قائمة الموقع

تقرير الأخوان المجذوب: رفيقا دربٍ وشهادة

2015-05-26T10:14:23+03:00
الشهيدان المجذوب
وكالة القدس للأنباء – خاص

تربى الشهيدان محمود محمد المجذوب (أبو حمزة) وشقيقه نضال في عائلة لبنانية مجاهدة، وكبرا معاً في بيت متواضع، حيث عانيا ظروفاً حياتية صعبة، نتيجة العدوان الصهيوني المستمر على الجنوب اللبناني، وصل ذروته أيام الاحتلال للجنوب اللبناني وسنواته العجاف. 

كانت فلسطين الحاضر الدائم في بيت والد ووالدة الشهيدين، الحاج محمد المجذوب، والحاجة خالدية الأتب. على حب فلسطين نشآ، وفي كنف عشق الجهاد عاشا، وغايتهما أن يكونا مجاهدين على درب الشهادة في فلسطين.

عندما أصبح «أبو حمزة» مسؤولاً قيادياً في "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" بقي بيت محمد المجذوب بيتاً بسيطاً وعادياً جداً، ولا يزال كذلك حتى هذه اللحظة.

اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني الشهيد أبو حمزة، وسجنته في معتقل أنصار، وكان عمره آنذاك 17 عاماً. وسرعان ما وضعت قوات العدو الشهيد القائد في زنزانة منفردة لأنه كان يحرّض المعتقلين ضد العدو وضد إدارة المعتقل.  وبسبب نشاطه وجرأته، لم تجد قوات العدو بدّاً من نقله الى سجن عتليت داخل فلسطين المحتلة، حيث بقي الى أن أُخرج بعملية تبادل للأسرى.  

صقلت تجربة الاعتقال الشخصية الجهادية للشهيد أبو حمزة رحمه الله تعالى، فخرج منه وقد امتلأ قلبه عزيمة وشوقاً الى جهاد أعداء الله، بعد ما رأى من ظلمهم وطغيانهم، وصار همه الوحيد هو الجهاد في سبيل الله ونيل الشهادة.

قام الشهيد أبو حمزة بتنفيذ العديد من العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال الصهيوني في منطقة صيدا أثناء الاحتلال الصهيوني. وانخرط في صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين منذ بدايتها، وتولى مناصب عدة، إلى أن أصبح المسؤول العسكري للحركة في لبنان.

تعرّض الشهيد أبو حمزة لأربع محاولات اغتيال، تم كشف اثنتين منها. وفي إحداها انفجرت به قنبلة بعد ثوان من قفزه من السيارة التي كان يستقلها، إثر اكتشافه لها. أما عملية الاغتيال الرابعة، فهي التي أدت إلى استشهاده ومعه أخوه ومرافقه نضال.

 

نضال المجذوب (أبو هادي) لم يكن الشهيد مجرد مرافق للشهيد القائد أبي حمزة، بل كان أخاه من أبيه وأمّه، ورفيق دربه وجهاده أيضاً.

انضم الشهيد نضال إلى صفوف المقاومة الفلسطينية قبل انتمائه إلى "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين"، حيث عمل في صفوف "فتح"، وقد خبر الجهاد والمقاومة ضد العدو في الجنوب اللبناني.  وبعد انتمائه إلى "الجهاد الإسلامي"، عمل الشهيد نضال جنباً الى جنب مع أخيه.

يشهد أصدقاء نضال أنه كان شابّاً معطاء، يتمتع بذاكرة قوية جداً، وكان مخلصاً في أداء عمله، وفياً لأصدقائه، صديقاً لجميع من عاشرهم. وكان دائم التضرّع الى الله سبحانه أن ينال الشهادة، كما يؤكد أهله وأصدقاؤه.

 

 

اخبار ذات صلة