يعيش الفلسطينيون في الضفة المحتلة، مواجهات يومية مع قوات العدو "الإسرائيلي"، الذي يواصل ممارساته العنصرية والظلم بحقهم، من هدم منازل واحراق مزروعات، واستباحة وتدنيس المقدسات الدينية ودور العبادة، واعتقال الشبان والنساء والأطفال، فضلاً عن تصعيد إجراءات التنكيل بالأسرى بذرائع أمنية غير مبررة.
فقد جدّدت عصابات المستوطنين اليوم الثلاثاء، اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، بمجموعات صغيرة ومتتالية، من باب المغاربة، ترافقها وتحرسها قوة معززة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة العدو.
وتصدى المصلون والمرابطات لغزوات المستوطنين المشبوهة والاستفزازية في الأقصى بهتافات التكبير الاحتجاجية.
وقد اعتدت شرطة العدو على الأطفال والنساء والمسنين الذين تصدوا لهؤلاء المستوطنين.
كما تصدى أهالي قرية قريوت، جنوب نابلس، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية ، لهجوم مستوطنين حاولوا إحراق منتزه بالقرية، والاعتداء على منازل المواطنين.
وقال مسؤول لجنة مقاومة الاستيطان بالقرية بشار صادق: "إن يقظة الأهالي ولجان الحراسة أحبطت محاولة مجموعة من المستوطنين قدمت من مستوطنة "عيليه" المقامة على أراضي القرية والقرى المجاورة، إحراق منتزه القرية، وكذلك الاعتداء على بعض المنازل.
وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز في بلدة جبع جنوب جنين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي داهمت فجر اليوم الثلاثاء، ثلاثة منازل وعبثت بمحتوياتها.
وذكرت بلدية جبع أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت ثلاثة منازل تعود لكل من: طالب شلاش حمامرة، وأحمد حسين خليلية، وفرحات خالد فاخوري، وفتشتها وعبثت بمحتوياته واستجوبت سكانها.
وأضافت أن قوات العدو داهمت عدة أحياء في البلدة وسط إطلاق القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، واندلعت على إثر ذلك مواجهات أصيب خلالها العديد من المواطنين بحالات اختناق بالغاز.
وفي السياق، اعتقلت قوّات العدو "الإسرائيلي" ثلاثة مواطنين في مداهمات نفذتها بأنحاء متفرقة من الضّفة المحتلة.
وقالت القناة السابعة العبرية: إنّ المعتقلين مطلوبون لأجهزة الاحتلال الأمنية، مشيرة إلى تحويلهم للتحقيق لدى الجهات الأمنية المختصة.
كما اعتقلت قوات العدو الليلة الماضية، فتاة على حاجز عسكري بالخليل، واعتدت على شاب وطفل بموقعي تماس وسط المدينة.
وفي سياق متصل، أصيب الشاب مأمون حسين النتشة (21 عاما) برضوض بعد تعرضه لاعتداء جنود الاحتلال في شارع الشلالة، كما أصيب الطفل علاء سمير شبانة (15 عاما) في اعتداء مماثل لجنود الاحتلال في حيّ تل الرميدة بمدينة الخليل، ونقل الاثنان إلى مستشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاجات الطبية.
وخلال ساعات الفجر، داهمت قوّات العدو بلدتي السّموع وديرسامت، وأجرت عمليات تفتيش وعبث في عدد من منازل المواطنين قبل الانسحاب باتجاه المعسكرات المجاورة.
وفي سياق ملف الأسرى، أفادت "هيئة شؤون الأسرى والمحررين"، أن الأسرى في سجني "ريمون" و"نفحة" يواصلون برنامجهم في العصيان والتمرد على قوانين إدارة سجون العدو، ويهددون في حالة التفتيش والاقتحامات بحرق الغرف والفرشات.
وقالت الهيئة في بيان صحفي، اليوم: إن برنامج العصيان المتدرج يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، حيث من المتوقع أن يبدأ الأسرى في إضراب مفتوح عن الطعام، موضحة أن 560 أسيراً يخوضون هذه الخطوة، ومن المتوقع أن تتسع لتشمل سجوناً أخرى.
وأضافت، أن برنامج العصيان يشمل: إغلاق الأقسام، وعدم الوقوف على العدد اليومي، وعدم الرد والتعاطي مع ضباط السجون، وعدم توزيع الاكل، وإرجاع وجبات الطعام بشكل متقطع، ومقاطعة العيادات، وعدم المثول لما يسمى الفحص الأمني، وعدم الرد على الأسماء عند المناداة من قبل ضباط السجون.
وأوضحت، أن أهم مطالب الأسرى هي: وقف التفتيش والاقتحامات على يد قوات قمعية لغرفهم وأقسامهم، ووقف التنقلات التعسفية والحرمان من الزيارات، ورفع العقوبات التي فرضت عليهم، محذرين من أي اقتحام همجي يتعرضون له.
وأشارت الهيئة، إلى أن العصيان شمل الأقسام 10 و11 و13 في سجن "نفحة"، والقسمين 4 و7 في سجن "ريمون".