وكالة القدس للأنباء – خاص
تشهد سجون ومعتقلات العدو الصهيوني، وفي يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف اليوم الاثنين، السابع عشر من نيسان/أبريل، إضرابا مفتوحا عن الطعام بمشاركة أكثر من ألفي أسير ينتمون الى كل الفصائل والحركات الفلسطينية، من "فتح" الى "الجهاد الاسلامي" الى "الشعبية" و"حماس"، باستثناء الجبهة الديمقراطية التي اعلن ناطق باسم اسراها عزوفها عن المشاركة "لظروف موضوعية وعملية"... في مشهد يعكس الوحدة الكفاحية الميدانية الحقيقية لابناء فلسطين، بمواجهة عدو الشعب الفلسطيني، العدو الصهيوني مغتصب الأرض والحقوق.
وهذه الوحدة الكفاحية في معركة الامعاء الخاوية، تتجاوز في توقيتها ومضامينها حالة الانقسام السياسي والديموغرافي بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر والمستمرة منذ نحو عشر سنوات، وتكشف بصورة حقيقية أن الوحدة لا تُصنع في الفنادق ولا في العواصم القريبة أو البعيدة، ولا تحتاج لأيام ولا لأسابيع أو لأشهر أو سنوات، وإنما تحتاج لإرادة ورؤية صائبة تعيد بوصلة المقاومة الفلسطينية الى حيث يجب ان تكون وتبقى، باتجاه القضية المركزية للفلسطينيين والامتين العربية والاسلامية ولكل احرار العالم... توجه أسلحتها لصدر العدو الصهيوني الذي يحتل كل الأرض الفلسطينية ويستبيحا بالطول والعرض، ويعتدي على الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وبمختلف أشكال وصنوف العدوان المادية والمعنوية، وأكثرها فاشية وعنصرية، لا يميز فيها بين رجل وامراة، شيخ وطفل، فكل فلسطينية وفلسطيني معرض للاعتقال والطرد والابعاد والأسر والقتل بدم بارد، فبالنسبة الى هذا العدو، "إن الفلسطيني الطيب هو الفلسطيني الميت"، وللأسرى الفلسطينيين في سجون العدو حصتهم، حيث يقضي معظمهم أحكاما تمتد لمؤبدات عدة، ناهيك عن ظلم السجن وظلامه، التي يريد العدو من خلالها كسر إرادة الأسرى وتحطيم معنوياتهم...
ومثلما يرد الشعب الفلسطيني في سجنهم الكبير على العدو الصهيوني بكل أشكال المقاومة والمسلحة منها بشكل خاص، ينتفض أسرى الحرية والكرامة بوجه السجان الصهيوني، ويخوضون معارك ضارية، تحولت معها السجون والمعتقلات الى مدارس كفاحية حولت ظلام السجون الى نور تتجاوز الجدران الاسمنتية، وتشع في كل الأرض الفلسطينية، معلنة أن إرادة الفلسطينيين لا تنكسر، ومقاومتهم لن تتوقف رغم كل أشكال وفنون الارهاب الفاشي العنصري. وأن الأسرى في السجون يبتدعون أساليبهم الكفاحية، ويحققون بأمعائهم الخاوية، ما لم تستطع تحقيقه القيادات الخائبة التي تركت ساحات المقاومة، وتخلت عن اسلحتها، وضيعت بوصلتها ورهنت مصيرها للتنسيق الأمني ومقتضياته.
لقد انتصر الشيخ خضر عدنان، ومحمد علان، وثائر حلاحلة، ومحمد القيق، وزياد حلاحلة، ب"أمعائهم الخاوية" على السجان الصهيوني المدجج بكل أسلحة البطش والعدوان وكل أساليب التعذيب والقهر الجسدي والنفسي، وبمنظومة متكاملة من القوانين العنصرية والفاشية، فانتزعوا حريتهم، واعطوا الدليل القاطع على أن "عيون المقاومين المجاهدين قادرة على مواجهة مخارز المحتل والانتصار عليها"..
إن إضراب الأسرى، ومعركة الأمعاء الخاوية التي تنطلق اليوم تستحق كل أشكال الدعم والتأييد والمؤازرة من كل أبناء الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجدهم، والاحتضان من قبل الأمتين العربية والاسلامية وكل الاحرار في العالم...
مطالب الأسرى
هذا وحددت الحركة الأسيرة مطالب معركة "الأمعاء الخاوية" كالتالي:
أولاً: الزيارات: المطالبة بعودة الزيارة لذوي الأسري دون إدلال لأهالي الأسرى في الزيارة،
ثانيا: عودة زيارة الأهالي، وزيارة الصليب الأحمر للأسرى والتي تم إيقافها من قبل قوات الاحتلال، وأن تنتظم الزيارات ولا تُمنع من أية جهة، وألا يُمنع أي قريب من الدرجتين الأولى والثانية من الزيارة، وأن تزيد مدة الزيارة من 45 دقيقة إلى ساعة ونصف، مع السماح لكل أسير بالتصوير مع أقربائه كل ثلاثة شهور،
ثالثا - الأسيرات: ضرورة التجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات فيما يتعلق بالنقل الخاص واللقاءات المباشرة دون حواجز،
رابعاً - الملف الطبي: إغلاق مستشفى سجن الرملة لعدم صلاحيته للمعالجة، وإجراء الفحوصات الدورية باستمرار والعمليات الجراحية بشكل سريع وفوري، للأسري المرضي، وكذلك السماح بدخول الأطباء من مختلف التخصصات لمعاينة الأسرى، كذلك إطلاق سراح الأسرى المرضى، والأسرى من ذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المستعصية، فضلًا عن عدم تحميل الأسير تكلفة المعالجة، خامساً - البوسطة: تأمين المعاملة الإنسانية للأسرى خلال تنقلاتهم بالبوسطة، وإرجاع الأسرى إلى السجون من العيادات والمحاكم وعدم إبقائهم في المعابر، وتهيئة المعابر للاستخدام البشري وتقديم وجبات الطعام للأسرى خلال تواجدهم عليها،
وكذلك تطالب الحركة الأسيرة بجملة من المطالب المحددة منها: –
إضافة قنوات فضائية، وإعادة المطابخ لكل السجون ووضعها تحت إشراف الأسرى بشكل كامل، والسماح بدخول الكتب والصحف والملابس والمواد الغذائية والأغراض الخاصة بالأسيرات والأسرى، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري، وإعادة حق التعليم في الجامعة العبرية المفتوحة، والسماح للأسرى بتقديم امتحانات الثانوية العامة بشكل رسمي متفق عليه، وتركيب هاتف عمومي للأسرى من أجل التواصل الإنساني مع ذويهم.