قائمة الموقع

30 آذار.. "يوم الأرض".. الذكرى المتجددة

2016-03-30T07:15:05+03:00
إحياء ذكرى يوم الأرض
وكالة القدس للأنباء - خاص

يوم الأرض الفلسطيني في الثلاثين من آذار من كلّ سنة، ومنذ العام 1976.. هو يوم يحييه الفلسطينيون في كافة أماكن تواجدهم، داخل الوطن المحتل وخارجه... هو اليوم الذي انتفض فيه الفلسطينيون بوجه مخططات التهويد التي استهدفت انتزاع ملكية الارض من أصحابها الحقيقيين في قرى وبلدات منطقة الجليل شمالي الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48... هو يوم خرجت فيه جموع الجماهير الفلسطينية معلنة وحدتها ضد سلطات الإحتلال الصهيوني وتمسكها بأرضها، ورفض الإنصياع للقوانين العنصرية الفاشية التي تستهدفهم في حياتهم وأماكن تواجدهم... هو يوم انتفاضة الفلسطينيين ضد المستعمرين الصهاينة... هو يوم روت فيه دماء الفلسطينيين هذه الأرض الطاهرة المباركة، الذين استهدفتهم قوات الاحتلال، في محاولة لقمع التحرك الشعبي ولجم اندفاعة الفلسطينيين وارهابهم...

لأجل ذلك يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي "الإسرائيلي"، حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم العرب في فلسطين منذ النكبة في العام 1948 احتجاجات رداً على السياسات "الإسرائيلية" العنصرية والفاشية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.

تعود أحداث يوم الأرض الى العام 1976 بعد أن قامت السلطات "الإسرائيلية" العنصرية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذو أغلبية سكانية فلسطينية، تحت غطاء مرسوم جديد صدر رسمياً في منتصف السبعينيات، أطلق عليه اسم "مشروع تطوير الجليل" والذي كان في جوهره الأساسي هو "تهويد الجليل"...

وبذلك يعتبر هذا الإجراء التعسفي العنصري، بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد وغيرها في منطقة الجليل (وهي القرى التي تدعى اليوم مثلث الأرض) وتخصيصها للمستوطنات الصهيونية هو السبب المباشر لأحداث يوم الأرض.

وردا على هذا المخطط التهويدي والذي يستهدف التضييق على الفلسطينيين ومحاصرة مدنهم وقراهم بالمستوطنات وبعشرات ىلاف المستوطنين، قررت لجنة الدفاع عن الأراضي بتاريخ 1/2/1976 م عقد اجتماع لها في الناصرة بالاشتراك مع اللجنة القطرية لرؤساء المجالس العربية وفيه تم إعلان الإضراب العام الشامل في 30 آذار (مارس) رفضا لسياسية المصادرة...

وكالعادة كان الرد "الإسرائيلي" عسكري دموي إذ اجتاحت قواته مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية والبلدات العربية وأخذت باطلاق النار عشوائياً فسقط الشهيد خير ياسين من قرية عرابة، وبعد انتشار الخبر صبيحة اليوم التالي 30 آذار انطلقت الجماهير في تظاهرات عارمة فسقط خمسة شهداء آخرين وعشرات الجرحى.

وبلغت حصيلة "يوم الأرض" ستة من الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين السليبة، بالإضافة إلى حوالي (49) جريحاً ونحو (300) معتقل، والشهداء هم: خير ياسين من عرابة، ورأفت الزهيري من نور شمس واستشهد في الطيبة، ومحسن طه من كفر كنا، ورجا ابو ريا، وخضر خلايلة وخديجة شواهنة من سخنين.

إن انتفاضة يوم الأرض لم تكن وليدة صدفة بل كانت نتيجة حتمية لمجمل الوضع في فلسطين المحتلة منذ قيام الكيان الصهيوني في العام 48، حيث عانى الفلسطينيون كثيراً من سياسة التهويد وسرقة الاراضي والممتلكات بالقوة، والتضييق على الفلسطينيين لدفعهم لترك مدنهم أو الهجرة خارج فلسطين المحتلة فكانت هذه الإنتفاضة بوجه سلطات الإحتلال الصهيوني ومخططات التهويد والصهينة.

اخبار ذات صلة