/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

جدة مثالية لثلاثة أطفال

الحاجة عكر لـ"القدس للأنباء": احتضنت أحفادي بعد وفاة الأم وتخلي الأب ورهاني على مساعدة الخيرين

2016/06/04 الساعة 07:38 ص
الحاجة عكر وحفيدها
الحاجة عكر وحفيدها

وكالة القدس للأنباء - خاص

حرموا من حنان والدتهم بسبب الوفاة، كما حرموا من عطف ورعاية الأب نتيجة تخليه عنهم، فأخذت على عاتقها احتضانهم والاعتناء بهم لتعويضهم عما افتقدوه.

تعاند ثقل وأعباء السنين بالاستناد إلى عكازها ، لكنها كلها إصرار على الحياة ليس من أجل ذاتها بل من أجل أحفادها.

تجلس في غرفة صغيرة مظلمة تخلو من كل مقومات الحياة، رطبة لا تصلها الشمس ولكن تصلها  أيادي المحسنين الرؤوفة من الجيران وغيرهم ، الذين لا يترددون يوماً عن تقديم المساعدة ولو بالقليل من المال والطعام .

أبت الحاجة المسنة نوال عكر (75 عاماً) من سكان مخيم شاتيلا،  أن ترى أحفادها مشردين في الشوارع أوعرضة لخطر الضياع ، فاحتضنتهم رغم ضيق الحال والظروف القاسية ،  فأدخلتهم المدارس لمواجهة قسوة الحياة باعتبار أن العلم هو السلاح الأقوى لهم.

هذه تفاصيل معاناتها اليومية

وتحدثت الحاجة عكر لـ"وكالة القدس للأنباء" عن مرضها ووضعها الصحي والظروف القاسية التي تواجهها في تربية أحفادها الصغار، فقالت:" أنا مريضة وصرت كبيرة بالسن وما معي مصاري أجيب دواي وما  إلي معيل غير الله، فوالد الأولاد غائب عنهم منذ فترة طويلة ولا يلتفت إلى احتياجاتهم ، وأنا بربي أولاد بنتي المتوفية بدل منها".

وتابعت الحاجة كلامها وقد أثقلتها هموم الحياة ومشاكلها:" بعد ما توفت أم الأولاد  ما عاد  إلهم حدا غيري يعتني فيهم .. أنا صرت أمهن وأبوهن وكل شيء بحياتهم، عندهم مطالب وبدهم يعيشوا متل بقية الأطفال ... بدهم مصروفهم اليومي وبدهم يوكلوا ويشربوا ويروحوا على المدرسة، ما حدا عم بلتفت لصوت أحفادي الجياع، شو بدي أعمل وشو بدي أساوي هاد قدر ربنا وأنا مسلمي له."

وفي كثير من الحسرة والأسى تتذكر الحاجة عكر  عندما كانت  في كامل قواها وصحتها ، وكيف كانت قلوب الناس عامرة بالخير:" تختلف أيامنا عن أيامكم فالناس كانت تتسابق على فعل الخير وتهتم بوضع المحتاج  وتساعده من دون ما يطلب منهم ، وخصوصاً في أيام رمضان ... وبتذكر لما كانوا أولادي يلتفوا حولي ونأكل على الطبلية طيلة الشهر وما كان حدا يغيب عني".

مواجهة أعباء الحياة بمساعدة الأوفياء

تأسف الحاجة عكر لتغير الزمان ولهذا الواقع المرير التي أضحت  تعيشه وأحفادها الصغار، وقالت:"رزق الله على أيام زمان، بس بيبقى رمضان شهر الرحمة والغفران.. أنتظر رحمة ربنا في  هذا الشهر الفضيل لحتى أحصل على وجبات الطعام من الإفطارات الرمضانية لكي أطعم أحفادي الصغار".

تبكي الحاجة المسنة حالها وحال أحفادها كل يوم لعدم قدرتها على العمل من أجل تأمين قوت أحفادها، وخشيتها المستمرة على ضياع مستقبلهم وتقول:" لا أتردد عن طرق باب الخيرين لتأمين ما يسد احتياجاتهم."

الحاجة عكر مثال للمرأة الفلسطينية المكافحة، تواجه الحياة  الصعبة وحيدة إلا من رحمة الله، قررت أن تتحدى الفقر والأزمات وتصون أطفالاً قسى عليهم الزمن.

رفضت هذه المرأة المسنة أن تستقيل من دورها ومسؤوليتها رغم مرضها وفقرها، فكانت بمثابة الأم والأب والجدة والقلب الوفي الحاضن.. رهانها بعد الله على أصحاب الضمائر الحية كي يساندونها ويقفوا إلى جانبها، ويرفعوا عن كاهلها جزءاً من أعباء تربية هؤلاء الأطفال في تقديم بعض العون لهم.

 

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/93767

اقرأ أيضا