قائمة الموقع

تقرير الصحافة اللبنانية: مساع وطنية وإسلامية لتفويت الفرصة على الأيادي العابثة

2015-04-08T12:46:16+03:00
الصحافة اللبنانية
وكالة القدس للأنباء – خاص

ما تزال جريمة اغتيال مروان عيسى في مخيم "عين الحلوة" وملابساتها من أبرز العناوين الفلسطينية التي تناولتها الصحف والمواقع الالكترونية اللبنانية... وشكلت محور التحركات السياسية والأمنية على المستويين الفلسطيني واللبناني، لما لهذه الجريمة المستنكرة من أبعاد وانعكاسات على وضع المخيمات الفلسطينية، عامة، و"عين الحلوة" بخاصة، لكونها تعيد إلى الأذهان مأساة "نهر البارد" بالأمس ومخيم "اليرموك" اليوم.

فقد تناولت "الديار" هذا الحدث الفلسطيني من زاوية ارتفاع منسوب الحراك الإستخباري داخل لبنان؛.. فيما  نقل موقع "فلسطيننا" تصريحا للعميد شبايطة يؤكد فيه عدم السماح لأحد بالعبث بأمن واستقرار مخيم عين الحلوة؛.. وفي "السفير" مطالبة العميد علي شحرور لتسليم قاتل عيسى "قبل فوات الأوان"؛.. وتساءل موقع "ليبانون ديبايت" عمن "يغتال عناصر سرايا المقاومة في صيدا؟"؛.. فيما كتب هيثم زعيتر في "اللواء" تحت عنوان: "إصرار على محاولات زج ملف المخيمات بتداعيات احداث سوريا وتغذية النعرات المذهبية"؛.. ونشر موقع "صيدا أون لاين" بياناً صادراً عن القوى الإسلامية في "عين الحلوة" حول اغتيال مروان عيسى؛ أما "النهار" فقد كتب إبراهيم بيرم مقالة بعنوان: "أي أبعاد أمنية وسياسية تنطوي عليها تصفية مروان عيسى في عين الحلوة؟"!..

فقد أشار هشام يحيى في صحيفة "الديار" في مقدمة مقالته إلى ان "الهم الأمني في البلد لا يزال "محور اهتمامات كافة الكواليس الدبلوماسية والسياسية التي يرتفع لديها منسوب القلق من هشاشة الأوضاع الداخلية في لبنان، حيث بقيت الجريمة التي وقعت داخل مخيم "عين الحلوة" على يد بعض الجماعات التكفيرية على رأس الاهتمامات المحلية والخارجية نظراً وبحسب معلومات أمنية رفيعة في بيروت إلى الدلالات الخطيرة لهذه الجريمة..."

ويحاول الكاتب ربط ما جرى في "عين الحلوة" بتداعيات التوقيع على الإتفاق النووي الايراني مع مجموعة (5+1)، وبالتالي مساعي المتضررين من هذا الإتفاق لتحريك الخلايا الإرهابية النائمة في لبنان ومن ضمنه المخيمات لتوتير الوضع الأمني في لبنان...

وشددت "الديار" على أن هناك مخاوف جدية دبلوماسية أيضا "من تكرار سيناريو مخيم "اليرموك" في سوريا الذي وقع فجأة ودون سابق انذار في قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي ارتكب المجازر ضد أبناء مخيم اليرموك، وحول جميع سكانه إلى دروع بشرية من خلال منع أي شخص الخروج من المخيم".

وفي السياق ذاته قال محمد صالح في "السفير" ان جريمة استدراج وتصفية مروان عباس عيسى، وضعت "مخيّم عين الحلوة في عين العاصفة من جديد، وفتحت الباب أمام سيناريوهات أمنيّة ستكون نتائجها وخيمة".

ونقلت عن مصادر في القوة الامنية الفلسطينية المشتركة "أنّ الجيش اللبناني وجه رسائل، امس، الى عدد من القيادات السياسية والامنية في المخيم حول مخاطر ما جرى وضرورة استدراك الخطر قبل وقوعه". والمسارعة بتسليم الجناة!..

