رفض مسؤولو وممثلو الحركات والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية، واللجان الشعبية، والحراك الشعبي، ومواطنون من مخيم عين الحلوة، ظاهرة إطلاق النار العشوائي، واعتبرها علماء إنها "محرمة من الناحية الشرعية، وهي من الأفعال السيئة".
وقد جالت وكالة "القدس للأنباء" على القيادات الفلسطينية في المخيم، واستمزجت آراءهم حول هذا الموضوع الذي دعا الجميع إلى تضافر الجهود كافة من أجل إنهائه.
الجهاد الإسلامي
وصف مسؤول العلاقات السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في لبنان الحاج شكيب العينا في تصريح لوكالة "القدس للأنباء" ظاهرة إطلاق النار العشوائي التي تحصل في المخيمات بالظاهرة السلبية التي تضر بسمعة شعبنا وقضيته، و"تضر" بشرعية سلاحه الذي له وظيفة واحدة وهي قتال العدو الصهيوني الذي يغتصب أرضنا ويعيث فيها فسادًا وإرهابا.
الحركة الإسلامية المجاهدة
ورأى أمين السر للقوى الإسلامية وأمير الحركة الإسلامية المجاهدة في عين الحلوة، الشيخ جمال خطاب، أن إطلاق النار العشوائي الدي يحدث في المخيم «عند أي مناسبة أو إشكال هو عمل محرم لأنه يرعب الآمنين ويسبب حالة من الفوضى والقلق كما إنه هدر للأموال».
وقال خطاب لـ«القدس للأنباء»: «كنا قد أشرنا أكثر من مرة في خطب الجمعة إلى خطر هذا العمل العبثي وغير المسؤول، لكن الواقع لم يتغير كثيرا»، مضيفا: «رغم وجود القوة الأمنية المشتركة مند ثمانية شهور فإنها لا تملك السلطة الكاملة على الأرض لمحاسبة الفاعلين، وكذلك الأمر بالنسبة للدولة اللبنانية».
حماس
وافقه الرأي المسؤول السياسي في حركة «حماس» في صيدا ومخيماتها، أبو أحمد فضل، الذي قال إن مختلف القوى في «عين الحلوة» اتفقت على عدة قضايا أبرزها منع الإضرابات التي كانت تحدث في المدارس من دون هدف واحد إلى جانب إطلاق النار العشوائي.
وذكر فضل لـ«القدس للأنباء» أنه مع بداية العام الميلادي الجاري، بفضل التوافق، منعت هذه القضية، لكن حاليا يبدو أن الأمور في غير اتجاهها الصحيح، في إشارة إلى عودة تلك الظاهرة.
واستنكر القيادي في «حماس» هذه الظاهرة التي تسبب خسائر في الأرواح فضلا على إحداثها القلق بين السكان والجوار اللبناني، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عدم محاسبة مطلقي الرصاص من أي انتماء سياسي كان لا يساعد على حل هذه المشكلة التي تنبع أساسا من فوضى حمل السلاح.
فتح
وأكد أمين سر حركة فتح في منطقة صيدا، العميد ماهر شبايطة، أن ظاهرة إطلاق النار العشوائي ترفضها مختلف الفصائل الفلسطينية، وهي مدانة من الجميع وهو رصاص عبثي وعشوائي حيث يصيب أحيانا ويقتل الأبرياء ويسبب حاله من الهلع والخوف بين ابناء شعبنا.
ودعا خلال مقابلة مع "القدس للأنباء" إلى عقد لقاءات بين اللجان الشعبية ولجان القواطع والأحياء والمبادرات الشبابية ولجان المجتمع المحلي والشخصيات المستقلة وبمشاركة أبناء شعبنا الفلسطيني، ليصدر خلال ذلك ارشادات وتوجيهات عملية يلتزم فيها الجميع، وبعد ذلك يجب على القوة الأمنية المشتركة أن تأخذ دورها بهذا الجانب وبغطاء شعبي وفصائلي من أجل ضبط الوضع ومحاسبة العابثين.
عصبة الأنصار
من جهته، أكد المسؤل الإعلامي لعصبة الأنصار الإسلامية الشيخ أبو شريف عقل في تصريح لوكالة "القدس للأنباء" أن اطلاق النار العشوائي الذي يحصل في المخيم إنما هو محرم من الناحية الشرعية، وهو من الأفعال السيئة.
وأوضح عقل أن العصبة تطرقت إلى هذا الموضوع على المنبر ومؤكدة على حرمته لأنه يروع الأمنين من النساء والأطفال، وهو تبذير للمال، وهو دليل على عدم الشعور بالمسؤولية لأن هذا الرصاص نحن أحوج ما نكون إليه لنصرة ديننا وأهلنا في فلسطين.
وأشار إلى أن هذا الرصاص العشوائي قد قتل العديد من الأبرياء وأصاب آخرين.
ودعا أهلنا في المخيم للإمتناع عن هذه العادة السيئة، لأن من يفعل هذا العمل ليس محسوباً على جهة معينة، إنما من كل أطياف الشعب الفلسطيني.
