قائمة الموقع

الصحافة اللبنانية: نشر القوة الأمنية وغرق العبّارة تصدّرا الاهتمام

2015-03-10T10:55:49+02:00
الصحافة اللبنانية
القدس للأنباء - خاص

احتل موضوعا تعميم القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة بكافة المخيمات، وغرق العبارة التي كانت تُقلّ مهاجرين من ليبيا الى إيطاليا، بينهم فلسطينيون من مخيمات لبنان، الاهتمام الأبرز في وسائل الاعلام التي تعاطت هذا الشأن.

فقد كشف القائد العام للقوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح في تصريح صحفي لموقع "النشرة" أنه أخذ "الضوء الأخضر من القيادة الفلسطينية لتعميم نموذج القوة الأمنية المشتركة على كافة المخيمات في لبنان بالتنسيق والتواصل مع السلطات اللبنانية"، لافتاً إلى أنه "بموازاة تعزيز عديد هذه القوة المنتشرة في عين الحلوة ستكون المحطة التالية نشر قوة فلسطينية مشتركة في مخيم الميّة وميّة، يليها مباشرةً انتشار مماثل في مخيمات بيروت لا سيما في برج البراجنة وشاتيلا".

وأوضح المقدح في حديث صحفي أن "آلية تشكيل ونشر القوة المشتركة في مخيم المية ومية ستتحدد بصورتها النهائية خلال اجتماع يعقد لهذه الغاية غداً في المخيم نفسه"، مؤكدا العمل على أن "تكون المخيمات عاملاً مساعداً للخطط الأمنية التي تنفذها الدولة اللبنانية"، لافتا الى "تشكيل لجان ارتباط مشتركة بين القوى الفلسطينية والأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية في المناطق التي يوجد فيها مخيمات فلسطينية ومنها بطبيعة الحال تلك الموجودة في العاصمة".

وأشار مصدر فلسطيني لـ"الجمهورية" أنّ هناك إجماعاً في مخيّم عين الحلوة على تعزيز القوة الامنية الفلسطينية المشترَكة وزيادة عددها 250 عنصراً إضافياً، حيث تطوّعت لهذه الغاية كلّ الفصائل المنضوية في القوة وهي من تشكيلات وطنية وإسلامية، مؤكداً أنّ القوة الامنية أثبَتت نجاحها في توفير الامن والاستقرار للمخيّم ولعبت دوراً ريادياً في الامن الاجتماعي لجهة توقيف العديد من شبكات تزوير العملة اللبنانية وتجار المخدرات.

وفي سياقٍ آخر، أشار المصدر الى أنّ جماعتي «جند الشام» و»فتح الاسلام» في المخيّم انضوتا تحت مسمى جديد هو «الشباب المسلم»، مؤكّداً «أننا لا نتدخّل في قضية الفنان فضل شاكر وليس لنا علاقة بما يُحكى عن حلّ لقضيّته لأننا لم نُستشَر، على رغم أنّه يقيم في حيّ الطوارئ القريب من المخيّم، وهذا الحيّ لا سلطة للقوة الأمنية الفلسطينية المشترَكة عليه إنّما تُراقبه من بعيد، والجماعات الاسلامية المتشدّدة هي الموجودة فيه، وهذا أمر تعرفه الدولة اللبنانية».

وكان قائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ترأس اجتماع «اللجنة الامنية - السياسية» المنبثقة عن اللجنة الامنية الفلسطينية العليا وذلك في مقرّ القوة الامنية في عين الحلوة. وناقش المجتمعون الاوضاع في المخيّمات، مشدِّدين على الموقف الفلسطيني بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وتفعيل القوة الامنية وزيادة عديدها ونشرها في بقية المخيّمات.

