/لاجئون/ عرض الخبر

نيويرك تايمز هل يفجر وقف المساعدات الأمريكية للأونروا الشرق الأوسط

2018/01/16 الساعة 09:23 ص
احتجاجات ضد تقليصات الأونروا
احتجاجات ضد تقليصات الأونروا

وكالة القدس للأنباء – ترجمة

العنوان الأصلي: Across the Mideast, Palestinians Brace for Trump Aid Cuts

الكاتب: هيئة التحرير

المصدر: THE ASSOCIATED PRESS

التاريخ: 15 كانون ثاني / يناير 2018

 

لا يستطيع محمود القوقا أن يتخيل الحياة بدون الأكياس الثلاثة من الدقيق وزيت الطهي والمواد الغذائية الأخرى التي يتلقاها من الأمم المتحدة كل ثلاثة أشهر.

فهو يعيش مع 25 من أقاربه في منزل مزدحم في الأحياء الفقيرة المعروفة في قطاع غزة؛ وتعتبر حصص الإعاشة الضئيلة التي تقدمها وكالة الأمم المتحدة لمساعدة عائلات اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، هي آخر شيء يحفظ أسرته التي تقيم في منطقة أصيبت بسنوات من الفقر والصراع. ولكن هذا قد يكون في خطر لأن الولايات المتحدة، أكبر المانحين للأونروا، تهدد بخفض التمويل.

وقال القوقا "سيكون ذلك كارثة، ولا أحد يستطيع التكهن بما سيكون عليه رد الفعل".

على امتداد الشرق الأوسط، يستعد ملايين من الناس الذين يعتمدون على الأونروا للأسوأ. يمكن أن يؤدي التخفيض المتوقع أيضاً إلى زيادة عدم الاستقرار في مواجهة البلدان المضيفة التي تعاني بالفعل من تداعيات الأزمات الإقليمية الأخرى.

تأسست الأونروا في أعقاب حرب الشرق الأوسط المحيطة بإنشاء إسرائيل عام 1948. وقد فرّ حوالي 700،000 فلسطيني أو أجبروا على ترك منازلهم في القتال.

وفي غياب حل لهؤلاء اللاجئين، جددت الجمعية العامة للأمم المتحدة مراراً وتكراراً ولاية الأونروا، وتحولت مخيمات اللاجئين الأصلية إلى أحياء يتجسد فيها الفقر، حيث أكثر من 5 ملايين لاجئ وذريتهم يعتمدون الآن على وكالة الأونروا، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية و الطعام. والعدد الأكبر من السكان يعيشون في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان.

وفي حين يرى الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي أن الأونروا توفر شبكة أمان قيمة، إلا أن إسرائيل تنظر إليها بشكل مختلف تماماً.

يتهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الوكالة بإدامة الصراع من خلال دورها في تعزيز حلم غير واقعي بأن هؤلاء الناس لديهم "حق العودة" إلى الممتلكات المفقودة منذ فترة طويلة في ما أصبح الآن إسرائيل.

وقال للصحافيين الأجانب، الأسبوع الماضي، إن "الأونروا جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل". وأشار إلى أن الفلسطينيين هم المجموعة الوحيدة التي تخدمها وكالة خاصة باللاجئين، قائلاً إنه يتعين إلغاء الأونروا وإحالة المسئوليات التي تتولاها إلى المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

البعض في إسرائيل لديه انتقادات أكثر صرامة، ويتهم الأونروا بتدريس كراهية إسرائيل في فصولها، وتتسامح مع مقاتلي مقاتلي حماس في غزة، أو تساعدهم.

وجه دونالد ترامب اللوم إلى الفلسطينيين بسبب عدم إحراز تقدم في جهود السلام في الشرق الأوسط وسط تهديدات بخفض المساعدات الأمريكية للفلسطينيين. وستكون الأونروا أول من يتأثر بذلك.

تقدم الولايات المتحدة نحو 355 مليون دولار سنوياً للأونروا، أي ما يقرب من ثلث ميزانيتها.

وقال مسؤولون أمريكيون في واشنطن، هذا الأسبوع، إن الإدارة تستعد لحجب عشرات الملايين من الدولارات من أول مساهمة هذا العام، ما يخفض المبلغ المقرر بقيمة 125 مليون دولار بمقدار النصف أو ربما بالكامل. وأن القرار يمكن أن يصدر في وقت مبكر من يوم الثلاثاء (اليوم).

وقال ماتياس شمالي، مدير الأونروا في غزة، إن واشنطن لم تبلغ الوكالة بأي تغييرات. وأضاف "إننا قلقون بسبب التصريحات ... في وسائل الإعلام وبخاصة أن الأموال لم تصل بعد".

ورفض شمالي الانتقادات الإسرائيلية قائلاً إن الأفراد الذين ينشرون التحريض أو المسلحين هم حالات معزولة ويعاقبون على الفور. وقال إن انتقادات نتانياهو يجب أن توجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تحدد تفويض الأونروا وليس إلى الوكالة نفسها.

أي تخفيض في المساعدات الأمريكية يمكن أن يتسع على امتداد المنطقة مع حدوث عواقب محتملة غير مقصودة.

قد تكون غزة أكثر التحديات التي تواجهها جميع مناطق عمليات الأونروا. فثلثا سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة مؤهلون للحصول على الخدمات، ويكبر دورها نظراً لحالة الاقتصاد السيئة التي أصابتها جراء ثلاث حروب مع إسرائيل وحصار إسرائيلي مصري منذ استيلاء جماعة حماس المسلحة على السلطة قبل عقد من الزمن. ويبلغ معدل البطالة 43 فى المائة، ويبلغ معدل الفقر 38 فى المائة، وفقاً لما ذكره مكتب الإحصاءات الفلسطيني الرسمي.

