الشعر الفلسطيني مسكون بالأرض والهوية وكل ذرة تراب أو مناسبة وطنية، فحبره الساخن خير معبر عن قضايا وهموم الإنسان الفلسطيني في الداخل والشتات.
لذا فإن حديث الشاعرين شحادة الخطيب ومروان الخطيب لـ"وكالة القدس للانباء" في مناسبة "يوم الأرض"، دليل على دفق الحنين والتمسك بالأرض والقضية، فقد اعتبرا أن جوهر كل أعمالهما الشعرية شكلت جداول إبداع في مسار العطاءات الشعرية الفلسطينية التي تغنت بالأرض، وأكدا أن "يوم الأرض" وما رافقها من انتفاضة كان أكبر من القصائد، فالأرض في يومها ارتوت بدماء الشهداء والصامدين المتمسكين بحقهم.
ورأى الشاعر الفلسطيني شحادة الخطيب، أن "يوم الارض أصبح مثل أي مناسبة فلسطينية ننتظرها لتحريك الذاكرة، وخاصة أننا أصبحنا نعيش فترة جمود فكري، وهجوم إعلامي هابط، فهذا اليوم مناسبة لنعيد تذكير الأجيال الجديدة والشرح لها عن مدى أهمية التعلق بالأرض، ونتائج الانتفاضة التي حصلت".
وأضاف :" كشاعر اعتبر"يوم الأرض" قصيدة ومحركاً للقصيد وقلت الكثير عن هذا اليوم:
وما برحت تعاتبني عيوني بأن أطبقت جفني في بلادي
أما علمت هداب العين أني أراها لو تـــــــوارت في فـــــــــؤادي
أصاحب من يصاحبها بعمري وفي محن أعـــــادي من يعادي
أعيدوني اليها وأدفنوني فنــــوني في مفاتنــــــها تفـــــــــــادي
أعيدوني لعل الأرض ترضى رفاتي من شتاتي في بعــــــادي
وأكد الخطيب أن القضيه الفلسطينية و"يوم الارض" وكل المناسبات، هي أكبر من القصيدة ولكن القصيدة والشعر كالمطر ينهمر فوق قضيتنا فيجلي عنها غبار النسيان، ليعود لمعان القضية فتبرق في عيون الناسين أو غير الملمين".
بعبارة أخرى – والكلام للخطيب - القصيدة والشعر الفلسطيني أخذ مجالاً جيداًفي تناول قضيتنا، وإن كنت أنا كشاعر أعاتب بعض الأقلام التي استغلت حبرها فكتبت بمداد الآخرين، وأتوجه لكل قلم وشاعر وفنان وأديب لأقول أن دور القلم أحيانا ليس أقل من دور الرصاص.
وأوضح الشاعر مروان الخطيب ، أن "يوم الأرض يذكرنا بتضحيات أهلنا في 30آذار1976 بتلك الانتفاضة التي شمخ بها الجليل وازداد علواً وعطاء، يوم قدم من دماء أبنائه شهداء في سبيل التمسك بهذه الأرض في كفر كان في أم الفحم في الجليل، وقدم أمثولة تعبر عن وجدان وفكر وعقل كل أهل فلسطين، لجهة التمسك بهذا الوطن وبهذه الأرض، وبهذا التراب، أرض الجدود والآباء، تمسك عنيد لا حياد عنه، تمسك يعبر عن موقف سرمدي غير قابل للإنزواء في دوائر المراهنة في دوائر النخاسة و البيع والشراء، يعبر عن أن هذه الارض لأهلها لمن ولدوا فيها لمن كافحوا وناضالوا وجاهدوا من أجلها للحفاظ عليها، كي تبقى لأهل فلسطين وللأمة التي ينتمي إليها أهل فلسطين الأمة الإسلامية أعني تحديداً."
واعتبر أن "يوم الأرض" هو يوم للتضحية، يوم للعطاء وللتمسك بكل فلسطين من شمالها إلى جنوبها، من بحرها الى نهرها، هو يوم ضد التخاذل يوم ضد السقوط، لو نظرت إلى اصداراتي الشعرية من "صهيل الارجوان" إلى "وانشق القمر" إلى "المتنبي المتوجع" وصولاً إلى "الصعود إلى بلقيس" والعمل الذي أسعى إلى اصداره "شوق من لازورد"، تجد أن فلسطين الأرض والذاكرة والقضية والشعب والأمة التى تنتمي اليها فلسطين هي جوهر هذه الأعمال الشعرية، من ألفها الى يائها، و"يوم الارض" متربع لاشك في هذه الاصدرات، وفي مجمل القصائد حتى تلك القصائد النابضة بالأنا النابضة بالوجدان، النابضة بالذاتية تلحظ أن الأرض هي سيدة الموقف وأن فلسطين سيدة القصيدة."
وتابع :"إجمالاً أستطيع أن أقول بأن الشعر الفلسطيني لم يقصر حيال أرض فلسطين، ومجمل شعراء فلسطين أبلوا بلاء حسناً لقصائدهم الغنية بحب فلسطين".
وإذا كان التغني بيوم الأرض مرتبطاً بشكل أو بآخر بالقضية الفلسطينية، فإن القضية تتلخص في هذه الأرض كل الأرضٍ، وهي جوهر الأداء الشعري لمجمل شعراء فلسطين، من عبد الكريم الكرمي حتى آخر شاعر شاب في مخيم نهر البارد" .
وبحكم اطلاعي وتواصلي مع النتاجات الأدبية وقراءتي كشاعر وقارئ وأديب، فإن الأدب والشعر قدما الكثير لفلسطين، أرضاً وذاكرةً".