/تقارير وتحقيقات/ عرض الخبر

لاجئو المخيمات في الذكرى ال68 للنكبة:العودة حتمية والبندقية وسيلتها

2016/05/14 الساعة 09:54 م
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

وكالة القدس للأنباء - خاص

تشكل ذكرى النكبة كل عام، محطة يستعيد فيها الفلسطيني صورة وواقع وطنه السليب، يستلهم منها الدروس والعبر، ويخرج باستنتاج واحد: لا بد من العودة، ولتحقيق ذلك ليس أمامه من خيار سوى المقاومة. ماذا قال اللاجئون الفلسطينيون في هذه الذكرى لمندوبي "وكالة القدس للأنباء" الذين جالوا في مخيمات لبنان من جنوبه في الرشيدية والبرج الشمالي إلى عين الحلوة في صيدا، إلى شاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، إلى الجليل في بعلبك وصولاً إلى البداوي ونهر البارد في شمالي لبنان؟..

رسالة الأجداد للأحفاد: لا تتركوا فلسطين

رأى لاجئو المخيمات الفلسطينية في لبنان، في أحاديثهم لـ"وكالة القدس للأنباء" أن هذه الذكرى يجب أن تكون حافزاً لنا على العمل والجهاد، وليست يوماً فقط للوقوف على أطلال الجرح.

وقال الشاعر ومدير مدرسة "فلسطين" في مخيم برج الشمالي، جهاد الحنفي، لـ"وكالة القدس للأنباء": "كل عام تأتي النكبة لتعيد فتح جرح لم يندمل، فهي تعني لي الكثير، لأنها شاهد ناطق على أنني فلسطيني، شاهد ناطق بأن حقي في وطني لن يموت، فهي رسالة أجدادنا لأحفادنا لا تتركوا فلسطين".

وأشار إلى أن "الصهاينة يراهنون على نسيان الفلسطينيين لأرضهم، لكننا نثبت كل عام وكل يوم، أن فلسطين إن لم نسكنها فهي تسكن في دمنا وأرواحنا وحياتنا ووجداننا".

ولفت إلى أن "الأرض تعود عندما نعود لأنفسنا، لفطرتنا الحقيقية، تعود عندما نعود لأخلاقنا، تعود عندما نؤمن بفطرتنا، تعود عندما نصبح شعباً متعلماً وواعياً، فالعلم هو سلاحنا وسنحصد به كل الإبداع وكل الإنجاز فهو عدتنا وجناحنا".

دعوة للتمسك بالوحدة والمقاومة

وأكدت المعلمة زهرة الصغير من مخيم برج الشمالي، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "يوم النكبة هو يوم أخرجنا من أرضنا وشردنا، بعد أن تآمر علينا العديد من الدول العربية والأجنبية، حيث خرج أجدادنا لا يملكون شيئاً، بعد أن كان الواحد فيهم يمتلك البساتين والحقول، وباتوا بلا مأوى ولا سكن".

وأضافت: "ستبقى ذكرى النكبة كالمنبه لتوقظ النائم فينا، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، ولن تعود فلسطين إلا بالمقاومة".

واعتبر أحمد التكلي، أن "يوم النكبة لا ينسى عند الشعب الفلسطيني، ففيه تهجر وطرد من أرضه رغماً عنه على يد العصابات الصهيونية".

ودعا التكلي "الشعب الفلسطيني بكل أطيافه للتمسك بالمقاومة والنضال والوحدة الوطنية، لأنه السبيل الوحيد لتحرير فلسطين".

صورة محفورة في الوجدان.. وعلى الجدران

وقال المهندس حسام شعبان، من مخيم نهر البارد، لـ"وكالة القدس للأنباء": "نكبة فلسطين عام 1948 هي حدث نوعي له دلالات كثيرة، وفلسطين ليست كغيرها من البلاد، حيث أن أرضها لها رمزيتها الدينية، والاعتداء عليها هو اعتداء على الأديان السماوية، ونقض لتاريخ الأخلاق الإنسانية".

وأوضح عضو "الملتقى الأدبي" والشاعر عبدالمحسن محمد، أن "نكبة.. كلمة تتألف من أربعة حروف.. لكنها تعني للفلسطينيين الكثير، فهي اختصار لمأساة 68 عاماً من الموت واللجوء، هي هوية الحزانى والثكالى واليتامى، وحكاية التشرد والحرمان".

