ركزت الصحف اللبنانية والمواقع الإلكترونية في متابعتها وتغطيتها للأخبار الفلسطينية هذا اليوم على مسالتي: الأمن في مخيم "عين الحلوة"، ولقاءات المشرف على الساحة اللبنانية في حركة "فتح" عزام الأحمد القادم من رام الله، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى أبو مرزوق الآتي من القاهرة.
فقد تابعت "الأخبار" اللبنانية في تقرير من إعداد أمال خليل جريمة اغتيال "مجاهد بلعوس" في مخيم "عين الحلوة"، مساء الأحد الفائت، وأشارت نقلاً عن مصادر مواكبة للتحقيق في الجريمة إلى أن "المعلومات الأولية تشير إلى تورط كل من الفلسطينيين "ساري ح." و"عمر ن." من جماعة بلال بدر في اغتيال بلعوس".
وأكدت الصحيفة على "تعهّد قائد القوة الأمنية في المخيم اللواء منير المقدح بتنفيذ خطة أمنية لمواجهة بقايا "جند الشام" و"فتح الإسلام" في "غضون ثلاثة أشهر!"..
كما سجلت خليل المواقف التي أطلقها إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود، (الذي ورد إسمه في لائحة المستهدفين للإغتيال إلى جانب النائبة بهية الحريري ونجلها أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري).
فقد تساءل الشيخ حمود في خطبته أثناء تأبين الشهيد بلعوس: "إلى متى سيقتلوننا واحداً تلو الآخر؟ أين المجموعات العسكرية في المخيم التي تتلقى الرواتب؟ أين القادة والضباط الذين يملأون قاعات الاجتماعات؟ كل جريمة رأسمالها ربع ساعة من بيانات الاستنكار والوعود باعتقال الفاعلين ثم تقلب الصفحة". حمود عرض محطات من سلوك الجماعات التكفيرية في عين الحلوة وخارجه. "التكفيريون يشبهون الخوارج في الإسلام ويخدمون المشروع الصهيوني لضرب المقاومة في عهدنا". ورأى أنه لم يعد من المسموح من قبل القوى الفلسطينية "القعدة على جنب. وإذا كانوا عاجزين عن مواجهة المؤامرة ضد المقاومة، فليخبرونا لكي نرى إن كان للجيش خطة ثانية". في مقاربته العامة للموقفين الصيداوي والفلسطيني تجاه اغتيال بلعوس، لم يجد حمود موقفاً حقيقياً، معتبراً أن "هناك خللاً في فهم الموضوع والموقف ومواجهة المؤامرة"، ما ينذر بـ"تسهيل نقل الاستهداف إلى صيدا".
وكتب عمار نعمة في "السفير" مقالة بعنوان:مراجعة لـ«حماس»: مواجهة «داعش».. وانفتاح على السعودية !.. ضمنها عرضا للخيارات التي اتخذتها "الحركة" في مواجهة التطورات السياسية والأمنية التي دهمت الكثير من الدول العربية، وخاصة ما استجد من أحداث في اآونة الأخيرة وكان مسرحها مخيم اليرموكن القثريب من العاصمة السورية... كما ضمن المقالة عرضاً لمجريات اللقاءات التي عقدها الموفدان الفلسطينيان الأحمد وأبو مرزوق مع دولة رئيس مجلس النواب اللبنانية الأستاذ نبيه بري في مقر إقامته في عين التينة.
في الشأن الأول، أشار نعمة إلى أن نقاشاً "تم داخل أروقة الحركة أدى بها الى اتخاذ سلسلة من الخيارات، لا تمسّ بالطبع جوهر وجودها، أي الصراع مع "إسرائيل" والتحالف مع الدول والتنظيمات "في سبيل تحرير فلسطين".
ورأى الكاتب، أن "أهم ما أدى اليه هذا النقاش تمثل في القرار الذي اتخذته قيادة "حماس" بمواجهة المشروع السلفي التكفيري، و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).
وأضاف نعمة، لم تعلن "حماس" موقفاً حاسماً من تلك الظاهرة لدى نشوئها. وبرغم انها اعتبرتها "ظاهرة مشبوهة"، الا انها لم تعلن العداء لها ولم تدخل في مواجهة مع خلاياها، حيث تتواجد "حماس".
الجديد في الامر، تمثل في قرار المواجهة مع «داعش»، والذي بدأ، للمفارقة، في سوريا، حيث تُتهم "حماس" بالمؤامرة على النظام في دمشق، وصولا الى معقل الحركة في غزة، حيث بدأت تتسم المواجهة بالتصعيد، وتنذر بصدامات في الفترة المقبلة.
ونقلت "السفير" أجواء اللقاءات التي عقدها دولة الرئيس نبيه بري مع الموفدين الفلسطينيين عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق، قالت: وكانت مناسبة لمتابعة سبل تحقيق المصالحة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وعقد اللقاء المشترك بعد اجتماعين منفصلين عقدهما بري مع كل وفد من الحركتين على حدة. وضم وفد «فتح»: عضو اللجنة المركزية والمشرف على الساحة في لبنان عزام الاحمد والسفير اشرف دبور وامين سر «فتح» و«منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان فتحي ابو العردات. وترأس وفد «حماس» نائب رئيس المكتب السياسي موسى ابو مرزوق، وضم ممثل الحركة في لبنان علي بركة ومسؤولين آخرين. وحضر عضو المكتب السياسي في حركة «أمل» محمد جباوي.
وقال ابو مرزوق ان اللقاء المشترك ركز على الوضع الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، وقدم بري «اقتراحات بناءة من الواقع اللبناني، كانت لها علاقة بالمصالحة الفلسطينية والحكومة الفلسطينية وان نطبق كل ما توافقنا عليه».
أما عزام، فقال ان اقتراحات بري «لقيت كل ترحيب من جانبنا، وهي تتعلق بإزالة العقبات من امام حكومة التوافق الوطني التي شكلت في فلسطين». واعلن انه اتفق مع ابو مرزوق على اللقاء ثنائيا «للانطلاق نحو ازالة الانقسام وكل العقبات، وتمكين حكومة التوفق الوطني من العمل بمساعدة كل الفصائل».