في المقابل، أكدت مصادر فلسطينية أنّ الاجتماع الذي عقدته، أمس، اللجنة الامنية الفلسطينية العليا والقيادة السياسية الفلسطينية في لبنان في مقر قيادة القوة الامنية الفلسطينية المشتركة، وضع النقاط على الحروف وسمى الاشياء بأسمائها.

وأشارت "السفير" نقلاً عن مصادر المجتمعين إلى أنّ «القيادات الاسلامية والوطنية المشاركة في الاجتماع كافة شددت على ضرورة تسليم القاتل الى الدولة اللبنانية، وانه ينتمي الى "فتح الاسلام"، وهي الجهة نفسها التي دمرت مخيم "البارد"، وان دوره في قضية عيسى ورد كمسؤول مباشر عن تنفيذها».

كما دعا المجتمعون، وفق المصادر، إلى «ضرورة تسليمه الى القضاء حتى يسلم المخيم واهله، لاننا لا نرغب بتكرار نموذج "البارد" في "عين الحلوة" ولن نسمح له ولا "لفتح الاسلام" بأخذ المخيم رهينة»، مؤكدين أنّ هدف الجريمة هو الفتنة.

ونقل موقع "العهد" الاخباري بيانا صادرا عن القوى الاسلامية في مخيم "عين الحلوة" رأت فيه أنه "في ظل هذه الأجواء القاتمة وقضية اللاجئين الفلسطينيين في أولويات سلم التصفية، أتت عملية خطف الشاب مروان عيسى وقتله، مما يطرح الكثير من علامات الاستفهام حول توقيت هذا العمل المشبوه والمدان، وإلباسه لبوساً إسلامياً جهادياً مع العلم أن ما كشفته التحقيقات عن شخصين متهمين رئيسيين بهذه العملية وهما خالد كعوش المعروف لدى الجميع بأنه لا علاقة له بأي حركة إسلامية وأنه يتاجر بكل ما هو ممنوع والشخص الثاني وهو ربيع سرحان الذي يعمل لدى كعوش، وأن بينهما وبين المغدور تجارة بالسلاح وغيره مستمرة لأكثر من سنة، وأن الخلاف بينهم هو بسبب هذه التجارة وعلى مبالغ مالية"..

وعلمت «اللـواء» بأنّ القوى الفلسطينية التي تتابع هذا الجريمة بدقة وبشكل مكثّف، "طلبت التوسّع وجمع كافة الأدلة بما في ذلك أشرطة تسجيل فيديو وبصمات، وكل ما يمكن أنْ يساهم في إنارة التحقيق من أجل تحديد كافة ملابسات الجريمة وظروفها بهدف توقيف مَنْ يثبت تورّطه فيها".

وقالت "اللواء" "يجب أنْ تكون جريمة استدراج وخطف وتنكيل وقتل الشاب مروان عيسى محطة مهمة جداً، لقرع أجراس اليقظة وتفويت الفرصة قبل أنْ تفلت الأمور على غاربها، حيث بات واضحاً أنّ المطلوب هو أنْ يكون هناك مجدّداً خطف وقتل على الهوية، أو الانتماء المذهبي، وهذا هو الخطير في الأمر.

لذلك، فإنّ المطلوب من القوى الفلسطينية تقول "اللواء" هو "متابعة تسليم كل مَنْ تثبت مشاركته وتواطؤه في هذه الجريمة، لمنع محاولة تكرارها، حيث تكثّفت الجهود التنسيقية بين الجهات الفلسطينية واللبنانية على مختلف مستوياتها، تأكيداً على تحصين هذا الموقف، لأنّه يبدو أنّ الآتي أعظم".

وشددت "اللواء" على ضرورة "الإسراع في نشر هذه القوّة أمر ضروري ومُلِح لمنع تحقيق المخطّطات التآمرية، التي تستهدف الشعب اللبناني والفلسطيني، خاصة أنّ التجارب السابقة أثبتت أنّ أي تصادم مؤذٍ، وتكلفته باهظة، والأمر كان بحاجة إلى سنوات من أجل لحم الجراح التي وقعت نتيجة أحداث سابقة.

اخبار ذات صلة