وكتبت صحيفة "المستقبل" عن بدء اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا المشرفة على الوضع في المخيمات التحضير عملانياً لنشر قوة أمنية فلسطينية مشتركة في مخيمَي «برج البراجنة» و«شاتيلا» خلال الأسابيع القليلة المقبلة، في إطار تعميم تجربة هذا الإطار الأمني الفلسطيني الموحد الذي كان مخيم «عين الحلوة» ساحة اختبار اولى له وأثبتت القوة الأمنية المشتركة في المخيم فعاليتها وإن نسبياً، في الحد من العديد من الحوادث الأمنية عبر تطويقها فور حدوثها والتخفيف من تداعياتها، وإن كانت هذه القوة لم تنجح أو لا يتاح لها حتى الآن أن تكشف ألغاز جرائم الاغتيال التي شهدها المخيم خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي، إلا أنه في الإطار العام استطاعت هذه اللجنة أن تشكّل مظلة أمان وثقة لأبناء المخيم وعامل استقرار له مدعومة من اللجنة الأمنية العليا التي تضم القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية الممثلة في عديد هذه القوة.

وحول وجود ترابط بين نشر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في برج البراجنة وشاتيلا وبين الخطة الأمنية التي تنوي الحكومة اللبنانية تنفيذها في الضاحية الجنوبية لبيروت نقلت "المستقبل" عن منير المقدح القول: «إن قرار تعميم ونشر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في المخيمات ومنها مخيمات بيروت متخذ سابقاً بإجماع فلسطيني».

ونقلت "المستقبل" عن أوساط فلسطينية متابعة أن «موضوع نشر القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم المية ومية ومخيمات بيروت أمر منسق بالكامل مع الدولة اللبنانية ممثلة بمؤسساتها الأمنية والعسكرية، وأن تسريع هذه الخطوة أملته الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والمنطقة، وحرص القوى الفلسطينية نفسها على مواكبة الخطط الأمنية التي تنفذها الحكومة اللبنانية في غير منطقة بهدف فرض سلطة الدولة والقانون فيها بخطوات شبيهة على صعيد المخيمات التي هي أساساً جزء من الأرض اللبنانية وقاطنوها ملتزمون بعدم الاخلال بأمنه واستقراره انطلاقاً من المخيمات أو عبرها».

وأوردت «المستقبل» أن القوة الأمنية الموجودة في المخيم والتي شكلت ونشرت في صيف 2014 ستُعزز بمزيد من العناصر ليصبح عددها بداية 300 عنصر وتبقى تعزز لتصل الى 500 عنصر، وأنه سيكون هناك ورش تدريب لعناصرها وإعادة تموضع وانتشار لوحداتها واستحداث نقاط في أحياء لم تكن ضمن خارطة انتشارها الحالي كـ «حي حطين» مثلاً الذي يشكل معقلاً لبعض المجموعات الإسلامية !

أما في موضوع غرق العبّارة، فقد كتبت صحيفتا "اللواء"  و"الجمهورية" "حبَست الأوساط الفلسطينية في مخيم عين الحلوة أنفاسها بعد ورود خبر حادثة غرق العبارة التي كانت تُقلّ مهاجرين من ليبيا الى إيطاليا، ومن بينهم ثمانية من أبناء المخيّم. وفيما أُعلن لاحقاً عن نجاة كلّ من: ضياء حمد، أدهم دجابرة، نور دجابرة، خالد محمد، فؤاد موسى، محمود نصرالله، وحسام الحاج حسن، لم يتأكّد مصير صلاح محمود المحمد الملقّب «الألماني»، علماً أنّ بعض وسائل التواصل الاجتماعي في المخيّم تناقل خبراً مع صورة للمحمد يشير الى أنه فارق الحياة".

وذكرت مصادر فلسطينية من داخل المخيّم أنّ سماسرة الهجرة باتوا معروفين بالأسماء وستتمّ ملاحقتهم والادعاء عليهم، خصوصاً أنّ حالات مشابهة كانت قد حصلت مع فلسطينيّين كانوا ينتقلون الى ايطاليا، وقد غرقوا، وهم من عين الحلوة وفقد أثرهم، ما أدّى الى مأساة لدى أقربائهم.

وكتبت صحيفة "العهد" "حلّت مأساة حقيقية بأبناء مخيمات لبنان للاجئين الفلسطينيين. ما يقارب الـ 150 عائلة انشغلت باخبار ابنائها من بينهم عشر عائلات في مخيمي نهر البارد والبداوي شمالي لبنان، وعين الحلوة جنوبه.   وأشارت معلومات أولية إلى أن العدد غير الرسمي للمفقودين من شمال لبنان بلغ اربعة مفقودين، أما الناجون فلا يزال مصيرهم مجهولاً بعدما نقلوا عبر بوارج وطوافات إيطالية وأوروبية في ظل تضارب المعلومات حول العدد الاجمالي لراكبي العبّارة".

