يبدو أن الأمور في اليمن تتجه إلى المزيد من التعقيدات، قبل الجنوح إلى المفاوضات السياسية عبر طاولة حوار لم يتحدد مكانها ولا زمانها، ولكن كل الامور تشير إليها، رغم البعد عنها في الوقت الحالي.
فقد رفضت "الحكومة اليمنية" على لسان المتحدث باسمها راجح بادي خطة السلام الإيرانية، معتبرة أن هدفها «المناورة السياسية فقط» بعد ان قدمت طهران رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تتضمن خطة سلام حول اليمن من 4 نقاط يوم الجمعة الماضي.
وقال مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي إن إيران لم ولن تمثل أي تهديدٍ لدول المنطقة، لكنها سترد بقوة على أي هجوم يستهدفها.
وأضاف خامنئي خلال استقباله عدداً من القادة والمسؤولين العسكريين لمناسبة يوم الجيش "إن تصريحات الطرف المقابل عن الخيار العسكري حمقاء، ولن تقبلها طهران بأي شكل".، وقال "يجب أن نضع التهديدات في الحسبان وأن نكون دائماً مستعدين حتى وإن لم يعلنوا عنها صراحة".
وأكد أن الطرف الآخر رفع خرافة السلاح النووي ليقول إن إيران تمثل تهديداً أمنياً، "لكن الحقيقة هي أن الأميركيين هم مصدر التهديد عبر تدخلاتهم"، مشيراً إلى أن "الأميركيين يقفون إلى جانب المعتدين والظالمين في اليمن".
وفي السياق، أعرب مسؤولون عسكريون أمريكيون عن قلقهم من أن دعم إيران للحوثيين في اليمن قد يؤدي إلى مواجهة مع المملكة العربية السعودية، خاصة مع اقتراب تسع سفن إيرانية محملة بالأسلحة نحو اليمن، وقالوا إن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مواجهة مع الولايات المتحدة او أعضاء التحالف الذي تقوده السعودية والذي بدوره يفرض حصارا بحريا على اليمن ويشن للأسبوع الرابع على التوالي غارات جوية ضد الحوثيين.
وأشار المسؤولون إلى أن غير العادي في الانتشار الإيراني الجديد هو عدم محاولة طهران إخفاء ما يحدث، وبدلا من ذلك، يبدو أنها تحاول إبلاغ الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الخليج رسالة تحذيرية او أكثر من ذلك.
وتزامنا مع استمرار عملية "عصفة الحزم"، ألقت قيادة العملية عددا من المنشورات فوق اليمن دعت فيها المواطنين إلى التعاون لصد ما وصفته بالمد الفارسي عن بلدهم وجاء في البعض منها مطالبة المواطن اليمني بأن يكون عوناً لقوات التحالف التي تعمل من أجل استقرار اليمن ولإعادة الأمور إلى نصابها.
وكان المتحدث باسم «عاصفة الحزم» احمد عسيري صرح بانه تم تدمير نحو 80% من مخازن أسلحة الحوثيين وأعوانهم.
في المقابل ، صرح قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان أن بلاده لا ترغب في النزاع مع السعودية، مشيرا الى إن السعودية تخوض حرب استنزاف، قد تعرضها لضربات قاضية. وشدد إلى أن الضربات الجوية السعودية لن تؤثر كثيراً على الى من معتبرا ان ما يقرر مصير الحرب هو الحرب البرية فبحسب قوله «الأرض هي التي تعين المنتصر»، اضاف: الجيش السعودي يفتقر الى التجارب الحربية ولذلك فهو جيش هش، وان واجه حرب استنزاف يجب ان يتحمل ضربات قاصمة، لذلك على الرياض ان تترك خيار الحرب وتلجأ الى الخيار السياسي والمفاوضات.
من جهته، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني ضرورة البحث عن حلول سلمية وسياسية للأزمة اليمنية، مشدداً على أن مشاكل المنطقة لا تخص بلداً وحده بل تشمل كل دول المنطقة.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأفغاني محمد أشرف غني في طهران قال روحاني إنهما قررا التعاون بين بلديهما في مكافحة الإرهاب والعنف والتطرف في المنطقة إضافة إلى مسألة المخدرات، هذا ووقع الرئيسان اتفاقياتٍ عدة.
وأبدى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، استعداده للتعامل بإيجابية مع القرارات الدولية لـ «وقف العدوان وقطع الطريق على أعداء اليمن» نافيا في حوار مع صحيفة «اليمن اليوم»، أي تدخل في شؤون الجيش والأمن بعد تسليمه السلطة سلميا عام 2011، كما نفى وجود أي تحالفات أو تنسيق ميداني مع الحوثيين.
وأكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين في اتصال مع "العربية" أن كافة المبادرات التي قدمت سواء من إيران أو من قبل صالح وأعوانه من الميليشيات لخير دليل على تورط تلك الجهات في الوضع الذي وصل إليه اليمن في حين يحاولون تسويق أنفسهم على أنهم حمائم سلام. وشدد على أن إيران متورطة بالوضع الذي وصل إليه اليمن. وأشار إلى أن الحوثيين يتعمدون قصف مناطق سكنية، وما فعلوه يرقى إلى جرائم حرب.
كما أكد أن الانسحاب وإلقاء السلاح يسبق أي مبادرات، مضيفاً أن المطلوب واحد وهو تنفيذ قرار مجلس الأمن بشكل عاجل من قبل صالح وأعوانه من الحوثيين.
إلى ذلك، أوضح أنه طالب مراراً وتكراراً بمناطق آمنة تتواجد فيها قوات من الشرعية اليمنية أو قوات عربية لتقديم خدمات الإسعاف والمساعدات الغذائية للمواطن داخل اليمن، لافتاً إلى أن تحديد تلك المناطق متروك في عهدة قيادة عاصفة الحزم. وأشار إلى أن مثل تلك الأماكن تتيح "عودة الشرعية".
وطرح الحزب الاشتراكي اليمني مبادرة لوقف الحرب وتحقيق السلام في اليمن، وفق ما أعلنه وزير الشؤون القانونية اليمني محمد المخلافي.
وعقب مباحثات أجراها المخلافي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأحد، أوضح وزير الشؤون القانونية اليمني أن مبادرة الحزب الاشتراكي تنص على إيقاف الحرب الداخلية والعملية العسكرية "عاصفة الحزم" وانسحاب الميليشيات والقوات التي أضحت بدورها ميليشيات في المدن اليمنية وفى مقدمتها عدن وصنعاء وغيرها، من أجل العودة إلى العملية السياسية وإلى طاولة المفاوضات والحوار، كما جاء في قرار مجلس الأمن 2216.
وأكد المخلافي أن المبادرة تتضمن عددا من الأفكار والتصورات لحل الأزمة اليمنية استنادا إلى مرجعيات لا يوجد خلاف حقيقي بشأنها على المستوى الداخلي والإقليمي والعالمي، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآلية تنفيذ العملية الانتقالية واتفاق السلم والشراكة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، مؤكدا مناقشة هذه المبادرة والجهود المبذولة في الوقت الراهن مع نبيل العربي.
من جهة أخرى، شدد المخلافي على أن المبادرة لا تتعارض مع قرار مجلس الأمن الأخير 2216 الذي يطالب جماعة الحوثي بالانسحاب من العاصمة صنعاء وتسليم أسلحتهم قبل وقف عملية "عاصفة الحزم"، إذ أن المبادرة لا تختلف عما جاء في القرار.
بالغضون، جرى لقاء سعودي - كويتي في الرياض حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن نايف في قصره في الرياض، امس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة الكويت الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح الصباح والوفد المرافق لهما. وخلال اللقاء، بحثا مستجدات الأحداث في المنطقة عامة واليمن بشكل خاص.
وبثت فضائية «المسيرة» اليمنية، التابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) كلمة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، قال فيها إن السعودية تسعى إلى غزو اليمن واحتلاله، واتهمها بقتل اليمنيين بشكل عشوائي، وفند ما أسماه التدخل السعودي في «الشأن الداخلي اليمني وهو انتهاك للسيادة».
وتعد هذه الكلمة الأولى للحوثي منذ 24 يوما، إذ كان آخر ظهور تلفزيوني له عشية انطلاق عملية «عاصفة الحزم» في الـ26 من آذار/ مارس الماضي.
واعتبر الحوثي أن العروبة التي تتحدث عنها السعودية إنما ستكون عروبة "في حضن أميركا وإسرائيل" والعمل على إعادة اليمن إليه، وإسرائيل وأميركا هما الطرفان اللذين يرى زعيم "أنصار الله" أنهما يشكلان أكبر تهديد للحرمين الشريفين.
وحمّل زعيم "أنصار الله"، في كلمة متلفزة، الولايات المتحدة الأميركية المسؤولية عن دماء الضحايا الذي يسقطون بأسلحة أميركية، واتهم واشنطن بأنها "تدير العدوان على اليمن وتطلق العنان لأياديها الإجرامية فيه".
وتطرق الحوثي إلى الحديث عن الحوار اليمني - اليمني، فأكد أنه كان موجوداً "قبل قيام العدوان". وأن حركة "أنصار الله" كانت حريصة على إنجاح الحوار والوصول إلى توافق سياسي.
وعزا زعيم "أنصار الله" فشل الحوار إلى "يد خارجية سعت الى عدم التوصل إلى حل".
وتعليقا على خطاب الحوثي، كتب عبد الباري عطوان: "من تابع خطاب السيد عبد الملك الحوثي... يدرك جيدا ان الازمة اليمنية ستطول، وان الحرب ستزداد شراسة، وان لا حلا سياسيا في الافق".