/الصراع/ عرض الخبر

نيويورك تايمز: في لقائه مع بوتين التزم بايدن بالتفاؤل المفرط الذي عرضه للانتقاد

2021/06/18 الساعة 07:01 ص
مشروع "سلام" بين بوتين وبايدن
مشروع "سلام" بين بوتين وبايدن

وكالة القدس للأنباء - متابعة

علق مايكل شير في صحيفة “نيويورك تايمز” على لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الروسي فلاديمير بوتين بسويسرا بالقول إنه لو كان هناك رئيس أمريكي آخر لشعر بالإحباط والغضب، فبعد لحظات من نهاية لقاء استمر ثلاث ساعات يوم الأربعاء، قام الرئيس بوتين بتقديم قائمة تظلماته المعتادة إلى المراسلين.

فقد نفى مسؤولية بلاده عن الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المصالح الأمريكية واتهم أمريكا بتنفيذ المزيد. وقال إن سجل أمريكا في مجال حقوق الإنسان أسوأ من سجل بلاده. واتهم حكومة بايدن بالقيام بتعزيزات عسكرية بالقرب من أوكرانيا.

وبدا بوتين نفسه وكأنه يعزز فكرة أن التبادل الدبلوماسي رفيع المستوى الذي تم التوصل إليه على ضفاف بحيرة جنيف لم يفعل شيئا يذكر لتغيير العلاقة التي تدهورت لسنوات.

وتعلق الصحيفة أن بايدن لو كان منزعجا من أداء نظيره، فلم يكن هناك ما يشير إلى ذلك خلال مؤتمره الصحافي اللاحق، أو في حديثه لاحقا مع المراسلين تحت جناح طائرة الرئاسة قبل مغادرته سويسرا ختاما لجولة دبلوماسية في أوروبا استمرت ثمانية أيام، انتقل خلالها بين ثلاث دول.

وسلط رد بايدن على خصمه الروسي الضوء على سمة ثابتة لرئاسته: تفاؤل عنيد يقول المنتقدون إنه يصل إلى حد سذاجة مقلقة ويصر الحلفاء على أنه عنصر أساسي لإحراز تقدم.

وقال بايدن قبل ركوب طائرته، وهو يوبخ وسائل الإعلام لكونها متشككة للغاية: “لقد أبرز البلد وجها مختلفا بشأن ما كنا عليه وإلى أين نحن ذاهبون – وأشعر بالرضا حيال ذلك. أعني، انظروا، سوف أحيركم جميعا لأنني أعلم أنكم تريدون مني دائما أن أعرض الجانب السلبي في كل شيء".

وقال إن الشيء المهم هو أن “نبرز واجهة متفائلة” بينما تبقى واقعيا بشأن احتمالات التغيير الحقيقي على المدى الطويل.

وسأل بايدين المراسلين: “لو كنتم في موقعي، هل ستقولون: حسنا، لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، سيكون هذا قاسيا حقا، أعتقد أنه سيكون أمرا سيئا حقا؟ وهكذا ستضمن عدم حدوث أي شيء".

ويشير الكاتب إلى أن حياة بايدن كانت مليئة بالحزن وخيبة الأمل، بما في ذلك وفاة زوجته وابنته عندما كان سيناتورا شابا وفقد ابنه بيو بمرض السرطان في الوقت الذي كان يفكر فيه الترشح للرئاسة. لكن على الرغم من المآسي، اتسمت الكثير من حياته العامة بالتصميم على رؤية الإيجابي حيث لا يفعل الآخرون.

ويعلق شير أن من يستمع إلى بايدن في مؤتمره الصحافي فقد يستنتج بسهولة أن الاجتماع مع بوتين حقق نجاحا باهرا. وأشار الرئيس إلى اتفاق مع روسيا لبدء العمل على اتفاقية جديدة للحد من التسلح. وقال إن الحيلة تكمن في معرفة مصالح الخصم. وقال بايدن إنه في حالة بوتين، يريد “الشرعية، والحضور على المسرح العالمي.. إنهم يريدون بشدة أن يكون لهم أهمية".

لكن إيجابية بايدن المطلقة جعلته عرضة للاتهام بأنه ساذج وغير راغب في رؤية الواقع الذي أمامه على الجانب الآخر من الطاولة.

كما أنه سيثير تساؤلات حول ما إذا كان على استعداد لمواجهة التحديات التي تلوح في الأفق: العدوان الروسي على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي، والهجمات الإلكترونية من داخل روسيا والتي تلحق أضرارا كبيرة، وتراجع سجل حقوق الإنسان في البلاد.