وقال شمالي: "أكثر من أي مكان آخر نحن أكبر مقدم خدمات لسكان الإقليم بأكمله". وقال إن الأونروا تقدم مساعدات غذائية لمليون شخص من سكان غزة واصفاً ذلك بأنه "تعبير عن العار الجماعي للمجتمع الدولي".

مع أكثر من 12،500 معلم وممرضة وموظفون آخرون، تعتبر الأونروا أكبر وكالة توظيف غير حكومية في غزة. كما أنها تشارك في مشاريع إعادة الإعمار بعد الحرب.

الوضع المأساوي في غزة واضح داخل منزل القوقا، الذي كان ضيقاً جداً بحيث خصصت الأسرة أماكن للنوم على ألواح خشبية وأقمشة. اثنان من أفراد الأسرة الذكور عاطلين عن العمل. وهناك اثنان آخران من موظفي الخدمة المدنية في حماس، ولا يتقاضون أجورهم إلا بشكل متقطع من قبل الحركة التي تعاني من ضائقة مالية.

ببلوغه 72 عاماً، يقلق القوقا على أحفاده. ويقول: "إذا كانت الأونروا توفر لهم الخبز، فإنه يمكنهم أن يظلوا صبورين، ولكن إذا تم قطعه، فماذا سيصبحون؟ سوف يصبحون لصوصاً ومجرمين وعبئاً على المجتمع". ويعتقد كثيرون أن حماس، التي تدير المدارس والخدمات الاجتماعية في غزة، ستتدخل لملء الفراغ.

تجدر الإشارة إلى أن الأردن، وهو حليف أساسي في المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد المسلحين الإسلاميين، يضم أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين وذريتهم، حيث أن حوالى 2.2 مليون شخص مؤهلون للحصول على خدمات الأونروا. وقد حول ذلك الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى مساهم رئيسي في خدمات الرعاية الاجتماعية في البلاد التى تستضيف أيضاً مئات الآلاف من السوريين المشردين بسبب الحرب.

يمكن أن تؤدي تخفيض المساعدات الأمريكية إلى زيادة خطر عدم الاستقرار في الأردن الذي يزداد مع تدهور الاقتصاد بسبب انتشار الصراع في سوريا والعراق المجاورين. أكثر من ثلث الشباب الأردني ليس لديهم وظائف، ما يحولهم إلى أهداف محتملة للتجنيد من قبل المتطرفين.

معظم الفلسطينيين المؤهلين للحصول على خدمات الأونروا في الأردن يحملون الجنسية الأردنية، ويجادل البعض بأن هذا قد أنهى وضعهم كلاجئين. ولكن الغالبية تؤكد أن خدمات الأونروا حيوية لدعم حليف مهم.

وتكتسي خدمات الأونروا أهمية حيوية أيضاً في لبنان، حيث يحظر على الفلسطينيين العمل في مهن تخصصية والتملك.

لبنان هو البلد العربي الأقل ترحيباً باللاجئين الفلسطينيين، لأنه لا يريد أن يستقر الفلسطينيون فيه، ولأنه لا يريد أن يخل اللاجئون بالتوازن الطائفي الدقيق في البلاد. يتم تطويق المخيمات في العديد من المدن بواسطة حواجز ملموسة، وتستخدم قوات الأمن اللبنانية نقاط تفتيش للسيطرة على الداخلين والخارجين. ووجد تعداد حديث أن 175،000 لاجئ فلسطيني وأحفادهم يعيشون في البلاد.

الحرب الأهلية في سوريا جعلت العديد من اللاجئين الفلسطينيين لاجئين مرتين. فقد فرّ نحو 32 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في سوريا إلى لبنان. في سوريا، يتمتع الفلسطينيون بالحق في التملك والعمل في جميع المهن. ولا يحق لهم التمتع بالشيء نفسه في لبنان.

وصلت بلقيس حميد، 33 عاماً، عام 2013 مع زوجها وطفليها وأهلها من دمشق، حيث أصيبت شقتهم بأضرار جراء قصف صاروخي. تعتمد الأسرة على مساعدة الأونروا لاستئجار شقة بغرفة نوم واحدة في مبنى آيل للسقوط في مخيم برج البراجنة، في بيروت. يعمل زوجها في تنظيف الطاولات في مطعم خارج المخيم. كانت حميد، شأنها في ذلك شأن جميع الفلسطينيين، على علم تام بالشائعات القادمة من واشنطن.

تتساءل: "نحن مقهورون بالفعل الآن.. هم يريدون أن يقهرونا أكثر؟"

وفي حين أن أكثر من 5 ملايين لاجئ سوري في جميع أنحاء العالم يحق لهم الحصول على المساعدات من الوكالة العامة لإغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن الفلسطينيين ممنوعون من ذلك بموجب المنطق الذي تقوم عليه مساعدات الأونروا. غير أن الأونروا في لبنان تعاني من نقص مزمن في التمويل، كما أن موجة الفلسطينيين الذين يصلون من سوريا قد أدت إلى مزيد من الإجهاد المالي.

قال رامي منصور (34 عاماً) الذي فر إلى لبنان من مخيم اليرموك للاجئين في دمشق عام 2013: "ما تقدمه الأونروا ليس حتى ربع ما يحتاج إليه اللاجئون الفلسطينيون". خذ كل شيء وأرجعنا إلى ديارنا، لا نريد أي مساعدة أو أي شيء، فقط أرجعنا إلى بلدنا".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/120913

اقرأ أيضا