كما طالب عقل القوة الأمنية بأخذ دورها، ووعدعقل ببحث هذا الأمر مع القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية.
الجبهة الشعبية
ووصف مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة صيدا عبد الله الدنان إطلاق النار بالهواء في المخيم بأنه إساءة للجماهير الفلسطينية وللسلاح وقيمته.
وقال الدنان إن من يطلق الرصاص بهذه الظروف هو ناقص للوعى وللوطنية ويعبر عن عدم تحليه بالأخلاق.
وأشار الدنان ان السلاح الفلسطيني في لبنان له وجهة وبوصلة واحدة وهو الدفاع عن شعبنا بوجه العدو الصهيوني، وأن الإحتفاظ فيه هو صون للحقوق الفلسطينية وحق العودة.
كما طالب القوة الأمنية أن يكون لها دور أكثر فاعلية بهذا المجال.
الديمقراطية
ودعا مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مدينة صيدا فؤاد عثمان إلى إيجاد حل فعلي لوقف إطلاق النار العشوائي في مخيم عين الحلوة، لما له من انعكاسات سلبية على كافة المستويات الحياتية اجتماعياً وصحيا واقتصادياً هذا بالاضافة الى إرهاب شعبنا الذي هو متمسك بهويته الوطنية حتى تحقيق حق العودة.
وقال عثمان خلال مقابلة مع وكالة "القدس للأنباء" إلى أخذ قرار جدي بإجماع كافة القوى السياسية الوطنية والإسلامية برفع الغطاء عن أي مطلق للنار ومحاسبته بدون تمييز.
اللجنة الشعبية للتحالف
أما أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم عين الحلوة أبو بسام المقدح، فقد قال لـ "وكالة القدس للأنباء" إن إطلاق النار العشوائي الذي يقوم به البعض لا يخدم إلا الفوضى وإثارة القلق والخوف بين أهلنا وشعبنا، لأن الأمن والهدوء والإنضباط مهم لنا ولأطفالنا الذين يُروّعون من هذا العمل.
وطالب المقدح الجميع في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر فيها المنطقة بالحفاظ على الأمن والاستقرار، لأننا بحاجة ماسة لأي رصاصة تطلق في الهواء.
ودعا القوة الأمنية المشتركة لأن تأخذ دورها في هذا المجال لضبط الوضع الأمني بمشاركة مختلف القوى الفلسطينية.
اللجنة الشعبية لمنظمة التحرير
واعتبر أمين سر اللجنة الشعبية لفصائل م-ت-ف في المخيم أبو علي حمدان أن أطلاق النار العشوائي ظاهرة سيئة وغير ثورية، وتمس أمن وحياة أهلنا، وعدم وجود وعي عن أهمية الإنتماء للقضية الفلسطينية المركزية التي تفترض التزامًا وانضباطًا عاليين.
وأكد حمدان أن هذا العمل يمثل إساءة إلى التربية والسلوك الشعبي الفلسطيني في المخيمات والجوار، لأن سلاحنا له وجهة واحدة هي فلسطين وقضيتها العادلة، حماية أهلنا في المخيمات، وليس إرعابهم.
وطالب جميع القوى السياسية والمجتمعية الوقوف بمسؤولية عالية أمام هذه الظاهرة من أجل إنهائها.
المبادرة الشعبية
من جهته، أدان مسؤول العلاقات الخارجية في المبادرة الشعبية الشيخ أبو الدرداء عمليات إطلاق النار العشوائي وقال إن هذا يُعد في الشرع من الكبائر لما فيه من الحاق للضرر بالعام والخاص، وهو مخالف للأعراف.
وأهاب أبو الدرداء بكل من يدعي الحرص على أهله وشعبه في المخيم أن يكون على قدر المسؤولية ويخشى الله في نفسه ويشفق عليها من عذاب الله تعالى.
آراء مواطنين
أما بالنسبة لآراء أهلنا في المخيم في هذه الظاهرة، فقد أشار أبو أحمد فرهود إلى أن ما يقوم به البعض من إطلاق للنار بشكل عشوائي، إنما يُروع الناس، وينشر هذا العمل المدان الخوف بين السكان. مؤكدًا أن هذا العمل ليس من شيم ثوار الشعب الفلسطيني ومقاوميه.
وقال أبو محمود قاسم إن إطلاق النار العبثي والعشوائي لا يخدم إلا الفوضى، وإثارة البلبلة بين أبناء شعبنا. ولقد سقط من جراء ذلك قتلى وجرحى عدة مرات نتيجة هذا الاستهتار بأرواح الناس.
واستغرب بلال حمد ما يقوم به البتعض من إطلاق للنار بشكل عشوائي، واعتبر أن هذا العمل يرعب الأهالي والمدنيين ويسبب حالة من الفوضى والقلق وبالأخص لصغار السن وهو إرعاب للمسلمين ويعتبر كبيرة ويستحق عليها العذاب من الله سبحانه وتعالى.
واعتبر أحمد العينا أن إطلاق الرصاص يؤدي إلى دب الرعب بين أطفالنا وأبناء شعبنا ويجعل الفوضى تسود وهذا مدان من الجميع.