يبدو أن إصرار رئيس حكومة العدو "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو على المضي قدماً في تحدي ساكن البيت الأبيض وإلقاء كلمته أمام الكونغريس في الثالث من آذار الجاري، قد عمقت الخلافات بين رئيس الحكومة "الإسرائيلية" المستقيل والرئيس الأميركي بارك أوباما الذي يعد أيامه في البيت الأبيض... خاصة وأن نتنياهو سيحاول استثمار خطابه لتجديد وتأكيد رأيه بشأن ما يسميه "مضار إبرام صفقة مع إيران بخصوص الملف النووي على إسرائيل والمنطقة والعالم..." ويضغط باتجاه اتخاذ عقوبات جديدة ضد إيران. وهو ما يحاول أوباما منعه بكل السبل والوسائل المتاحة، معلناً أنه سيرفض أي مشروع لفرض المزيد من العقوبات على إيران قبيل انتهاء المفاوضات النووية الجارية مع مجموعة 5+1.
ويتحرك الرجلان على خطين متناقضين بشأن هذا الملف الساخن الذي انعكس توتراً بيِّناً بين الإدارة الأميركية ونتنياهو... سيما وأن الرئيس أوباما الذي خسر حزبه الأغلبية في انتخابات الكونغريس لصالح أخصامه الجمهوريين، يراهن، ويسعى بكل طاقاته لتحقيق إنجاز على مستوى الملف النووي الإيراني، وما يرتبط به من ملفات سياسية شائكة في منطقة ملتهبة، يمهد من خلاله الطريق أمام المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة بعد نحو 17 شهراً...
في حين أن بنيامين نتنياهو الذي عارض المفاوضات منذ انطلاقتها وفتح النار عليها أكثر من مرة، وهدد وتوعد بقصفها وتدميرها قبل أن تبدأ خطوط إنتاجها بالعمل، يحاول استثمار وقوفه أمام الكونغريس لتكرار مواقفه، بما يخدم معركته الإنتخابية وعودته إلى سدة رئاسة الحكومة من جديد. وهو ما أشار إليه حليفه السابق أفيغدور ليبرمان بقوله "إن إصرار نتنياهو على إلقاء خطاب في الكونغرس الأميركي حول الملف النووي الإيراني لا أهمية له، بل مجرد خطاب ومحاولات لكسب المزيد من الأصوات الانتخابية فقط"... واصفاً نتيناهو بأنه "رجل أقوال لا أفعال"!..
ورداً على إصرار نتنياهو إلقاء خطابه، أكدت الإدارة الأميركية مقاطعة الجلسة على مستوى رفيع، كما أنها تدرس اتخاذ خطوات جدية لمعاقبة نتنياهو بما فيها عدم استقبال أوباما له في البيت الأبيض... ومن بين الإجراءات أيضاً، مقاطعة المؤتمر السنوي للوبي الأميركي الداعم "لإسرائيل" (إيباك)... ناهيك عن خطوات إضافية تتمحور حول تغطية إعلامية رافضة لموقف نتنياهو من خلال قيام الرئيس الأميركي ومسؤولين عسكريين وأمنيين بإجراء مقابلات متلفزة مع صحفيين بارزين، حيث ستوضح إدارة أوباما موقفها من برنامج إيران النووي.
ويقول مسؤولون في البيت الأبيض إن الخطوات الأميركية ستنفذ قبل خطاب نتنياهو في الكونغرس في 3 آذار الجاري.
وكان استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية مع مؤسسة أبحاث الرأي الدولية "أو آر سي" بالولايات المتحدة قد أظهر أن 63 % من الأميركيين وصفوا دعوة الكونغرس لبنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمامه بـ "الخطوة السيئة"... وأن 66% من الأميركيين يريدون لبلادهم أن تنأى عن الخلاف الفلسطيني "الإسرائيلي" برمته بالبقاء محايدة.
وأشار الإستطلاع إلى وجود انقسام وسط الجمهوريين أنفسهم في قضية دعوة نتنياهو حيث بلغت نسبة مؤيدي الفكرة 52% وعدد رافضيها 45% بينما لم يبد 3% رأياً في الموضوع... أما عدد الديمقراطيين الداعمين للخطوة فقد بلغ 14% فقط، وبلغت نسبة الرافضين في أوساطهم 81% ولم يصوت نسبة 5% منهم مع أو ضد أي من الرأيين.