واصل أهالي مخيم نهر البارد، اليوم الأربعاء، ولليوم السادس على التوالي، اعتصامهم الاحتجاجي ضد إجراءات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا"، التعسفية بحق اللاجئين الفلسطينيين، بخاصة في ما يتعلق بقرار تقليص الخدمات والبطء في إعمار الجزء القديم من المخيم.
وقد تدفقت اليوم الشخصيات السياسية والقيادات الفلسطينية المتضامنة إلى خيمة الاعتصام، وأكد مسؤول "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة" في الشمال أبو عدنان لـ "وكالة القدس للأنباء"، أن "هناك شقين للموضوع، الشق الأول سياسي فلسطيني، وهو منذ نكبة البارد إلى اليوم، والذي لم نكن موفقين في الضغط على جانب الحكومة اللبنانية لإعادة إعمار المخيم، والتعويض عن الخسائر التي حصلت، ما أدى إلى تراخي التزام الحكومة اللبنانية تجاه البارد وإعادة إعماره".
"أما الشق الثاني، نحن ندرك حجم التغيرات في المنطقة، وضعف التزام الدول المانحة في تمويل الإعمار، ولكن الأونروا تتحمل المسؤولية الإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، ونحن اليوم نعيش هذه الأزمة المتجددة منذ ثماني سنوات، وهي التقليص غير المفهوم وغير المبرر، علماً أن اتفاق الأطراف الثلاثة: "منظمة التحرير" و"الأونروا" ولبنان هو أن تبقي حالة الطوارئ حتى إنهاء الإعمار، موضحاً أن الأونروا تستفرد بإلغاء حالة الطوارئ للمخيم لسببين: السبب الأول عدم الضغط من قبل الدولة المضيفة الحكومة اللبنانية، والطرف الفلسطيني، بحجة عدم وجود إمكانات لديها، لأن الدولة المانحة لا تدعم خطة الطوارئ، إضافة إلى هدر الأموال غير المبررة. وقال إننا مع التحرك الشعبي السلمي والحضاري من أجل تحقيق مطالب شعبنا العادلة، لحين إعادة الإعمار ولعودة الحياة إلى طبيعتها، ودعا إلى التناغم والتفاهم بين هذه التحركات الجماهرية والقيادة السياسية، من اجل بلورة الرؤية والمشروع وخطة عمل واضحة وصريحة، بعيداً عن المزايدات الفئوية الضيقة التي لا تجلب لشعبنا سوى استفادة "الأونروا" لتقليص المزيد من خدماتها".
وأشار عضو "الحراك الشعبي" محمد قاسم، إلى أن الحراك الشعبي وحراكات المجتمع المدني، مستمرة حتى تحقيق مطالبنا من إدارة الأونروا والتي نحملها مسؤولية ما يحصل، وما قد يحصل، فنحن أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة وعلى "الأونروا" تطبيق ما تعهدت به أمام المجتمع الدولي، وما أقره في مؤتمر فيينا، ولا رجوع عنها مهما كان الثمن".
وأوضح أبو زياد ميعاري أنه، "في الستينات والسبعينات كانت "الأونروا" تؤمن كل شيء، من طحين وملابس ومواد غذائية على كافة أنواعها للشعب الفلسطيني. وبعد فترة ومع مجيء الثورة، بدأ نظام الإغاثات وقطع المساعدات عن الناس واليوم لا يوجد شيء، سوى التقليص، ونحن هنا في الخيمة نطالب الأونروا تحمل مسوؤليتها كاملة تجاه اللاجئ الفلسطيني، أو تعيدنا إلى أرضنا في فلسطين".