وكالة القدس للأنباء - خاص
كخلية نحل ينشط المتطوعون في مشروع "مطبخ شهداء فلسطين" في مخيم برج البراجنة، حيث يعملون منذ ساعات النهار الأولى لإعداد وجبات غذائية يوزعونها مجاناً على المحتاجين في المخيم خلال شهر رمضان المبارك.
متى بدأت فكرة المشروع ومن يقف وراءها، وما رأي القائمين على هذا المشروع، من هي الفئات المستفيدة، وكيف تم اختيارها، ما رأي المتطوعين والمستفيدين من هذا المشروع؟.
للإجابةعلى كل هذه الأسئلة، التقت "وكالة القدس للأنباء" مع كل المعنيين، فشرح مدير دائرة الشباب في السفارة الفلسطينية في لبنان، والمشرف على مشروع "مطبخ شهداء فلسطين" في مخيم برج البراجنة أحمد أسكندر، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "فكرة مشروع مطبخ الطعام المجاني لأهالي المخيم تبلورت منذ ثلاث سنوات، وقال: "عملنا بها لكن بشكل محدود، حيث كانت تشمل بعض العائلات المحتاجة".
التعاون في اختيار الأسماء المستفيدة
وأكد أسكندر إلى أن "أحد طموح شباب المخيم كان تطوير المشروع وتوسيعه ليشمل أكبر عدد من العائلات داخل المخيم، لذلك عرضنا مشروع المطبخ على منظمة أطباء بلا حدود، التي قدمت بدورها المعدات والتجهيزات للمطبخ، كما عرضنا المشروع على السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، الذي قدم بدوره الدعم اللوجستي للمطبخ".
ولفت إلى أن "هناك 300 عائلة من المخيم تستفيد من المشروع، حيث تم أختيارهم بالتعاون مع اللجنة الشعبية والمؤسسات التنظيمية وغير التنظيمية، ولجنة النازحين الفلسطينيين من سوريا داخل المخيم".
وبخصوص العاملين في مشروع المطبخ، قال أسكندر: "إن العاملين في المشروع متطوعون لا يبتغون المال والربح، هدفهم خدمة أبناء مخيمهم والتخفيف من صعوبة الحياة المعيشية في المخيم"، مشيراً إلى أن "المتطوعين في المشروع هم من مختلف الشرائح والانتماءات في المخيم".
وأشار إلى أن "المشروع لقي إعجاباً ودعماً من أهل المخيم والفصائل، الذين يرونه أنه مهم للمخيم ويساعد العديد من العائلات، التي لا تستطيع تأمين قوتها اليومي".
أما عن الطعام الذي يقدمونه، فقال: "الأرز هو الوجبة الرئيسية في الطعام، ونحن حريصون على تقديم الطعام وهو طازج وسخن للأهالي"، مشيراً إلى أن "الطعام يستوفي كل الشروط الصحية الموضوعة".
وقالت المتطوعة في مطبخ شهداء مخيم البرج سماح الديراوي، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إنها "تطوعت بهذا المطبخ في شهر رمضان المبارك لأنها تحب عمل الخير لكل الناس، وترغب في مساعدة المحتاجين".
توصيل الوجبات إلى منازل المحتاجين
أما بالنسبة لتوزيع وجبات الطعام، فقالت الديراوي: "يوجد ناس معنية بتوزيع حوالي 150 حصة غذائية لكل حي يومياً، والشباب بتوصل الوجبات على البيوت وفريق العمل بالمطبخ متفق إنه توصل الوجبة إلى منازل المحتاجين حفاظاً على كرامة العالم وتفادياً بالشعور بأي إذلال من قبل أي شخص".
وأوضحت المتطوعة في المطبخ فرح شحادة، من مخيم برج البراجنة، لـ"وكالة القدس للأنباء"، "تطوعنا في العمل بشهر رمضان لإنه كتير منيح إنك إطعمي إنسان صائم محتاج طيلة الشهر الفضيل، وما في أحلى من عمل الخير وكمان حتى نصير يد واحدة، نساعد العالم المحتاجة ونشجع الناس الميسورة الحال بإنه تخطي نفس الخطوة وتعمل مطبخ لإطعام الناس المحتاجة".
وأشارت شحادة إلى أنه "كل يوم نتشاور في اختيار الطبخة اليومية، والشرط هو أن تكون الوجبة كافية لإشباع الشخص وتحتوي على العناصر الغذائية المفيدة للصائم".
الهدف حفظ كرامة الناس
وقال المتطوع في المطبخ محمد دبدوب بأن "مشروع المطبخ بالأساس هو فكرة قائمة بأن يكون بكل مخيم مطبخ مركزي لحتى ما نحتاج للجمعيات الخيرية من خارج المخيم، والهدف الأساس منه هو حفظ كرامة الشخص الفلسطيني المحتاج".
وتحدث عدد من المستفيدين لـ"وكالة القدس للأنباء"، فقالت سارة داوود، من مخيم برج البراجنة: "عندي بنتين وعم بستفيد من المطبخ وبحصل على وجبة يومية، وكتير في نظافة واهتمام واحترام للناس المحتاجي، أنا ما بروح ولا باجي الوجبة بتجي لباب بيتي، والله يوفق أصحاب الخير بالشهر الفضيل".
واعتبرت الحاجة أم محمد الهابط، أن "مشروع المطبخ هو باب خير لكل أهالي المخيم، وعلى ميسوري الحال دعم المطبخ حتى يستمر بمساعدة الناس المحتاجة في إفطار صائم محتاج طيلة شهر رمضان".
أما الحاجة أم رشيد، فشكرت القيميين على المشروع وكل من يرسل إليها وجبة طعام، وتمنت من الله بأن يزرع المحبة والألفة بين أهالي المخيم، وأن يتعاونوا على فعل الخير كي لا يبقى هناك إنسان محتاج في المخيم".