تابعت الصحافة اللبنانية والعربية والمواقع الالكترونية خطوة انتشار "القوة المشتركة" في مخيم المية ومية القريب من صيدا... ونقلت المراحل التي سبقت وتلت هذه الخطوة الامنية الهامة التي لاقت ترحيبا واسعا من قبل الاوساط الشعبية والقوى والأحزاب والفصائل الفلسطينية واللبنانية، ناهيك عن أوساط المؤسسة العسكرية اللبنانية في منطقة صيدا التي تتابع عن كثب هذه الخطوات التي أسهمت في تعزيز الامن والاستقرار داخل المخيمات...
وقالت صحيفة "الديار" التي واكبت انتشار القوة المشتركة في "المية ومية"، "ان هذه الخطوة "تندرج في اطار تعزيز الاوضاع الامنية في المخيمات الفلسطينية في لبنان، لقطع الطريق على اي محاولة لزج المخيمات في ملفات امنية مرتبطة باعمال ارهابية جرت في المرحلة السابقة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجيش اللبناني".
والقت صحيفة "اللواء" الضوء على واقع مخيم المية ومية الذي يتصف – كما قالت – "بأنّه أحد المخيّمات الأكثر استقراراً من بين المخيّمات الـ 12 الباقية على الساحة اللبنانية، وبين التجمّعات الفلسطينية التي وصلت إلى حوالى 58 تجمّعاً".
فبعد 8 أشهر على نجاح تجربة مخيم «عين الحلوة» في صيدا جنوب لبنان، بانتشار قوة أمنية فلسطينية مشتركة للحفاظ على استقراره، أطلقت "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" المشرفة على أمن المخيمات، أمس الثلاثاء، قوة أمنية مشتركة في مخيم «المية ومية» الواقع أيضا في الجنوب، على أن تباشر قوى مماثلة مهامها في مخيمات بيروت وبالتحديد في مخيمي «برج البراجنة» و«شاتيلا» ومار الياس خلال أيام.
وأشار موقع "ليبانون فايلز" الى انه "سبق الانتشار اجتماع للجنة العليا المشرفة على امن المخيمات في قاعة «الشهيد فيصل الحسيني» داخل المخيم، برئاسة قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب وفي حضور قائد "القوة الامنية الفلسطينية المشتركة" في المخيمات الفلسطينية في لبنان اللواء منير المقدح وممثلين عن الفصائل، حيث اعلنوا بدء الانتشار، وبعدها توجه اعضاء اللجنة مع القوة الامنية لمواكبة الانتشار، وقد اتخذت القوة مركزين لها مجهزين بغرفة عمليات واجهزة اتصال وتواصل مع القيادة".
ولاقت هذه الخطوة ارتياحاً شعبياً داخل المخيم فرحّب بها الاهالي بنثر الارزّ والورود وبالزغاريد والاناشيد، آملين أن تسهم هذه الخطوة في تثبيت الاستقرار.
وإثر الإنتشار قال ابو عرب لـ"الجمهورية": «نفذنا تعهداتنا تجاه أهلنا ونشرنا القوة الامنية في مخيم المية ومية للحفاظ على أمنه واستقراره»، مشيراً الى «اننا سنعيد نشر القوة في مخيم عين الحلوة وتجهيزها وزيادة أفرادها توازياً مع نشر قوى أمنية في مخيمات بيروت ولا سيما شاتيلا وصبرا وبرج البراجنة».
في حين أكد منير المقدح لموقع "قنا" وجود توافق فلسطيني بكافة فصائله إلى جانب توافق لبناني فلسطيني لتعزيز الأمن في المخيمات وهو ما يعطي دافعا قويا لنجاح الخطة الأمنية، موضحا أن الخطة الأمنية تتضمن أربع مراحل وتقوم على نشر القوى الأمنية في عشرة مخيمات فلسطينية.
وأشار المقدح إلى انتهاء المرحة الأولى من الخطة بعد نشر القوى في مخيمي عين الحلوة والمية مية، في حين تتضمن المرحلة الثانية مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس في بيروت، وتشمل المرحلة الثالثة مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي والبص في صور جنوب لبنان، على أن تشمل المرحلة الرابعة مخيمي البداوي في شمال لبنان والجليل في بعلبك شرق البلاد.
وأكد مصدر فلسطيني لـ"السفير" ان السبب وراء نجاح هذه الخطوة في «المية ومية» وقبلها في «عين الحلوة» هو «التسهيلات التي تقدمها الدولة اللبنانية من خلال الجيش اللبناني ومخابراته في الجنوب، وموافقتها على هذا الانتشار وتقديم المساعدات اللوجستية وتلك المتعلقة بوظيفة عناصر القوة الامنية ودورها في هذه المرحلة».
هذا وحذّرت مصادر "القوة المشتركة" من وجود متضررين في مخيم «المية ومية» من القوة الامنية. وبدا ذلك واضحاً من خلال إلقاء قنبلة يدوية في مبنى قيد الانشاء في المخيم قبل انتشار عناصر القوة بـ48 ساعة.
واكد المصدر ان «اللعب والعبث بامن المخيمات لم يعد مسموحا ولا جائزا، واي محاولات لخلق توتير او ضجيج امني لن تؤخر في نشر الامن في مخيم المية ومية ولا في غيره من المخيمات، وكل من يقوم بهذه المهمة متهم ومرتكب ومتواطئ على المخيم».