وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
شاركت مدربة ومصممة الأزياء الفلسطينية، التي تعود أصولها إلى قرية القبيبة المحتلة عام ١٩٤٨، والتي تقطن حالياً في رام الله، امتياز أبو عواد، في مهرجان "EGY FASHION" في نسخته السادسة، برئاسة أحمد العزبي، الذي انطلقت فعالياته مؤخراً، في أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة عدد كبير من مُصممي الأزياء، حيث شهد المهرجان تنوعاً رائعاً لصنّاع الموضة.
وتتميز أبو عواد بعشقها للتراث الفلسطيني، ويبيّن ذلك من خلال اطلالاتها الدائمة بالثوب الفلسطيني المطرز في كافة المناسبات، وتسعى دائماً إلى جعله موضة لا تبلى أبداً، ويصلح لكل زمان ومكان.
وتحدثت المصممة أبو عواد لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن مشاركتها في المهرجان قائلة: "تم عرض مجموعة من الأزياء الفلسطينية بحضور غفير من الدول العربية والأجنبية، فعرض ثلاثة أثواب فلسطينية أصلية، منها: ثوب الملك، العائد إلى تراث بيت لحم، وثوب رام الله، وثوب يافا المحتلة، مبينة أن "باقي التصاميم التي عرضت هي مستحدثة تتناسب مع موضة العصر (مودرن) يدخل فيها اقتباسات من الأثواب الفلسطينية، التي تعود أصولها إلى مناطق السواحل الفلسطينية مثل صفد وعكا وحيفا وطبريا والجليل، مشيرة إلى أن "الإقبال على المهرجان كان رائعاً، وإسم فلسطين كان مكانه، على مسامع الجمهور والحضور، وتم دعوتنا لعدد من المعارض في أوروبا من خلال هذا المهرجان".
وبيّنت أن "الهدف من المشاركة في المعارض والمهرجانات الدولية هو رفع اسم فلسطين في المحافل الدولية، وتعريف العالم بأن الثوب الفلسطيني يفوق عمره السبعة آلاف عام، وهو شاهد على كل حضارات الأرض، وعلى التاريخ الفلسطيني، وبعض الأثواب التي يحتفظ بها الشعب الفلسطيني، تزيد على عمر ما يسمى بدولة الاحتلال مرتين، موضحة أن "ثوبنا هو تراثنا، وما ورثناه عن أجدادنا، وهو وثيقة تثبيت الوجود التاريخي للفلسطينيين على هذه الأرض منذ القدم وارتباطهم بالإرث الحضاري".
وأشارت إلى أنه "كل منا يجاهد من مكان عمله، من خلال إظهار الثوب الفلسطيني في المحافل الدولية، وإبرازه واستذكار الكنز العظيم الذي تركه لنا الأجداد، موضحة أن "الحضارة العريقة الكنعانية من أهم ثوابت عروبة الأرض والمكان، لذلك من المهم إبراز هذه التحف الفنية التي نسجت بكل حب وحنين وشوق"، داعية "الفلسطينيين إلى ارتداء هذا الثوب باستمرار، وتزيين المنازل به، لأنه يعتبر الشاهد الأول الذي يرصد تمسك الفلسطيني بأرضه".
التراث مسألة وجود
وأكدت أبو عواد أن "التراث ذاكرة الشعوب، فهو كل ما قدمه القدماء، لكن مع الشعب الفلسطيني.. التراث هو مسألة وجود، حرب يخوضها أبناء هذا الشعب يومياً في الداخل الفلسطيني وفي الشتات ضد الاحتلال، الذي حاول ويحاول جاهداً إلى طمسه، لأنه بكل بساطة لا يملكه"، وبينت أن "ما يحصل الآن في الداخل الفلسطيني وقود يشعل ما في داخل كل إنسان، وهي مسألة لا تقتصر على الفلسطينيين فقط، وهذه الهوية لن تضيع ما دام هناك فلسطيني يتوق للعودة إلى أرضه، كما قال غسان كنفاني في "عائد إلى حيفا"، فنحن لا نحيي التراث فقط، بل ما زلنا نصنعه من خلال الفن بجميع أشكاله، وننشره على أوسع نطاق".
يعتبر الفلسطينيون ارتداء الثوب الفلسطيني جزءاً مهماً من تراثهم الذي يحاول الاحتلال سرقته وطمسه، ليحكي قصة تمسكهم بالهوية والأرض، والثوب الفلسطيني هو الزي الذي كان يرتديه الفلسطينيون قبل النكبة عام 1948م، وواصلوا ارتداءه على مدار سنوات طويلة تزيد على عمر دولة الاحتلال، ويشكل التسلسل الزمني لهذا الثوب التقليدي هوية واضحة لمن يرتديه من ناحية اللون ومكان الإقامة، والوضع الاجتماعي والشخصي على حد سواء.