هل نجحت الاتصالات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية والمسؤولين اللبنانيين وعلى راسهم المدير العام للأمن العام اللبناني عباس إبراهيم، في حصر ملف "عين الحلوة" بحي "الطواريء"؟ وهل يمكننا القول ان المساعي اللبنانية الفلسطينية توصلت الى فك ارتباط المخيم بما يجري في اليرموك توأمه الدمشقي، وإخراجه من دائرة الخطر؟..
أسئلة تتردد على ألسنة أبناء "عين الحلوة" الذين صدعت رؤوسهم الإشاعات عن تسلل "مطلوبين"، ومخططات تخريبية يجري الإعداد لها في زواريب "حي الطواريء"، وزادت وتيرتها مع جريمة اغتيال مروان عيسى التي استنكرتها وأدانتها كل الفصائل الفلسطينية الوطنية والقومية والإسلامية، والأغلبية الساحقة من ابناء المخيم الذين تربطهم مع الجوار علاقات اخوية زادتها المصاهرة والتزام القضية الفلسطينية ودم الشهادة عمقا ومتانة، ناهيك عن التواصل السياسي والاقتصادي والتجاري.
وقد توافق الكل الفلسطيني واللبناني على اعتبار جريمة اغتيال عيسى وغيرها من اعمال القتل والتخريب والعبث الامني، محاولات مشبوهة لضرب المساعي الفلسطينية لفرض الامن والاستقرار في مختلف المخيمات الفلسطينية، انطلاقا من "عين الحلوة"، واستباق نشر القوة الأمنية المشتركة، في المخيمات الفلسطينية بعدما تم نشرها في مخيمي "عين الحلوة" و"المية ومية"، بغية تعزيز سياسة النأي بالنفس التي تلتزمها الفصائل الفلسطينية كافة.
وبهذا الصدد عزف موقع "ليبانون ديبايت" امس الاحد على وتر "العواصف" في مقالة بعنوان: قريباً "عاصفة الحزم" في "عين الحلوة"، مستنداً فيها إلى أخبار صرَّح بها "مصدر فلسطيني مطلع موثوق"، "عن عاصفة حازمة ومعركة مسلحة باتت مؤكدة وقريبة في مخيم عين الحلوة..." وسوف يقود المعركة المسلحة – حسب المصدر – "العميد الفتحاوي عبدالحميد عيسى (اللينو) بغطاء من قبل السلطات الأمنية اللبنانية والرئاسة الفلسطينية في رام الله وذلك بسبب فشل القوى الأمنية الفلسطينية الحالية...
وأكَّد المصدر الفلسطيني الموثوق لـلموقع أنَّ “المعركة المسلحة نتيجة قرار سياسي فلسطيني ولبناني وعربي لتطهير مخيم اللاجئين الفلسطينيين..." وأن هذا التوجه يعززه نجاح مساعي "مدير الامن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بالمصالحة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي الفلسطيني محمد دحلان الذي تربطة علاقة شخصية بالقيادات المصرية والإماراتية. ومن المعروف ان المساعد الأيمن للقيادي محمد دحلان هو العميد عبدالحميد عيسى (اللينو)... الذي يحظى على اجماع بين الجميع لمحاربة التكفيريين وخاصة يتبع لة مجموعات مقاتلة مسلحة بأعداد كبيرة داخل المخيم”.
وتابع "المصدر الفلسطيني الموثوق" انه “ضمن التسوية والمصالحة الفلسطينية التي ابصرت النور بمساعي اللواء عباس ابراهيم، رجوع العميد (اللينو) الى الساحة الفلسطينية وتسليمه قيادة القوى الامنية الفلسطينية المشتركة في مخيم "عين الحلوة"!..
في حين تشبِّه "الديار" استناداً الى اوساط لبنانية وفلسطينية متابعة "ما يجري في مخيم عين الحلوة ، ومن ضمنه (حي) «الطوارىء» بـ «اللغم» الذي قد ينفجر في اي لحظة، ترتئيها الجهات التي ترعى وتدعم القوى "الارهابية" التي تعمل وفق اجندتها، وفق حسابات ما يجري خارج المخيم من صراعات"، وتقول تلك الأوساط: الى حين حصول حادث امني جديد، سيعود السيناريو نفسه، وسيجري اجترار المطالبة بحل جذري للفلتان الامني الحاصل، من دون اي تغيير للواقع القائم، لان ما يجري من توترات امنية في "عين الحلوة"، يتناغم بالكامل مع ما يجري في الخارج.
فهل تصدق هذه المعلومات، أم انها تدخل في إطار الشائعات التي تحاول مواصلة تسخين الأجواء في "عين الحلوة"، بغية أخذه الى الاتجاه المعاكس الذي لا يريده اي حريص على امن المخيم واستقرار ابنائه؟..