ولا يرى الكاتب تغيرا في نهج بايدن، فقد حاول تقديم نبرة متفائلة منذ دخوله مكتب الرئاسة. لقد دفع من أجل الشراكة بين الحزبين عند إقرار أجندته المحلية، حتى مع كون العديد من حلفائه في واشنطن، إن لم يكن معظمهم، بمنتهى الحرص على التخلي عن مغازلة الجمهوريين وسط قناعة متزايدة من أن وفاقا بين الحزبين لن يحصل.

وفي جهوده لمواجهة جائحة فيروس كورونا، أعرب دائما عن اعتقاده بأن الأمريكيين سيخرجون أقوى وأكثر أمانا، بينما كان بعض خبراء الصحة أكثر حذرا في توقعاتهم. ويمكن أن يكون بايدن الأقدر على لعب دور المشجع، كما كان في أول خطاب له أمام الكونغرس وقال في تلك الليلة: “إن الرهان ضد أمريكا لم يكن أبدا رهانا جيدا على الإطلاق وما زال الأمر كذلك.

أما في السياسة الخارجية، فبايدن دبلوماسي من المدرسة القديمة يضع ثقته في المحادثات وجها لوجه مثل تلك التي أجراها مع بوتين يوم الأربعاء والعديد من اللقاءات التي أجراها مع قادة آخرين في قمم مجموعة السبعة والناتو والاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع الماضي. في مجموعة السبع، وكذلك اجتماع الناتو، أعرب الرئيس عن اعتقاده بأن الحلفاء يضعون تقتهم مرة أخرى بالتزام حكومة أمريكا. ولدى سؤاله عن المخاوف من قلق القادة الأوروبيين بشأن عودة الرئيس السابق دونالد ترامب في نهاية المطاف – أو شخص مثله – قل بايدن من دواعي القلق.

وبشأن روسيا، أصر بايدن وكبار مساعديه في السياسة الخارجية على أنهم لا يريدون “إعادة ضبط”، وهو مصطلح أصبح يمثل السذاجة المتصورة لسلف بايدن الديمقراطي، باراك أوباما، في تعاملاته مع روسيا وبوتين. لكن نظرة بايدن إلى قمته الخاصة مع بوتين تعكس نوعا من إعادة الضبط، على الأقل في رواية بايدن. لقد بذل قصارى جهده للإصرار على عدم توجيه أي تهديدات وعدم رفع أصوات مجرد تبادل “إيجابي” بين زعيمين لا يثقان ببعضهما البعض بعد.

وقال مشيرا إلى معاهدة الحد من التسلح: “لم يكن علينا أن نثق في شخص ما لنبدأ اتفاقية ستارت 2”.

والمرة الوحيدة التي أبدى فيها بايدن تضايقه كانت خلال مؤتمره الصحافي في جنيف كانت عندما سألته كايتلان كولينز، مراسلة “سي إن إن” عما يدعوه للثقة في تغيير بوتين سلوكه. فما كان منه وهو في طريقه للخروج من المؤتمر الصحافي إلا أن أدار نفسه وقال منتقدا: “أنا لست واثقا من أنه سيغير سلوكه. كيف استنتجت هذا الكلام بحق الجحيم، وماذا كنت تفعلين طوال الوقت؟ لقد قلت: ما سيغير سلوكهم هو إذا كان هناك رد فعل من بقية العالم تجاههم وقلل ذلك من مكانتهم في العالم. أنا لست واثقا من أي شيء أنا فقط أذكر حقيقة”. وأتبعت كولينز من خلال تحدي الرئيس لتبرير نظرته الوردية، مستشهدة بتعليقات بوتين. وقال: “إذا كنت لا تعرفين ذلك، فأنت تعملين في المجال الخطأ".

لقد كان رد فعل قاسيا يهدف إلى مقاومة السخرية التي لا يحبها الرئيس. لكنه كان أيضا اعترافا منه بأن نهجه المتفائل قد يكون أحيانا هدفا للنقد.

وبعد رحلة قصيرة في الموكب إلى المطار، شكر بايدن مؤيديه ثم سار بخفة إلى المجموعة الصغيرة من المراسلين التي كانت سترافقه إلى واشنطن. وقال مشيرا إلى تعليقه على مراسلة “سي إن إن”، إنه مدين باعتذار: “ما كان علي أن أكون ذلك الرجل الحكيم مع آخر إجابة قدمتها".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/169579

اقرأ أيضا