بعد نحو أسبوع على غياب الخبر الأمني الفلسطيني المخصص لمخيم عين الحلوة عن الواجهة، بقدرة قادر، عادت بعض وسائل الإعلام أدراجها لتنبش في هذا الملف علها تحظى بخبر أو شائعة تؤكد ما جاء من معلومات من "أوساط غربية" تحدثت عن دخول "إرهابيين" من "جنسيات أجنبية مختلفة" إلى بعض المخيمات الفلسطينية ومن بينها وأهمها عين الحلوة!..
وتفرَّد موقع "ليبانون فايلز" بنشر المعلومات الواردة من "أوساط غربية" في 23 شباط الجاري. كاشفاً عن "تسلّل مجموعات وخلايا أصولية خطيرة إلى مخيم عين الحلوة، وأن حي "الصفصاف" فيه بات يضمّ العشرات من العناصر الأصولية من جنسيات أجنبية مختلفة، تمكّنوا من دخول لبنان بمساعدة من تنظيم "جند الشام" ...
ويضيف الموقع نقلاً عن تلك "الأوساط الغربية" أن هذه المجموعات "تستعدّ لتفجير الوضع الأمني داخل المخيم، والسعي إلى الإمساك بالورقة العسكرية داخله..." الأمر الذي يؤشر إلى "احتمالات اندلاع معارك قريبة فيه يطغى عليها العامل الإقليمي، مع الأخذ بعين الإعتبار أن المخيم لطالما شكّل ساحة لتبادل الرسائل بين بعض القوى الإقليمية المؤثّرة في لبنان".
إن نشر مثل هذه "الإخباريات" يثير الكثير من التساؤلات وعلامات الإستفهام حول مضمونها وصحتها، أولاً، وجدواها، ثانياً، والكيفية التي دخلت فيها هذه العناصر إلى لبنان، من جهة، وكيف تسللت إلى المخيم، من جهة أخرى، في ظل الإجراءات المحكمة من قبل حواجز الجيش اللبناني، ثالثاً، وهل يعتقد كاتب "ليبانون فايلز" أن أيادي تنظيم "جند الشام" طويلة إلى الدرجة التي تمكنه من مساعدة "العناصر الأصولية" لدخول لبنان، رابعاً؟..
ألا يشكل هذا الكلام المنسوب إلى المصادر الغربية، إساءة، أن لم نقل إدانة للأجهزة الأمنية اللبنانية المشرفة على دخول وخروج المسافرين من المرافيء اللبنانية: الجوية والبحرية والبرية؟ ولاحقاً إتهاماً إلى عناصر الجيش المولجة بأمن المخيمات؟..
إنها أسئلة بحاجة إلى إجابات واضحة تسهم في وضع حد لهذا العبث "الإعلامي" الذي يتجاوز مجموعة بعينها، أو تنظيماً ليطال مجموع الفلسطينيين بكل مخيماتهم، وهم الذين يعلنون نهاراً وجهاراً رفضهم المطلق للإنجرار إلى أتون المشاكل الداخلية اللبنانية، ورفض تحويل المخيمات إلى مقر أو ممر لأية جهة أو فرد يستهدف أمن واستقرار لبنان... فالفلسطينيون مقتنعون شعباً وفصائل بأهمية وضرورة استمرار أجواء الأمن والإستقرار وأحسن العلاقات مع الجوار.
وفي سياق الحديث عن الأمن الممسوك حول مخيم عين الحلوة، تشير صحيفة البناء اللبنانية "الى مدى اليقظة التي تبديها الدولة في التعامل مع المخيم، وذلك على صعيدين: حماية أمنه الداخلي، وضمان عدم انزلاقه للتورط في اجندة التكفيريين"... وتؤكد الصحيفة أن "الأجواء تحت السيطرة".
وتؤشر الصحيفة إلى أهمية وضرورة أن يولي "المتحاورون اللبنانيون" وراعيهم رئيس مجلس النواب اللبناني الأستاذ نبيه بري الوضع الفلسطيني داخل المخيمات الإهتمام اللازم، والمسارعة بتقديم "علاجات سياسية وخدماتية سريعة للمخيمات"، وبخاصة في ظل اللجوء الفلسطيني القادم من المخيمات السورية الذي يفاقم الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية ويزيدها سوءاً وتدهوراً.
ونقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية حرصها الدائم "على كبح أي مشروع لتوريط العامل الفلسطيني في خطط لإلحاق لبنان بمشروع الفتنة الدائر في المنطقة".
وفي إطار تعزيز عمل القوة الأمنية بمخيم عين الحلوة، والمخيمات الأخرى، نقلت صحيفة المستقبل اللبنانية عن قائد "الأمن الوطني الفلسطيني" صبحي أبو عرب، أنه أبلغ "اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا" رسمياً تكليف اللواء منير المقدح قيادة القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة على صعيد لبنان.
وقال المقدح للصحيفة "سنبدأ أولاً بتعزيز القوة الأمنية على صعيد عين الحلوة بإعادة تأهيل الموجود وزيادة العدد، والإجتماع الأول بهذا الخصوص سيعقد الخميس المقبل، ثم العمل لاحقاً على ترتيب القوة الأمنية المشتركة وتعميمها على صعيد باقي المخيمات بما فيها مخيمات بيروت، وهذا الأمر سيتم على مراحل وبالتنسيق مع الفصائل كافة".
وتحت عنوان: "لا خطة في بيروت وعين الحلوة" قالت "النشرة" أن مصادر معنية استبعدت "أن تنتقل
الخطة الأمنية الى العاصمة بيروت قريبا، لافتة الى أن وصولها ولو عبر الأطراف الفلسطينية إلى مخيم عين الحلوة لن يتم بالمدى المنظور"!..