وأشار محمد إلى أن النكبة هي كل ما نملكه ليذكرنا بأرضنا، هي خلفية المأساة التي نعيشها، وصورة محفورة على جدران منازلنا المدمرة، وفي ذاكرتنا الزاخرة بذكريات الوجع، وعودة.. هي كلمة تتألف من أربعة حروف أيضاً.. وتضاهي الحروف الأولى، وهي لن تتحقق طبعاً بهذا الواقع العربي - الإقليمي المهمش لقضيتنا الفلسطينية، المتجاهل لحقوق اللاجئين بعودتهم إلى أرضهم، ولكن ما لم تحققه السياسات العربية لن تحققه إلا البندقية، فهي الكفيلة بتحرير الأرض، فالعودة وهي المخولة بحفظ حقوقنا وصونها، ولا بديل عنها طبعاً".

وقال نجد عبدالعال، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "النكبة هي انعكاس لضعف العرب والمسلمين وتمزقهم، وهي تجسيد للهيمنة الإمبريالية على بلادنا، وهي إنذار شديد بالخطر الفادح المحدق بوجود أمتنا وبمصير شعوبنا".

 وتابع عبدالعال: "كنت أفكر أن تحرير فلسطين يعني إيقاف عقارب الزمن، ثم إرجاعها إلى الماضي، ذلك الماضي الذي تحددت صورته في ذهني عبر أحاديث الذكريات التي طالما كنت أسمعها تتردد على ألسنة الكبار بالسن من حولي، وأخصهم أهلي وأقربائي، لكن تبين لي أن تحرير فلسطين هو انتزاع الحاضر منها، وهو استعادة الماضي إليها، أو أقل هو إعادتها إلى الماضي".

ذاكرتنا الحزينة تُبقي باب العودة مفتوحاً

واعتبر عمر أبو ميها أن "نكبة فلسطين تعني تشريد شعب كامل من أرضه، حيث أن المؤامرات على الشعب الفلسطيني مستمرة حتى الآن، وما زال الشعب الفلسطيني يعاني آلام هذه النكبة منذ 1948".

ورأى الشيخ أبو الدرداء، من مخيم عين الحلوة، في حديثه لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "ذكرى النكبة تدعونا بهذه المرحلة الصعبة والقاسية إلى استنهاض ورص الصفوف، وإعادة الثقة للذاكرة الحزينة التي نعيشها حتى تبقى العودة هدفنا".

ودعا إلى "بث روح النضال المستمر لدى الشباب والأطفال من أجل تحرير هذه الأرض بالجهاد والقوة".

الحاج إحسان الحسن قال لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "يوم النكبة يعني لنا الكثير، حيث الألم والمأساة المستمرة، فمنذ عام ١٩٤٨ وحتى الآن ونحن نتجرع كأس الذل والهوان والتخبط"، معتبراً أن "السبيل الوحيد لتحرير الأرض هو إعادة إحياء الهوية الوطنية، والتمسك بحق العودة، والصبر، والصمود، والمقاومة المسلحة".

وأشارت فاطمة الحسن إلى "أن شعبنا الفلسطيني يعيش بالشتات في واقع مؤلم مؤسف، وتحاك عليه المؤامرات مع عدم وجود الأمن والاستقرار في بعض المخيمات، التي لا تخدم أحداً من أبناء شعبنا".

مشروعنا الوطني... تحرير فلسطين

واعتبر الرسام الكاريكاتيري الفلسطيني ماهر الحاج، في تصريحه لوكالتنا: أن "النكبة هي أكثر من مجرد ذكرى، هي يوم أسود، حين هُجِّر أهلنا من فلسطين تاركين وراءهم أراضيهم وممتلكاتهم، بعد عدة مذابح نفذتها العصابات الصهيونية "الهاغانا" و"شتيرن" بالتعاون مع الجيش الإنكليزي الذي سلم ثكناته العسكرية بأسلحتها لتلك العصابات، حيث قاموا بدك القرى بالمدافع والأسلحة الثقيلة، وهي جاءت بعد يوم الصمت الدولي لأفظع عملية إبادة وطرد وتهجير في التاريخ بحق أي شعب بالعصر الحديث، هو يوم حيث قامت فيه ما يسمونها دولة الكيان الصهيوني على دماء الشهداء العزل في فلسطين، وهو يوم سقوط القدس بأيدي الصهاينة".

وأضاف: "علينا بهذة المرحلة التفكير جدياً بطرح الخلافات جانباً والاتحاد كصف واحد وإنهاء أي انقسام وخلاف، ولا ننسى أن على العرب مجتمعين اتخاد موقف واحد وموحد لصالح فلسطين والشعب الفلسطيني".

واعتبر الشاعر الفلسطيني في مخيم برج البراجنة، ربحي سخنيني، أن "ذكرى النكبة هي الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني باقتلاعه من أرضه، وإقامة الكيان الصهيوني على تراب بلده فلسطين".

