وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي
نعمة خلايلة أبو عابد (42 عاما)، فنانة فلسطينية من مدينة عكا، الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، أقامت معرضها الفني الثاني، مؤخراً، في "نادي الفنار العكي"، ضمن أمسية أدبية، وعرضت فيه مجموعة من إبداعاتها الفنية المتنوعة، من الرسم وتصميم المجسمات المتميزة من الورق والمعادن المختلفة.
وفي هذا السياق، تحدثت أبو عابد لـ"وكالة القدس للأنباء"، عن بداياتها، قائلة: "أعشق الرسم والقراءة منذ صغري، لشدة حبي للقراءة درست للقب الأول في اللغة العربية بجامعة حيفا، بعد دراستي لعدة مواضيع أخرى منها تاريخ الفن، إلا أني مللت الجلوس والإصغاء لساعات طويلة دون تطبيق، فغيرت الموضوع إلى الفنون التطبيقية ولم أكمل بسبب قلة الموارد في ذلك الوقت، فتوجهت لدراسة التربية الخاصة، وحصلت على شهادة تدريس، بعد ذلك عدت إلى دراسة الفن من خلال التحضير لدراسة العلاج بالفن، وحصلت خلالها على شهادة مرشدة فنون، وحاليا أدرس العلاج السلوكي التفكيري CBT لمعرفتي انه يتصل بشكل مباشر مع الفن، ولمعرفتي أن فني سيساعدني في علاج وتغيير العديد من السلوكيات غير المرغوبة لدى اولادنا في المجتمع".
وأضافت: "بدأت بالرسم منذ أن كنت في الروضة، وقد لاحظ أهلي ومعلماتي موهبتي، فكنت أستخدم أي قلم أحصل عليه وأرسم على الأوراق والجدران والكرتون، لأنه في حينه لم تكن هناك الموارد الكافية"، مبينة أنه "ساعدني تشجيع من حولي في المرحلة الابتدائية، وعرضت رسوماتي على جدران مدرستي وأصبحت أرسم كلما سنحت لي الفرصة فقلدت الفنانين الكبار، ومع مرور الوقت تطورت هوايتي وموهبتي واستخدمت خيالي بقوة أكبر".
وعن معرضها، قالت: "في الأسبوع الماضي كان لي معرضي الثاني، ضمن أمسية أدبية راقية ارتبط نجاحها أولا بالعمل الجماعي المتناغم لأعضاء النادي، وحب المكان ثانيا"، مبينة أنه "سمي المعرض بـ"معرض الفن التشكيلي"، لما فيه من أعمال فنية متنوعة بين الفرشاة والسكين ومواد أخرى، وبرزت مواضيع عديدة مثل معاناة الحرب في لوحة الأم وطفلها، والجوع في بعض الدول، ولوحات بورتريه لأشخاص محببين إلى قلبي، إضافة إلى مجسمات صنعتها من مواد مختلفة مع التشديد على استعمال الكتب لشدة حبي للقراءة، ورغبتي في ازدياد عدد القراء، فلا يخفى على الجميع أن الكتاب في طريقه للاضمحلال أمام الأجهزة اللوحية، وعلينا ألا نسمح بذلك".
وأشارت إلى أنها " تعلمت الرسم على الزجاج والمرايا، وأصبح هذا شغلي الشاغل حتى اني تركت القراءة جانبا لفترة لا تقل عن سنة، عملت في الرسم على الشبابيك والأبواب مع المهنيين، وفرحت لوجود رسوماتي في بيوت الكثيرين، ومع مرور الوقت اكتسبت عدة تقنيات جديدة في الرسم عدا عن الوان الزجاج والألوان المائية والاكريلية، تعلمت استخدام الأسلاك الحديدية وأوراق الجرائد، وعجينة الورق، والفيمو، وغيرها من المواد"، موضحة، "أحب العمل وسط هذه المواد فهي رغم بساطتها تفسح لي المجال لخلق قطعة فنية منها، وهذا ياخذنا الى مصطلح اعادة التدوير، ليس هناك أروع من صنع شيء من لا شيء".
وقالت: إنه "في عام 2000 شاركت بعدة لوحات في معرض لفناني جمعية الياطر العكية، وفي 2019 كان لي معرضي الخاص الأول أطلقت عليه اسم "مرايا" وقد استمر ثلاثة أيام، كان هدفي هو تعريف الجمهور خاصة طلابي على مصطلح إعادة التدوير، وما برز فيه هو مجسم بهلوان كبير قام بصنعه طلابي من الصفوف العاشرة والحادية عشر في مدرسة اورط الصناعية، استخدمنا لصنعه اسلاكا حديدية، وجرائد وعجينة ورق والوان اكريليه لتلوينه".
وبينت أنه "برزت أيضا لوحات المرايا خاصتي وكان إبرزها، لوحة عكا إضافة إلى مجسمات استخدمت لصنعها القناني البلاستيكية والأكياس والجرائد والكرتون، سعدت جدا بالاقبال المدرسي بشكل خاص، وكذلك العكي وقد ادفأ قلبي الاعجاب وكلمات الاطراء الكثيرة"، مضيفة "شاركت بعد ذلك بمعرض في القدس وبعده معرض في نابلس".
وفي نهاية حديثها، قالت أبو عابد: "أتطلع إلى تطوير التقنيات التي أعرفها، وإلى صب طابعي الخاص عليها، ولحفظ رغبتي في الرسم وصنع المجسمات دون ظلم هواية القراءة، وألى النجاح في عملي كمعالجة سلوكية تفكيرية"، متمنية أن " يساعدني فني في مساعدة غيري خاصة الأولاد بمرور الأزمات النفسية بسلام، وعلى تغيير السلوكيات غير المرغوبة إلى محببة، تزيد من حبهم لذاتهم وللاخرين، لاني احظى بما يكفيني من الحب والدعم والتشجيع من قبل عائلتي الحبيبة وأهلي وجميع من يعرفني، وأحب أيضا أن يحصل الجميع على ذلك".
