لاقت حملة "هدئ سرعتك وفطورك علينا" التي أطلقتها شرطة المرور في قطاع غزة، بمشاركة جمعية أصحاب السيارات، ترحيب واستحسان السائقين والمواطنين.
وثمن السائق، تامر أبو حلاوة، من محافظة خان يونس الحملة، ووصفها بـ"الممتازة"، قائلاً: "السرعة الزائدة في كل الأحوال غير مطلوبة، لكن بعض السائقين يتجاوزون السرعات المسموح بها خصوصًا عند موعد الإفطار".
وتضمنت الحملة التي انطلقت على مستوى القطاع منذ بداية شهر رمضان المبارك، توزيع وجبات إفطار سريعة للسائقين والركاب، وتوزيع ورود وبطاقات تهنئة وإرشادات للسائقين.
وتزينت الإرشادات المقدمة للسائقين بعبارات مكتوبة منها: "عزيزي السائق القيادة فن ذوق أخلاق"، "لا تسرع فالموت أسرع"، "قوانين المرور لسلامتك فلا تعرض حياتك للخطر من أجل مكالمة هاتفية"، "أعط المشاة حقهم في العبور بسلام".
وقال أبو حلاوة: "يعطيهم العافية جنود المرور، يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة دون كلل أو ملل"، مباركًا جهودهم في عملية ضبط حالة المرور وخصوصًا عند المفترقات الرئيسة.
وتابع: "يجب أن تكون العلاقة بين السائق وشرطي المرور، علاقة احترام وثقة متبادلة"، داعيًا لمزيد من الحملات التي من شأنها تطوير العلاقة بين السائق والشرطي.
بدوره، أكد السائق محمد الحمايدة من محافظة رفح، على ضرورة توثيق العلاقات بين السائقين وأفراد شرطة المرور، وتحييد الصورة النمطية المعروفة بينهم، بمثل هذه الحملات التي تقرب السائق أكثر من شرطي المرور.
وأوضح الحمايدة أنه لم يتوقع إطلاق حملة مرورية بهذا التوقيت، قائلاً "حينما أتفاجأ بوجود حاجز للمرور، يكون لدي حكم مسبق أن الهدف هو المخالفات, وسرعان ما يتبدد هذا الحكم مع ابتسامة الشرطي التي ترافق وجبة الإفطار السريعة وزجاجة الماء وهو يقول لي: هدئ سرعتك... فطورك علينا".
وأشار الحمايدة إلى أن ذلك الموقف يجعله بالفعل يفكر مرارًا قبل أن يسرع من أجل العودة للبيت لتناول الافطار، قائلاً: "تتردد في عقلي عبارة في العجلة الندامة وفي التأني السلامة".
من ناحيته، وصف المواطن عبد الله الرياطي الحملة بـ"الشيء الجميل"، قائلاً: "ذلك يحمي المارة والسائقين من الحوادث وخصوصًا وقت الإفطار".
وتابع: "الصورة الأجمل هي رفع كل الحواجز بين شرطي المرور والسائق والمواطن"، مضيفًا: "رغم أن ذلك الفعل هو خارج دائرة عمل الشرطي، لكنه يعد رسالة من رسائل الإسلام، التي تحث على تعزيز روابط الأخوة والتعاون وصولاً لهدف الحملة وهو الحفاظ على الأرواح والحد من الحوادث المرورية".
هدئ سرعتك
إلى ذلك، قال الناطق باسم الشرطة الفلسطينية أيمن البطنيجي: "نعاني من حوادث الطرق في قطاع غزة، وما نسبته 90% من الحوادث سببه السرعة الزائدة، لذلك وفي إطار تنفيذ خطة شهر رمضان، أطلقنا مشروع هدئ سرعتك وفطورك علينا".
وأوضح، أن البداية كانت بتوفير 1000 وجبة سريعة بالتعاون مع إحدى الجمعيات الخيرية، ثم وفرت جمعية أخرى 2000 وجبة، لتبدأ الحملة والتي ما زالت مستمرة بحمد الله، داعيًا أهل الخير لدعم المشروع حتى يستمر لآخر يوم في شهر رمضان المبارك.
وأشار إلى أن الوجبة تتضمن زجاجة مياه ولبنا وتمرا ومعجنات، ليفطر عليها السائق والركاب معه في الطريق وصولاً إلى منازلهم بسلام وأمان، لافتًا إلى أن الحملة تستهدف الطرق الرئيسة والمفترقات التي تؤدي إلى شمال القطاع وجنوبه، كون السائق يضاعف سرعته من أجل اللحاق بمائدة الإفطار.
وقال البطنيجي: "الحملة لقيت تفاعلاً وصدى واسعًا لدى السائقين، خاصة أنها تهدف بالدرجة الأولى لتفادي حوادث السير وعدم تجاوز السرعة المسموح بها قانونيًا"، مشيرًا إلى أن السائق يشعر براحة نفسية عندما يضمن إفطاره في الوقت المناسب، وبالتالي يوازن في قيادته للسيارة.
ولفت إلى وجود حملات أخرى من شأنها بث الحب والاحترام في علاقة السائق مع أفراد شرطة المرور، مثل تنفيذ إفطارات جماعية لهم وأنشطة أخرى.