وأضاف سخنيني: "يجب أن تتضافر كل الجهود المخلصة وبكافة أشكال النضال الوطني الفلسطيني وتوحيد كل الأطر في برنامج وطني موحد، يهدف إلى تحرير فلسطين وعودتها إلى أهلها".

تحرير فلسطين أمر حتمي

وقال اللاجئ الفلسطيني في مخيم برج البراجنة ثائر دبدوب، أن "النكبة تذكرنا بحق العودة وتقرير مصيرنا، وتجعل صغارنا وشبابنا يقدمون أرواحهم في سبيل فلسطين، التي لن تحررها الحكومات بل يحررها الكفاح الشعبي المسلح".

ورأى النازح الفلسطيني من مخيم اليرموك في سوريا إلى مخيم برج البراجنة أمجد بدوي، أن "ذكرى النكبة ستبقى حيَّة في وجدان الشعب الفلسطيني الذي هجر من بلده فلسطين عام 1948"، معتبراً أن "السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هي المقاومة والثبات ضد المحتل الغاشم".

واعتبر اللاجئ الفلسطيني في مخيم شاتيلا، أحمد الشاويش، أن "ذكرى النكبة الفلسطينية هي عنوان من عناوين التمسك بحق الشعب الفلسطيني، والسبيل الوحيد لتحرير فلسطين هي الوحدة الوطنية والتمسك بالمقاومة بوجه العدو الصهيوني".

وقال أبو علاء سحويل من "حركة الجهاد الإسلامي" في منطقة بعلبك، لـ"وكالة القدس للأنباء": "نحن لسنا من جيل النكبة، بل ورثناها عن أهلنا وأجدادنا، واليوم ننقل هذا الإرث السياسي والإنساني إلى أبنائنا من خلال حديثنا لهم عن أرض فلسطين وأهميتها، النكبة هي ذكرى تحيي فينا الأمل بالتحرير وبالعودة، لأن الإنتصار على الكيان الصهيوني قادم لا محال، ودورنا الآن يكمن في تعريف الأجيال الجديدة على تاريخ وجغرافية فلسطين، بعد أن نُسفت بالكامل من قرارات (الأونروا) التربوية،  وهذا أقل ما يمكن فعله من أجل أجمل وطن في العالم".

لهذه الأرض أصحاب لن يتخلوا عنها

حسام أيوب، رجل فلسطيني فقد نظره في سن الثالثة عشر، فلم يشاهد على مواقع التواصل الإجتماعي أو حتى على شاشات التلفزة، صوراً لبلده الأم فلسطين، ولكنه رسم في ذهنه أجمل الصور عنه، قال: "النكبة هي الرادع لكل فلسطيني كي لا ينسى في يوم من الأيام شيء إسمه قضية. وأضاف: "الإنسان  بطبيعته لا يحب أن يحتفظ إلا بالذكريات الجميلة، ولكن النكبة هي الذكرى الأليمة، الوحيدة، التي نتمسك بها، فهي تذكرنا بأرضنا وهويتنا وحقنا بالعودة".

الحاج أبو عادل، فلسطيني من مخيم الجليل، هجّر من فلسطين مع عائلته في سن التاسعة، أشار إلى الظلم الذي مازال يعيشه الشعب الفلسطيني، وقال في ذكرى النكبة: "شعبنا مظلوم، ظلمٌ، لم يعشه أحد من قبل، والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية تتحمل كامل المسؤولية، فهي وجدت من أجل أن ترفع الظلم عن كل مظلوم وتعيد الحق إلى صاحبه، فقضيتنا هي الأولى في هيئة الأمم المتحدة، التي تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الإستبداد". وبعد أن صمت قليلاً، والدموع في عينيه، تابع قائلاً: "نسأل الله أن يعيننا على هذا الرباط، فلهذه الأرض المباركة، أصحاب لن يتخلوا عنها".

ورأى أمين سر اللجنة الشعبية لمنظمة التحرير في مخيم الجليل، عمر قاسم، أن "تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني أمرٌ حتمي، ونحن الآن في صراع دائم مع العدو إلى أن يزول هذا الكيان، ولكن مازلنا نفتقر إلى القيادة الفلسطينية التاريخية التي بإستطاعتها قيادة الشعب الفلسطيني"، وختم قائلاً: "نحرص على تسمية المخيم والمدارس بأسماء فلسطينية، لنؤكد أننا لن ننسى يوماً أرض فلسطين، ولنعرِّف أطفالنا على وطنهم الذي حرموا منه".

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/92709

اقرأ أيضا