/الصراع/ عرض الخبر

استخبارات سرايا القدس مثالاً.. تسليح المقاومة يتجاوز المادي إلى الاستخباراتي

2015/11/14 الساعة 01:47 م
اختراق خمسة آلاف خلوي لضباط صهاينة يشاركون في الحرب على قطاع غزة.
اختراق خمسة آلاف خلوي لضباط صهاينة يشاركون في الحرب على قطاع غزة.

لم تعد قضية تسلّح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة محصورة، كما يبدو، في الأسلحة الدفاعية والهجومية، بل تعداها إلى العمل الاستخباراتي المتقدّم.

فقد تأكد من حيث المبدأ، امتلاك المقاومة لطائرة "شبح"، عجز الاحتلال الصهيوني عن التقاطها عبر الرادارات وطائرات التجسس التي تملأ سماء القطاع على مدار الساعة، بل إذا ما تركّز الانتباه فإننا نجد أن المقاومة قد خاضت "حربًا إلكترونية" مكّنتها من تحديد عدد من الأهداف.

ولا يغيب هنا عن الأذهان قدرة المقاومة الفلسطينية، خلال العدوان الأخير، على استهداف الحشود العسكرية الصهيونية، ولاسيما قوات الاحتياط، بعشرات الصواريخ، رغم أن هذه القوات كانت بعيدة بعض الشيء ولا تُرى مواقعها بالعين المجرّدة، بل يحتاج الأمر إلى آلية ما لمعرفة مكانها بالتحديد تمهيدًا لقصفها، وهو ما تم، في حين بقيت الطريقة طي الكتمان.

رصد وقصف بدقّة

المتتبع لبيانات المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، الذي بدأ في الرابع عشر من تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري واستمر ثمانية أيام؛ لا بد وأن يلحظ قصف المقاومة للحشود العسكرية المحيطة بقطاع غزة لمرات عديدة.

ويقتضي الأمر ملاحظة امتلاك المقاومة "دقة التصويب" خلال قصفها لأهداف عسكرية متحركة (لم تكن في أماكنها على الأرض قبل عدوان غزة، ولاسيما القوات البرية وجيش الاحتياط)، وأخرى ثابتة حساسة وإستراتيجية، بحسب تأكيدات الجيش الصهيوني الذي كان يعترف ببعض هذه الأماكن التي تسقط فيها الصواريخ، ولاسيما تلك التي يقع فيها قتلى وجرحى. لكن السؤال المهم هنا، كيف استطاعت المقاومة في غزة من تحديد هذه الأماكن بدقة وقصفها بالصواريخ؟

ولا بد من ملاحظات الدلالات المتباينة من تكرار استهداف مدينة "كريات ملاخي" (داخل الأراضي المحتلة عام 1948) بكثير من الصواريخ، ليتبيّن بحسب موقع الجيش الصهيوني الرسمي على شبكة الانترنت أن هذه المدينة تضم "مقر قيادة المشاة الرئيسية".

مواقع حساسة

لكن ما يلفت الانتباه على نحو خاص في بيانات سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين و"كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة "حماس" على وجه التحديد؛ أن المقاومة قصفت أهدافًا عسكرية إستراتيجية، بعد أن حددت إحداثياتها الجغرافية، ومن هذه المواقع: قاعدتي "حتسريم" و"بلماخيم" الجويتين، قاعة "تسيلم" البرية، قاعدة التنصت العسكرية التي يُطلق عليها اسم (قاعدة 8200)، موقع "الكاميرا" التجسسي، موقع "الاستخبارات"، موقع الإرسال في قاعدة "زيكيم"، موقع "الرادار" شرق خان يونس، إضافة إلى قصف مواقع المدفعية ومختلف الحشود العسكرية من جنود وآليات ثقيلة على مقربة من حدود القطاع.

رصد استخباراتي

ويؤكد خبراء عسكريون أن قدرة المقاومة الفلسطينية على تحديد أهدافها بدقة، خلال المعركة وإصابتها لأهدافها المحددة؛ يعطي مؤشرًا على قدرة المقاومة العسكرية والتقنية والاستخباراتية أو ما يعرف بالحرب الالكترونية، وهو ما أكده جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش الصهيوني الذي أقرّ تعليمات جديدة لجنود الاحتلال يمنعوا بموجبها نشر أية معلومات شخصية أو خاصة عن الجيش ومكان تواجد الجنود أو الوحدات أو نشر أسماء وحدات عسكرية كما منع الجنود من الرد على الهاتف، إذا كانت الأرقام الظاهرة على الشاشة غير معروفة له.

وجاءت هذه التعليمات في أعقاب اعتراف الجيش الصهيونيأن استخبارات سرايا القدس نجحت خلال العدوان الأخير على غزة في اختراق آلاف الهواتف الخليوي للجنود، بعد أن عمم جندي احتياط أرقام الهواتف عبر الشبكة العنكبوتية.

وكانت سرايا القدس قد بعثت لأكثر من خمسة آلاف رقم خليوي للجنود رسائل قصيرة تهددهم بالموت إذا ما دخلوا إلى غزة وبينها "سنحول غزة إلى مقبرة لكم و(تل أبيب) نار مشتعلة".

السرايا برعت في الحرب الالكترونية

وفي معركة السماء الزرقاء، أعلنت سرايا القدس، عن تمكنها من اختراق خمسة آلاف خلوي لضباط صهاينة يشاركون في الحرب على قطاع غزة.

وأفادت بأنها أرسلت لهؤلاء الضباط رسائل تحذيرية باللغة العبرية يوم السبت الماضي.

كما نشرت سرايا القدس عبر موقعها الالكتروني معلومات وصفتها أنها "هامة جداً" تضمنت ببيانات شخصية وأسماء وتواريخ ميلاد ومهمات لمئات الضباط والجنود الصهاينة.

كما شملت المعلومات، "عناوين وأرقام هواتف العمل والخاصة، وعناوين البريد الالكتروني، ومهن أساسية واحتياطية، ورتب، وأرقام بطاقات شخصية، وأعمار، وأماكن السكن، والشعبة والسرية والمجموعة والأرقام الشخصية" لهؤلاء الضباط والجنود.

كما تمكنت المقاومة من اختراق بث قنوات بالتليفزيون الصهيوني مساء الثلاثاء الماضي وأذاعت تهديدات للصهاينة.

ونقل مراسل الأناضول في القدس، عن مشاهدين صهاينة قولهم إن بث القناة الثانية والعاشرة تم التشويش عليه من قبل المقاومة، وقامت ببث فيلم فيديو خاطب "جنود المشاة الصهيونيين" باللغة العربية والعبرية.

المصدر: الاعلام الحربي

رابط مختصرhttps://alqudsnews.net/p/82347

اقرأ أيضا