. لان هذا ان وقع -لا سمح الله - يعني ان المخطط الصهيوني الغربي نجح  في  تطويع الربيع العربي لتدمير القضية الفلسطينية.


المصدر/:الاستقلال / مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية
 

اخبار ذات صلة