أولت الصحافة اللبنانية اليوم السبت، التحركات التي يقوم بها أبناء مخيم نهر البارد ضد إدارة "الأونروا" لثنيها عن قرارها الجائر بإلغاء خطه الطوارئ وتوفير الأموال المطلوبة لاستكمال عملية الاعمار لبقية الرزم، وانتشار القوة الأمنية الذي وُضع على نار حامية اهتماماً بارزا.
وأشارت "الوكالة الوطنية للاعلام"، و"السفير"، و"البناء"، أن " حشداً من أبناء مخيم نهر البارد، لبى دعوة الحراك الشعبي وهيئات المجتمع المدني الفلسطيني، إلى مسيرة انطلقت بعد ظهر الجمعة من أمام ساحة القدس، ل"تجاهل ادارة الأونروا مطالب أبناء المخيم، وردا على الطريقة المسيئة والمهينة بإلغاء الاجتماع مع وفد الفصائل".
شارك في المسيرة ممثلو عدد من الفصائل والمشايخ والمؤسسات وحشد من الفاعليات والشخصيات، وجمهور كبير من ابناء المخيم، وجابت الشوارع الرئيسية وصولا إلى مقر مدير وحدة الاعمار في الجزء القديم من المخيم، وتخللها هتافات غاضبة ضد الاونروا وبعض موظفيها "بسبب اساءاتهم المتكررة للفصائل ولابناء المخيم، وسوء ادارتهم"، وطالت الهتافات "إدارة منطقة الشمال وإدارة لبنان الظالمة بقراراتها التعسفية".
وألقى كلمة "حركة الجهاد الإسلامي" الحاج محمود أشقر، دعا خلالها الإلتزام بإعادة إعمار البارد، وحذر من مشروع تدمير المخيمات وإنهائها، كما حصل في مخيمات سوريا.
وقال مسوؤل الجبهة الديمقراطيه في الشمال، أركان بدر: "بعد ثماني سنوات لم يعمر سوى 35% من مساحة المخيم، داعياً الى بناء استراتيجية جديدة للتحركات، وإعادة تجربة الإعتصام المفتوح في بيروت".
وأكد عضو الحراك الشعبي، محمد وهبه، أن هدر الأموال والفساد، وخصم مساحات البيوت هي سبب تأخير الإعمار في المخيم.
وخلال المظاهرة تم إشعال إطارات إمام مكتب مدير الأونروا للإعمار.
وانتهت المسيرة بدعوات المطالبة ب"التصعيد" وتعهد الحراك الشعبي ب"تنظيم خيمة اعتصام مفتوح امام مقر مدير وحدة الاعمار في الاونروا". وهو ما تم لاحقا.
أما على صعيد موضوع "القوّة الأمنيّة"، فقد تناولت "السفير" الموضوع من زاويتين؛ النقد الشديد، وإيراد كلام لقائد القوة الأمنية في لبنان، اللواء منيرالمقدح.
وذكرت "السفير" أنه "كثرت الانتقادات السياسية والتساؤلات حول الاسباب التي تحول دون تمكّن القوة الامنية الفلسطينيّة المشتركة من بسط الأمن في مخيّم عين الحلوة، رغم انتشارها منذ أشهر عدّة.
ومع أن التغطية السياسيّة والأمنية لـ «القوّة» تأمنت من كافة المرجعيات الفلسطينية ومن السلطات اللبنانية السياسية والأمنية المعنية، إلا أن هذه «القوة» لم تتمكن لتاريخه من إظهار قدرتها بالشكل المطلوب على الإمساك بالأمن ولا حتى القاء القبض على أي مطلق للنار أو للقنابل اليدوية".
وأرجعت "السبب الظاهر والمعلن في فشلها من الحد من مظاهر الفلتان الامني في المخيم هو اعتمادها سياسة «الامن السياسي» أو «الامن بالتراضي» بدل اعتماد سياسة حفظ أمن المخيم واهله".
وأوردت الصحيفة الزيارة التي قام بها وفد من «المبادرة الشعبية» (التي لعبت دوراً في وقف الاشكالات السابقة) وطرحها على نائب قائد قوات «الامن الوطني الفلسطيني في لبنان» وقائد «القوة الامنية» اللواء منير المقدح في دارته في عين الحلوة.
وأشارت مصادر وفد «المبادرة» إلى أنّه حصل خلال اللقاء نقاش مطوّل لكافة الأوضاع الأمنية في المخيّم، وأبدى أعضاء الوفد خشيتهم من ازدياد التوتّرات في المخيم، خصوصاً بعد تكرار العديد من الاشكالات، داعين إلى ضرورة الحذر والخشية من دخول بعض المتضررين من هذا التوافق على الخط وإرباك الاوضاع الامنية في المخيّم.
كما أعرب أعضاء الوفد عن دعمهم الكامل للقوة الامنية المشتركة واستعدادهم للقيام بما يطلب منهم لمساندتها في استقرار الأمن في المخيّم والجوار، مطالبين بـ «ضرورة تفعيل كافة المؤسسات السياسية والاجتماعية، وتوحيد اللجان الشعبية وتمثيل لجان الاحياء والقواطع فيها بشكل فاعل، وكذلك تكامل كافة الأطر في عملها لما فيه مصلحة لأهلنا وشعبنا في المخيم».
وأوردت الصحيفة ردّ المقدح على التساؤلات، فطمأن الوفد أنّ «الوضع الأمني في المخيم ممسوك، أمّا مسألة حصول مشكلة هنا أو هناك، فهي طبيعية وتحدث في كلّ العالم».
وخاطب أعضاء الوفد، قائلاً: «لايوجد أمن ممسوك 100% في أرقى الدول واكثرها قوة، والمشكلات التي حدثت في المخيم هي فردية وستبقى في اطارها الفردي»، مؤكداً أنّ «القوة الامنية تقوم بدورها في الاسراع لاحتوائها وحلها».
كما لفت المقدح الانتباه إلى أنّه «خلال لقائنا المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ومديرة وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (UNRWA) المؤقتة هيلي أوسيكيلا في عين الحلوة، طلبنا من الوفد ضرورة ان تترافق الخطة الامنية مع خطة انمائية للمخيمات، لان اوضاع المخيمات في غاية الصعوبة".
وأوردت "صدى البلد" خبر زيارة القيادة السياسية الموحدة للقوى والفصائل الوطنية والاسلامية الفلسطينية في لبنان اليوم السبت، وقيامها بجولة ميدانية في مخيم عين الحلوة في رسالة دعم وحرص على استقرار الوضع الامني الداخلي والجوار اللبناني ودعم للقوة الامنية المشتركة، وسط تأكيد بان انتشارها في باقي المخيمات بدء من بيروت وضع على نار حامية من اجل بقائها على الحياد في الشؤون اللبنانية.