استحوذت التحركات الشعبية التي قامت بها "المبادرة الشعبية الفلسطينية" ولجان القواطع واﻷحياء من خلال المسيرة الشعبية التي طافت أرجاء مخيم عين الحلوة من الشارع الفوقاني وصولاً إلى حي الطوارئ، تعبيراً عن رفضها للاغتيالات وزرع بذور الفتنة بين المخيّم والجوار، استحوذت على اهتمام وسائل الاعلام اللبنانية.
وكتب ماهر الخطيب في موقع "النشرة" تحتب عنوان: "عين الحلوة تحت المجهر من جديد: خلايا الأسير وسيناريو اليرموك"، عاد ملف مخيم عين الحلوة، في الأيام الأخيرة، إلى الواجهة من جديد، مرتبطاً بالتطورات التي تشهدها المنطقة على أكثر من صعيد، والتي ينتج عنها توتر الأوضاع في أكثر من ساحة، بعضها متوقع مسبقاً وبعضها الآخر يأتي بصورة مفاجئة، إلا أن الأكيد أن هناك غيمة سوداء في سماء المخيم الفلسطيني يجب معالجتها بشكل سريع قبل أن تمطر.
ويضيف: "النشرة" في الفترة السابقة، نجح المخيم في تجاوز أكثر من قطوع، قد يكون أخطرها ذلك المتعلق بوصول الإرهابي الفار من وجه العدالة شادي المولوي إليه، ومن ثم إستدراج اللبناني مروان عيسى،المقرب من "حزب الله" و"سرايا المقاومة"، من قبل الجماعات المتطرفة، ومن ثم الإقدام على قتله بدم بارد، لكن الأمر نفسه تكرر عبر زرع قنبلة يدوية أمام منزل أحد عناصر "سرايا المقاومة" طاهر. م، في منطقة تعمير عين الحلوة، قبل أن يتم إستدعاء الخبير العسكري لنزعها.
ونقل "النشرة" عن مصادر لم يسمها "على أن هذه الأعمال تصب في خدمة الأجندة الإسرائيلية، الراغبة بالقضاء على حق العودة، من خلال إستهداف مخيمات الشتات الأساسية، التي تمثل رمزاً كبيراً في الذاكرة الفلسطينية، إلا أنها تستغرب صمت القيادة الفلسطينية، أو عجزها حتى الآن، في معالجة هذه الكارثة".
وختم: "من هنا، تعود المصادر الفلسطينية إلى التأكيد بأن المخاطر التي يتم الحديث عنها اليوم جدية أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً أن أوضاع المنطقة كلها تبدو مرتبكة ومهددة بالإنفجار في أي لحظة، وبالتالي يجب أن يكون هناك تحرك سريع، من قبل القيادات الفلسطينية والإسلامية، وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية لكي تأتي ثمارها، خصوصاً أن إنفجار الأوضاع في عين الحلوة لا أحد يستطيع أن يتصور كيف سينتهي".
ونشرت وسائل الاعلام اللبنانية المختلفة، خبر العثور على قنبلة مُعدة للتفجير، في منزل العنصر في سرايا المقاومة طاهر المصري، في محلة تعمير المخيم، والتي تبين أنها كانت معدة للتفجير، وقد عمل خبير عسكري على تفكيكها.
ترافق ذلك، مع قيام الجيش اللبناني "الجمهورية"، بتنفيذ حملة مداهمات كبيرة في منطقة الشرحبيل شمال شرق مدينة صيدا، بحثاً عن مطلوبين تابعين للشيخ المتواري احمد الاسير.
وأفادت "النهار"، ان الحملة تشمل نحو 40 شخصا توارت غالبيتهم إثر دهم محلة شرحبيل بن حسنة شمال شرق صيدا ومصادرة اسلحة وذخائر حربية.
وعن التحركات الشعبية في عين الحلوة، كتبت صحيفة "السفير" حظيت المسيرة بمشاركة واسعة من اهل المخيم وأهل حي الطوارئ ولجنة التعمير. ورفعت خلالها لافتات أكدت أن "مخيم الطوارئ جزء لا يتجزأ من النسيج الفلسطيني"، و "نبذ العنف ورفض الاغتيالات، وحسن الجوار والتعايش"، و "رفضا للاقتتال الفلسطيني - اللبناني والفلسطيني ـ الفلسطيني"، و "لا للاغتيالات"، و "القوة الامنية المشتركة هي الضامن للامن والاستقرار"...
وتحدّث جهاد موعد باسم المبادرة الشعبية، فلفت الانتباه إلى أنّ "الهدف من هذا التحرك المحافظة على امن واستقرار المخيم والجوار، وسنبقى عامل أمن واستقرار لإخوتنا اللبنانيين"، مؤكّداً أنّ "أمن المخيّم فوق الجميع والدم الفلسطيني اللبناني خط أحمر، تماماً كما الدم الفلسطيني الفلسطيني خط أحمر، ولم نقبل بزرع الفتنة بيننا وبين الجوار".
وشدّد على أنّ "أهلنا في حيّ مخيم الطوارئ هم جزء من عين الحلوة وجزء من النسيج الفلسطيني"، مشيراً إلى أنّ "هذا التحرك هدفه إرساء الأمن ورسالة تعبّر عن رفض كلّ ما يحصل في المخيم من اغتيالات وأعمال أمنيّة".
بدوره، قال عبد العزيز الشولي من "الحراك الشبابي": "كما وقفنا في السابق في مخيم عين الحلوة وفي جميع انحاء المخيم ضد الاغتيالات السابقة، نقف اليوم أيضاً لنؤكّد أننا مع حسن الجوار خصوصا مع أهل التعمير وهم نسيج واحد من الشعب الفلسطيني".
واختتمت المسيرة بكلمة عبد المقدح ابو بسام الذي أكّد "التمسك بحق العودة وحسن الجوار والتعاون مع القوة اﻷمنية المشتركة".