لم تستطع المستجدات الأمنية الأخيرة في المنطقة والعالم، سرقة الأضواء من الواقع اليمني، الذي يتجه نحو الكارثة الإنسانية بسبب ارتفاع نسبة الفقر، وانتشار الأمراض والأوبئة.
وقد كشفت التقارير عن فداحة وخطورة هذا الوضع في اليمن، حيث سقط المئات من الضحايا والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، نتيجة غارات التحالف بقيادة السعودية، وغياب الرعاية الطبية نتيجة قصف المستشفيات والمراكز الصحية، وقد ناشدت الأمم المتحدة إلى ضرورة وقف اطلاق النار فوراً، وتوفير هدنة طويلة، تسمح بإدخال المساعدات الضرورية لليمنيين.
وتسعى الأمم المتحدة عبر مبعوثها اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية عل اختلاف تجاهاتها، وسيلتقي خلال الساعات المقبلة مع مسؤولين سعوديين ويمنيين في الرياض، وسينتقل بعدها إلى مسقط لاستكمال مهمته.
وقال نائب مدير "مستشفى الثورة" عبد اللطيف أبوطالب: "اذا استمر هذا الوضع لمدة شهر آخر كما هو، نحن ذاهبون إلى كارثة انسانية، ونحن نحاول الحصول على الحقن والإبر من مناطق مختلفة حتى نتمكن من توفير الخدمات الطبية". وأضاف: "الوصول لتوفير هذه الخدمات يتطلب تجهيزات وأدوات نأى بها الحصار بعيداً عن منال اليمنيين".
وأكد نائب رئيس "وحدة الرعاية المركزة" علال مفتي، أن "الحصار الخانق أشد فتكاً للمرضى من الضربات الجوية، والحصار يؤثر سلباً على كل جانب من جوانب الخدمات للمستشفى، وعلى سبيل المثال آلات التعقيم، هي عملياً خارج الخدمة بسبب الحصار".
وفي إحصائيات الدمار، فإن أكثر من مليون يمني فروا من ديارهم وأكثر من نصف السكان لا يحصلون على الغذاء.
ميدانياً، استشهد 7 مواطنين وأصيب 20 آخرين، اليوم، جراء استمرار طائرات التحالف السعودي باستهداف عدة مناطق في عدد من محافظات اليمن، كما غارت الطائرات على القصر الجمهوري، ومعسكراً للحرس الجمهوري في صنعاء.
وقال مصدر أمني: "إن الغارات التي شنها الطيران السعودي على مسجد الجرد وحصن الشرف الأثري بمدينة المحابشة أثناء صلاة الجمعة أمس، أدت إلى استشهاد 4 من المصلين بالجامع بينهم إمام المسجد وإصابة 20 اخرين من المصلين، وتدمير المسجد والحصن الأثري وعدد من المنشآت العامة والخاصة."
وأشار المصدر، إلى أن "ثلاث غارات جوية للطيران السعودي استهدفت مبنى القيادة، والمعهد العلمي والمستشفى الريفي بالحديدة ما أدى إلى استشهاد ثلاثة مواطنين".
ولفت المصدر إلى أن "السعودية شنت سلسلة من الغارات الجوية على معسكر ماس بمنطقة الجدعان ووادي الجفينة جنوب غربي مدينة مارب، ما أدى إلى تضرر عدد من منازل المواطنين".
وأوضح المصدر أن "الطيران السعودي جدد غاراته اليوم على محافظة تعز، حيث استهدف نادي الصقر الرياضي، وقيادة اللواء 35 مدرع بالمطار القديم"، مؤكداً أن "الغارات تسببت في حدوث أضرار كبيرة بمنازل المواطنين".