ودفعت الحاجة والعوز وشظف العيش بحسب المعلومات هؤلاء الاشخاص للسفر عبر مطار رفيق الحريري الدولي إلى السودان ومن هناك إلى المصير المجهول. وأكدت عائلة اسماعيل موسى (40 عاماً)ان معظم الذين هاجروا، إستدانوا نفقة رحلة الموت الى السودان جواً ثم براً وبحراً باتجاه عدد من الجزر والهدف بلوغ الضفة الاخرى للبحر الابيض المتوسط بقصد نيل اللجوء في محاولة منهم لنقل أولادهم من مخيمات البؤس والحرمان الى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل أو ظروف معيشة أقلّ قساوة وحرماناً من منازل الصفيح التي يعيشون فيها.

بعض الناجين ارسلوا صور فيديو الى موقعنا، وأكدوا أنهم غادروا لبنان قبل خمسة أيام عبر مطار بيروت والهدف البحث عن أي دولة  اوروبية لتقديم اللجوء الانساني من اجل تأمين عيش كريم لأولادهم،  لكنهم كانوا ضحية تجار البشر الذين تركوهم وسط الأمواج وفروا عبر مراكب صغيرة.

وبعد نجاح الاتصال بعدد من الناجين قال محمد سرحان (احد الناجين) ان الرحلة انطلقت قبل خمسة ايام حيث خرج أبناء مخيم البداوي ونهر البارد ومخيم عين الحلوة من مطار بيروت إلى الخرطوم في السودان ومنها عبر الصحراء إلى مدينة صبراته الليبية. وكان يرافقهم 400 مهاجر افريقي إلى الشاطىء، وهناك كانت بانتظارهم باخرة ضخمة كما وعدهم تجار البشر، فإذا بهم يركبون عبارة خشبية يملكها رجال المافيات والمسلحون الذين يفرضون الخوات ويشبحون على جميع المواطنين الفارين من جحيم الفقر، وأكثر من ذلك تعرض الجميع لاطلاق نار أسفر عن اصابة عدد من الشبان من ابناء مخيم البداوي واصيب محمود صلاح حميد بجراح في وجهه قبل ان يصبح لاحقا في عداد المفقودين!

بعد ثلاث ساعات على إنطلاق المركب، فوجئ الركاب بإطلاق نار أصاب مقدمة المركب الصغير الذي أصيب بثقب وبدأت مياه البحر تتدفق الى داخل المركب الذي يقل مئات الشبان والنساء، فما كان من الركاب إلا ان بدأوا بإلقاء انفسهم في مياه البحر حتى وصل عدد من المروحيات  والسفن الحربية الاوروبية وأجلي الركاب الى مدينة ميلانو الايطالية.

ساعات عدة تقاذفتهم الامواج في عرض البحر الى ان وصلت الطوافات وأقلتهم الى اماكن اكثر امنا.

وقد بدأت تحقيقات جديّة لمعرفة الجهات التي أمنت سفر البعض وبعض السماسرة ويعتقد أن من بينهم من هم من صيدا وبيروت وعُلم أنه تم توقيف أحد الأشخاص في ما من المتوقع أن يصار الى توقيف أكثر من شخص.

وأفاد مراسل "النشرة" في صيدا، ان حالة ارباك وقلق تساور اهالي العشرات من الفلسطينيين واللبنانيين الذين كانوا على متن مركب في رحلة هجرة غير شرعية من ليبيا الى ايطاليا بعد غرق مركبهم ونجاة سبعة منهم، فيما تحدثت المعلومات عن وفاة ما بين 25 الى 30 مهاجرا بينهم الفلسطيني م.ص.م من عين الحلوة غرقا.

وقال قريب أحد الغرقى  لـ "النشرة": "لقد تبلغنا انه غرق ولكن لم نعرف اين اصبحت جثته ويتابع الموضوع شقيقه في الامارات العربية والمتحدة واشقائي في المانيا لمعرفة كل التفاصيل"، مشيرا الى ان ابن عمه كان يعمل في المكيفات ولكن الحال ضاق به فقرر الهجرة تخلصا من البطالة وقلة العمل".

اخبار ذات صلة