قائمة الموقع

تقرير جنين.. إرادة المواجهة والانتصار

2015-04-02T06:45:26+03:00
الشهيد محمود طوالبة وعدد من المجاهدين
"وكالة القدس للأنباء" – خاص

وصفت (إسرائيل) جنين بأنها "عش دبابير الجهاد الإسلامي"، وبأنها عاصمة "الانتحاريين"، لأن مخيمها كان ولا يزال مميزًا في عطائه بالصمود والتضحية والمقاومة والثورة.

ففي انتفاضة الأقصى كان لجنين دورًا مهمًا في صد هجمات الاحتلال، فتعرضت المدينة لستة عمليات اجتياح كبيرة، وكان للمقاومة وفي مقدمتها سرايا القدس دورًا فذًا في خروج الاحتلال مدحورا منها، ولا يزال اجتياح عام 2002م مثالا للصمود والمقاومة بقيادة الشهيد الجنرال محمود طوالبة.

لم يستطع جيش الاحتلال وقف العمليات الاستشهادية، فاتخذ رئيس الوزراء آنذاك، أرييل شارون قراراً باجتياح الضفة الغربية ومحاصرة مخيم جنين، فاتجهت عشرات الدبابات والآليات صوب المخيم ، وطوقته من جميع الجهات، مدعومة بالطائرات المروحية، في انتظار لحظة الانقضاض على المخيم جنين لنشر الموت في أرجائه، عدا عن مئات الجنود المشاة الذين كانوا يتهيئون لمعركة مع رجالات المخيم، معتقدين أنهم في نزال كتب لهم فيه النصر مسبقاً!

في غضون ذلك، كان أبناء المخيم بقيادة الجنرال محمود طوالبة يتأهبون استعداداً لملاقاة عدو انتظروا قدومه. بدأوا بشحذ الهمم وتشمير السواعد، فيما نصبوا الكمائن ونشروا العبوات في مداخل الطرق والأزقة، قناصة يتحركون هنا وهناك، في حين أعلن المقاومون عزمهم على الشهادة، مودعين أهلهم، ومنتشرين إلى مجموعات، فهذا في غرب المخيم وآخر في شرقه، كأن المخيم وحاراته وأزقته ممتلئ بهم.

اجتاحت آلة الدمار "الإسرائيلية" المخيم، بشكل شامل، وواسع بعد فشل الاحتلال الذريع في تحقيق هدفه الذي جاء من أجله، وهو تدمير روح المقاومة والصمود، حيث توغلت الآليات العسكرية وسط المنازل وهدمتها على رؤوس أصحابها. وتدخلت طائرات الاحتلال لدك المخيم، الذي يسكنه ما يقارب من 14 ألف لاجئ..

لم تنل الجريمة من عزيمة أهالي المخيم، بل واعتبروا ذلك نصراً أذاقوا فيه العدو درساً لن ينساه، وفي المقابل، لم يتوقف الاحتلال عن استهداف المخيم. فبعد انسحابه وتكشف جريمته، عاد وتوغلت قواته في المخيم مراتٍ ومرات منذ ذلك الحين، ليؤكد فشله في النيل منه، فقتل بدم بارد من قتل، واعتقل ودمر وشرد من شرد، وتمادى في جريمته التي بدأها، ولكنه لم يستطع النيل من إرادة الصمود لدى شعبنا واستمراره في خيار المقاومة.

وتحيي "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" في لبنان، كل عام الذكرى تأكيداً على خيار الجهاد والمقاومة ضد العدو "الإسرائيلي".

اخبار ذات صلة