يبدو ان الكلمات التي أطلقها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، من خلال وفد نقابة الصحافة اللبنانية، كانت كافية لتبريد "الأجواء" المحيطة بالملف الفلسطيني، عامة و"عين الحلوة" بخاصة، والتي انعكست في التغطية الصحفية لهذا اليوم... حيث غابت العناوين "الساخنة" والشائعات و"السيناريوهات" التي استحوذ مخيم "عين الحلوة" على معظمها، في الآونة الأخيرة، وبخاصة بعد مسلسل الإغتيالات التي طالت عددا من أعضاء "سرايا المقاومة".
فقد أكد اللواء إبراهيم أمام وفد نقابة الصحافة "اننا لا نريد تفجير المخيم لا من الداخل ولا عبر تأثيرات خارجية"، و"ان الحفاظ على هذه المخيمات هو واجب وطني لبناني إنطلاقا من حرصنا على مركزية القضية الفلسطينية".
إن هذا الكلام الواضح والصريح والمعبر، كان رسالة واضحة للجم الأبواق والأقلام الصفراء التي كانت تنفخ في نار التحريض والفتنة والاقتتال الذي يصب في مصلحة أعداء لبنان والقضية الفلسطينية، ويلحق الضرر باللبنانيين والفلسطينيين معاً، وبحق عودة اللاجئين بشكل مباشر.
ان تراجع الحديث عن ملف "عين الحلوة" الأمني في الصحافة والمواقع الالكترونية، لا يعني باي حال من الاحوال، إنتفاء وجود المشاكل، وإنما يسهم في وضعها بسياقها الطبيعي من ضمن المجريات والتطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة.
هذا واكتفت بعض الصحف الصادرة صباح هذا اليوم بمتابعة أجواء وتفاعلات "لقاء المصالحة" الذي رعاه دولة رئيس مجلس النواب اللبناني الاستاذ نبيه بري، وجمع الوفد "الفتحاوي" برئاسة عضو اللجنة المركزية، عزام الأحمد، والوفد "الحمساوي" برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي، موسى ابو مرزوق.
وتساءل موقع "فلسطين أون لاين" هل ينجح بري في ملفات المصالحة، حيث فشل الآخرون؟! هذا السؤال يفرض نفسه على المهتمين بالقضية الفلسطينية بعد اجتماع (نبيه بري) بوفدي "حماس" و"فتح" في لبنان.
وهل يملك بري أوراق ضغط كافية لإجبار (محمود) عباس على الوفاء بما وقعت عليه "فتح" في القاهرة وفي غزة، حيث لا تطلب "حماس" من عباس غير التنفيذ الأمين لما تم التوقيع عليه، بعد أن تنازلت عن مفهوم (الرزمة والتوازي) المنصوص عليهما في اتفاق القاهرة؟..
في هذا السياق أشارت صحيفة "اللواء" إلى الإجتماع الذي عقده الطرفان في سفارة "فلسطين" بلبنان، استكمالاً لمبادرة الرئيس نبيه بري، بين وفدَيْ حركتَيْ «فتح» و«حماس»، ضم اضافة الى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى ابو مرزوق، سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور، امين سر حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي ابو العردات، ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة وعضوي القيادة السياسية للحركة، احمد عبدالهادي وجهاد طه، وقائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي أبو عرب.
ونقلت "اللواء" عن مصادر المجتمعين انه قد تمَّت مناقشة الأفكار والاقتراحات التي طرحها الرئيس بري في الاجتماع المشترك الذي عُقِدَ برعايته يوم الخميس الماضي!..
وكانت "حماس" قد امتدحت مبادرة الرئيس نبيه بري على لسان ممثلها في لبنان علي بركة الذي "تمنى نجاحها "لأن في نجاحها راحة لجميع الأطراف وتحقيقاً لاستقرار مطلوب للساحة اللبنانية، وهو أمر يتحقق بشكل أفضل بالتوافق بين "فتح" و"حماس" داخل لبنان وخارج لبنان أيضا. وإن أي توتر بين "حماس" و"فتح" في ملفات المصالحة له انعكاساته السلبية على مخيمات لبنان، والساحة اللبنانية، التي تعاني في هذه الأيام من تداعيات الصراع في سوريا والعراق".
وفي سياق متابعة الوضع الأمني في مخيم "عين الحلوة" نقلت "وكالة الأنباء اللبنانية" عن قائد "القوة المشتركة" اللواء منير المقدح قوله ان "وجود المتشددين في مخيم "عين الحلوة" ليس قائمًا كتنظيمات أو مجموعات منظمة، وقد تجد أشخاصًا يحملون تفكير المتشددين، لكنهم ليسوا منظمين وغير مؤثرين".
ولفت إلى أن هناك فصائل إسلامية "تعمل كصمام أمان وتتحمل مسؤولياتها، ونحن لا تسمح لأي شخص أو مجموعة بإدخال المخيمات في أي متاهة، لأن وجهتنا فلسطين وليس الداخل اللبناني أو السوري أو العراقي أو غيره".
ورأى أنه "لن تحصل أي مواجهة بين مخيم "عين الحلوة" والجيش اللبناني، لأن الجيش خط أحمر وكذلك أمن الجوار"، موضحا ان "هناك قوة في المخيم أعلنت رفع الغطاء عن أي شخص يعبث بأمن المخيم والجوار مهما كانت هويته أو حجمه، وعليه من غير المسموح لأي شخص أو مجموعة أن تجر المخيم إلى ما لا تحمد عقباه".
وشدد على اننا "حريصون على أمن أهلنا، وهذا اتفاق قائم بين كل القوى السياسية"، مشيرًا إلى أن "موقفنا السياسي واضح، بأننا لن نتدخل في الشأن اللبناني وسيبقى الفلسطيني عاملاً إيجابيًا وصمام أمان، وهذه تعليمات الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية، أن نبقى عاملاً إيجابيًا في هذا البلد الشقيق، وأن نحافظ على أمن مخيماتنا والجوار".