وكالة القدس للأنباء - متابعة
كشف الدكتور حنا عيسى، أستاذ القانون الدولي، عن أن اعلان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بناء آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية في المنطقة (E1)، الواقعة شرق القدس المحتلة، في تحد ٍصارخ لجميع القرارات الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الامن 2334 المؤرخ في 23/12/2016 م بشأن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأضاف عيسى: "يعتبر مشروع (E1) من أخطر المشاريع الاستيطانية التهويدية التي تستهدف مدينة القدس المحتلة وتواصلها مع الضفة الغربية، صادقت عليه حكومة الاحتلال اول مرة عام 1999 م، يشمل مساحات للسّكن والسياحة والتجارة والخدمات المنطقية ومقبرة إقليمية، ويقع إلى الشمال من منطقة البناء في (معاليه ادوميم)، ويهدف لخلق تواصل يهودي بين مستوطنة (معاليه ادوميم) والقدس، وسيشكل عازلاً "إسرائيلياً" في عمق الضفة الغربية ليفصل منطقة رام الله في الشمال عن بيت لحم في الجنوب، ويفصل القدس الشرقية عن باقي الأراضي الفلسطينية، وتكمن خطورته في انه سيؤدي في نهاية المطاف إلى حرمان القدس الشرقية من آخر المناطق المتبقية التي تكفل لها النمو والتطور الاقتصادي في المستقبل، إضافة لسيطرة "إسرائيل" على ملتقى الطرق الرئيس الواصل بين شمال الضفة وجنوبها، إضافة لعزل القدس الشرقية بصورة دائمة عن بقية مناطق الضفة الغربية، وتقسيم الضفة لقسمين، ناهيك عن القضاء على أية فرصة لتطبيق حل الدولتين وإقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.
وتابع: "إن مشروع (E1) يستهدف ما يقارب 12،643 دونم من أراضي القدس والضفة الغربية، تتفرع خارطته الهيكلية رقم 420/4 لتشمل مساحات تقع شمال شارع القدس-أريحا (شارع رقم1) وأراضيَ أخرى تقع جنوب الشارع، بالقرب من تقاطع شارع رقم 1 مع شارع 417 وغربي شارع 417، حيث أنشأت "إسرائيل" مجموعة من المستوطنات في جميع أرجاء هذه المنطقة من ضمنها معاليه أدوميم، علمون، كفار أدوميم، ألون، كيدار والمستوطنة الصناعية ميشور أدوميم، حيث بلغ إجمالي عدد المستوطنين الإسرائيليين القاطنين فيهذا التجمع الاستيطاني 50 ألف مستوطن، ومستوطنة معاليه أدوميم هي المستوطنة الأكبر من بين المستوطنات المذكورة حيث يصل عدد سكانها الى 43،000 مستوطن وتبلغ مساحة منطقة نفوذها 50 كيلومترا مربعا، وهو ما يعادل مساحة منطقة نفوذ (مستوطنة) تل أبيب.
وأشار عيسى إلى أنه من الواضح أن السياسة "الإسرائيلية" تجاه مصادرة الأراضي والاستيطان فيها لم تتوقف منذ توقيع اتفاقيات أوسلو، بل على العكس، فان الحكومات "الإسرائيلية" المتعاقبة تسرع من وتيرة مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات عليها بشكل ملحوظ، وتتجاهل تصرفات المستوطنين المتواصلة في وضع اليد على الأرضي القريبة من المستوطنات، وتدعو المستوطنين إلى التمادي في الاستيلاء على مزيد من الأراضي في مدينة القدس والضفة الغربية المحتلتين.