/الصراع/ عرض الخبر

تقرير "خارطة طريق" لمواجهة التنظيمات الجهادية في غزة ولبنان وسورية وسيناء

2015/03/18 الساعة 01:17 م
جنود إسرائيليون منبطحون.. ومقاوم
جنود إسرائيليون منبطحون.. ومقاوم

دعا البروفسور أحد آباء الفكر الاستراتيجي الصهيوني، "حاييم آسا" إلى نسف العقيدة القتالية الحالية للجيش، واعتماد عقيدة جديدة توفر حلولاً أنسب لمواجهة "خطر التنظيمات الجهادية الإسلامية"، تقوم على مبدأ "القتال المفرق" باعتباره "أفضل" صيغة تصلح لمواجهة الجهاديين، لأنها تأخذ بعين الاعتبار المخاطر التي طرأت على الأمن القومي الصهيوني، وينطلق من التفكير "خارج الصندوق".

وأضاف: تشدد العقيدة الجديدة على أن السلوك القتالي للتنظيمات الإسلامية الجهادية، التي تضم "تنظيم القاعدة وفروعها وتنظيم "الدولة" وحركة حماس، قائم على مرونة الحركة، وسرعة نقل المعركة من مكان إلى آخر، مما ينسف صورة العدو الكلاسيكي الذي تمثله الدول، التي تعتمد جيوشها على قواعد عسكرية ثابتة، ما جعل العقيدة القتالية الحالية للجيش غير مناسبة على الإطلاق للتعامل مع التنظيمات الجهادية.

ويقوم مشروع العقيدة الجديدة على افتراض آخر مفاده أن التنظيمات الجهادية ستحتكر التأثير في العالم العربي على مدى السنوات القادمة.

وأوضح أن مبدأ "القتال الموزع" يعني أن يكون الجيش جاهزاً لممارسة جهودا حربية في كثير من المناطق في آن واحد، ما يستدعي إعادة بنائه من ناحية تنظيمية ولوجستية وبشرية للقيام بهذا الدور، ويفرض على الجيش توسيع اعتماده على الوحدات الصغيرة، وليس على الفرق العسكرية والألوية، لأنه كلما صغر حجم القوات ضمنت سرعة حركتها ومرونتها، عندما ترسل لتصفية خلايا التنظيمات الجهادية.

وأكد أن هذا العدو الجهادي، ليس بإمكاني أن أواجهه بقوات كبيرة بشكل مباشر، لأنه عندها سيفتك بي، كما أن قدرته على التحمل أكبر من قدرتي، مما يحتم علي أن أواجهه بشكل متفرق، لكي أشتت انتباهه وأفقده التركيز، مما يمكنني من إلحاق الضرر به.

علماً بأن العقيدة القتالية الجديدة لا تضمن تحقيق الحسم والقضاء النهائي على خطر التنظيمات الجهادية، بل تقلصه إلى حد كبير، ومن المستحيل تحقيق الحسم في مواجهة مثل هذه التنظيمات.

العقيدة القتالية

فيما قال الجنرال المتقاعد "يديديا يعاري" القائد الأسبق لسلاح البحرية الصهيوني، إنّه من الصعب جداً ضمان تصفية قيادة التنظيمات الجهادية، التي تكون عادة غير مركزية ومنتشرة على نطاق جغرافي واسع، لأن المعضلة في مواجهة الحركات الجهادية تتمثل في أنها تحافظ على طابع التنظيم، لكنها في الوقت ذاته تملك قدرات عسكرية وتجارب قتالية عادة ما تتمتع بها الدول، علاوة على قدرتها على التخفي والعمل في أوساط حضرية. وأوضح أن المعلومات الاستخبارية تؤدي دوراً حاسماً في نجاح العقيدة الجديدة، إذ إن تحديد أماكن تواجد خلايا التنظيم على امتداد مناطق كثيرة ومهاجمتها في نفس الوقت يقلص قدرتها على اسناد بعضها البعض، وإن أكبر مصدر قوة للتنظيمات الجهادية يتمثل في تعاظم مظاهر الصحوة الإسلامية.

وأوضح مظاهر الصحوة الإسلامية يتمثل في استعداد قطاعات واسعة من المسلمين لرفع لواء الإسلام من أجل إعادته لصدارة العالم، بغض النظر عن طابع التضحيات التي يمكن أن يقدموها.

ودعا لعدم التركيز على ظاهرة تنظيم "الدولة الإسلامية" والتعاطي معها بشكل منفصل، لأن هذا التنظيم يستفيد فقط من مظاهر "الصحوة الإسلامية"، وحذر من الاستهانة بالقيادات الميدانية في التنظيمات الجهادية، لأنها تستفيد من وجود عدد من أكثر القادة الميدانيين خبرة في العالم بأسره، وفدوا من أفغانستان والشيشان وباكستان وغيرها من مناطق النزاع، وعرفوا العسكرية منذ نعومة أظفارهم، ومنهم من أصبح مقاتلاً وهو في سن الـ12.

كما أن تعدد الساحات التي قاتل فيها الجهاديون تجعلهم قادرين على التأقلم مع كل الجبهات العسكرية، حيث قاتلوا في أفغانستان وباكستان وأفريقيا وروسيا وأوروبا. فيما أوضحت الباحثة العسكرية "كرميت فالنسو" أن مواجهة التنظيمات الجهادية تمثل أحد أخطر التهديدات الاستراتيجية خلال عام 2015، وإن آليات العمل التي تتبعها التنظيمات الجهادية تمثل بحد ذاتها تحدياً للجيش الصهيوني، لأنها تستخدم وسائل قتالية تستهدف الجبهة الداخلية، مثل الصواريخ والأنفاق وغيرها.

وأضاف: تداعيات الأوضاع في سورية يمكن أن تكون كارثية، بسبب تعاظم تأثير الجماعات الجهادية، التي يمكن أن تستهدف العمق الصهيوني في كل وقت، كما أن خطورة الجماعات الجهادية تكمن في أن مواجهاتها تكون "غير متناسبة"، بحيث يكون من المستحيل على جيش متطور تحقيق حسم عسكري فيها بشكل واضح وجلي.

مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، 17/3/2015

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/71896

اقرأ أيضا