تُعتبر حلوى "القطايف" التي ارتبط اسمها وطيدًا بشهر رمضان المُبارك، من أشهر أنواع الحلويات وأكثرها تناولاً في هذا الشهر الفضيل، بل تتزين به مأدبة الإفطار، والسهرات التي تلي صلاة التراويح.
ولا يكاد بيت فلسطيني يخلو في معظم أيام شهر رمضان خاصة الأيام الأولى منه، من هذه الحلوى، التي تجذب الكثير من الصائمين لشرائها وتناولها بعد الإفطار.
وتُعتبر حلوى "القطايف" من أشهر الأكلات التراثية والشعبية في جميع البلدان العربية، خاصة بلاد الشام ومن ضمنها فلسطين.
ولا يتفق المؤرخون العرب على أصل هذه الحلوى، فبعضهم صنفها عباسية أو أموية أو فاطمية، فيما أرجع آخرون أصلها إلى دمشق، لكن الجميع يتفق على حلاوة مذاقها.
وفي العصور القديمة تنافس صنّاع الحلوى لتقديم ما هو طيب من الحلويات، وقد ابتكر أحدهم فطيرة محشوة بالمكسرات وقدمها بشكل جميل مزينة في صحن كبير ليقطفها الضيوف، ومن هنا سميت القطايف.
في سوق خان يونس المركزي، انتشرت محال وبسطات بيع "القطايف"، وكثير منها ما تزين بتشكيلات وألوان تلك الحلوى وحشوتها، ما بين المُكسرات، والقشطة، والتمور، وغيرها..
بدت المحال غير قادرة على استيعاب كم الزبائن المتهافتين بكثرة على شراء هذه الحلوى، فأكثر من عشرة عمال يعملون في المحل أو البسطة الواحدة.
محمد أبو طه مالك محل لبيع القطايف يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "أنا أبيع طوال العام قطايف، فمحلي لم يُغلق بتاتًا، لكن الإقبال يكون في رمضان أكثر من غيره".
ويضيف أبو طه الذي يعمل في هذه المهنة منذ سنواتٍ طويلة "في الأيام العادية هناك قلة يقبلون على شرائه، لكن في رمضان وها نحن في اليوم الثاني، منذ الصباح لم أقدر على استيعاب الكم الكبير المتوقع من الناس".
ويتابع "يعمل لدي أكثر من 15 عاملاً، منهم أكثر من 10 يعملون في موسم رمضان كعمال إضافيين، جهزنا منذ الصباح كميات كبيرة من القطايف بمُختلف الأحجام، لتوفيرها للزبائن".
ويستطرد أبو طه بينما ينشغل في الإشراف على عماله ويساعده في تلبية طلبات الزبائن "رغم الظروف الصعبة هناك رغبة كبيرة لدى الناس بأن تعيش رمضان بكافة أجوائه".
ويواصل حديثه "فكثير من الناس يعتبرون القطايف حلوياتهم المُفضلة، بل يعتبرونها مُفضلة عن كثير من الأطعمة الرمضانية، وبعضهم يركز أكله عليها أكثر من الطعام، لذلك نرى هذا الكم الكبير على شرائها".
ويُشير إلى أن هذا العام من بدايته تبدوا الحركة جيدة بالنسبة لي، فلم أشعر بتغيرها، لأن الأسعار كما هي لم تتغير، فكيلوا القطايف الواحد (بـ6 شيقل إسرائيلي)، وبإمكان أي مواطن شرائها".
ويُلفت أبو طه وهو يحمل فرشًا ملئ بالقطايف الصغيرة ويُنزلها على البسطة من داخل المحل لتعبئتها للزبائن الذين مازالوا يتهافتون، إلى أن القطايف فاكهة رمضان، ولا يمر يوم إلا والناس تشتريها، لأنها تشتهيها، رغم توفرها، لكن مذاقها في رمضان يختلف.
أما عن مكونات حلوى القطايف، "دقيق، سميد، فانيليا، ملح، بيكنج بودر، ماء دافئ"، ويتم خلطها، ومن ثم وضعها في جالونات، وتُطهي لدقائق معدودة على الفرن الخاص، وبعدها تُعرض للبيع لدى الزبائن "حسب أبو طه".
ماجد محمد أحد الزبائن يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "القطايف طوال العام متوفرة، نادر ما نشتريها، لكن في رمضان الكُل يطلبها، خاصة النساء والأطفال، فأطفالي طلبوا مني منذ أول يوم رمضان شراء القطايف".
ويضيف محمد "فاكهة رمضان القطايف، والكل يحُبها، وسعرها في متناول الجميع، ولا يحلو الإفطار بدونها، حتى نقدمها للضيوف عندما يأتون لنا".
مذاق هذه الحلوى "القطايف" التي ترتبط بشهر الخير "رمضان"، تُعتبر صناعتها مهنةً رمضانيةً تستقطب الكثير من العمال بها، طيلة الشهر الفضيل، وتوفر لهم فرصة عمل جيدة.
المصدر: وكالة قدس نت للأنباء