يزداد الوضع سوءاً في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق، نتيجة استمرار الاشتباكات المسلحة من جهة، ونقص المواد الغذائية والطبية وانتشار الأوبئة من جهة أخرى. وتفيد المعلومات من داخل المخيم، أن أعداد النازحين تتزايد، فيما أخفقت الهيئات والمنظمات الإنسانية والدولية في إيصال المساعدات إلى النازحين.
وأعربت الدول الأوروبية عن قلقها الشديد من الظروف القاسية والمعاناة اليومية للنازحين، داعية إلى ضرورة وقف القتال وانسحاب المسلحين.
في السياق، أوضح أمين سر تحالف فصائل القوى الفلسطينية، خالد عبد المجيد، أن الفصائل الفلسطينية في المخيم استطاعت أن تثبت مواقعها والوصول إلى مركزه، ولاسيما بعد مساندة أبناء المخيم لها.
وبيّن عبد المجيد، أن عناصر تنظيم «داعش» موجودون في الجزء الجنوبي من المخيم، حيث جامع «الوسيم» ومستشفى «فلسطين»، مضيفا أن المنطقة تشهد اشتباكات متقطعة وعمليات قنص.
وأشار إلى وجود 12 ألف مواطن داخل المخيم، في حين نزح نحو 6 آلاف مواطن إلى منطقة يلدا المجاورة، حيث يتلقون الرعاية والمساعدات من منظمة الهلال الأحمر السورية، والمؤسسة العامة للاجئين، وكذلك «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا».
مصادر مطلعة تحدثت، هي الأخرى، عن تراجع المعالجات السياسية لهذا الملف، ذاهبة إلى ربط ما يجري في المخيم بالوضع الإقليمي.
في غضون ذلك، ذكر إعلان صادر عن مجلس الأمن «ضرورة دعم الجهود لنجدة المدنيين في اليرموك خصوصا من خلال الاستجابة لنداء جمع 30 مليون دولار» الذي أطلقته «الأونروا».
وأشار رئيس «الأونروا»، بيار كراهينبوهل، إلى أن الاستجابة ضعيفة جداً للنداء، إذ لم تساهم حتى الآن فيه إلاّ الجامعة العربية. كما أقر أن وصول «الأونروا» إلى المخيم «محدود جدا»، لكنها تعمل على تأمين المؤن للفارين من المخيم المستقرين في الأحياء المجاورة، وفق إفادته.
وفاقم اقتحام «داعش» للمخيم من الصعوبات التي يعاني منها سكانه منذ أكثر من 18 شهرا، علما بأن عدد سكان المخيم انخفض من 160 ألف لاجئ قبل بدء النزاع إلى 18 ألفاً، كما فر نحو 2500 لاجئ إلى الأحياء المجاورة.